🖊️🖋️محمد شرف الدين ||
المضمون الثالث: صراط الذين أنعمت عليهم
في سورة الفاتحة التي يكررها المسلم في اليوم عشر مرات في صلاته ،
مقطع خطاب العبد لربه تعالى ،حيث يطلب فيه الهداية وصحبة صنف معين من الناس، حيث يقول :
" اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم..."
وفي سورة النساء يبين الحق تعالى أصناف الذين أنعم عليهم ، حيث يقول :
"وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً "
فصنف الشهداء أحد الاصناف التي يطلب المسلم من الحق تعالى أن يهتدي بهداهم والسير بركابهم،
فلذا نجد سليماني العشق رضوان الله عليه يذكر حاله ووضعه مع قافلة الشهداء ، فقد قال:
" إلهي..... وانت تعلم اني لم أستطع ابداً نسيانهم، فذكراهم واسماؤهم تتجلى دائماً لا في ذهني بل في قلبي وفي عيني المغرورقتين بدموع الحسرة .
يا عزيزي ،جسمي يوشك على أن يعتلي ويمرض.....لقد تهت في الصحاري نتيجة اضطرابي وفضيحتي وتخلّفي عن هذه القافلة ....."
فهنا يتحدث سليماني العشق رضوان الله عليه مع الحق تعالى بمناجاة روحية بيقين تام بأنه سار على صراط الحق تعالى بتباعه لعبد صالح ،وكذلك صحبته لشهداء كرام ،بل في أغلب الأحيان قد عمل كقائد لمجموعة من المجاهدين الذين نالوا مرتبة الشهادة في سبيل الحق تعالى ،وقافلة رافعي راية الإسلام،
فمن جهة أنه قائد لتلك القافلة الطيبة ،وقد دفع أفراد كثيرين نحو الشهادة ،ولكنه بقى متخلفا عنهم وهذا يولد خوف واضطراب داخلي -لماذا لم أستشهد والتحق بقافلة الشهادة - علماً أن الجسم يعتلي ويمرض، وخوفاً أن يموت على الفراش ،وهذا يسبب التيه والاضطراب .
ومن جهة أخرى يذكرنا سليماني العشق رضوان الله عليه بكرم الباري تبارك وتعالى بحيث كان يقف على باب الحق تعالى متوسلا له بأن يغمر وجوده بعشقه، وأن يحرقه بفراقه، وهو يسعى من مدينة إلى أخرى ومن صحراء إلى أخرى، في الصيف أو الشتاء ، لكي يتصل بالحق تعالى ويلتحق بركب قافلة الشهداء، بحيث يقسم على الحق تعالى بحرمة اؤلئك الشهداء بأن يلحقه بالقافلة الميمونة ، فانه لا يقدر على البقاء بعيدا عنه تعالى .
https://telegram.me/buratha