عهود الاسدي ||
يمرض الانسان ويبتلى بالاحزان ويشفى وينجو من الابتلاء فينعم بالصحة مجددا ويسعد بالحياة بعد نسيان الأسى وعندما يذكر ما مر به يبكي ويتألم للذكريات الأليمة دونما الإلتفات الى ما نعم به من صحة بعد سقم ومن نجاة بعد ابتلاء .
كذلك هو حال المجتمع ككل حينما يمر بسيل من الاحداث المختلفة والمتنوعة كالكوارث الطبيعية والحروب والازمات الاقتصادية والمكائد والاحتجاجات وشيوع الجرائم وماشابه من المآسي ، فنرى الاخبار تتناقل على الفور والتفصيل وبشكل سلبي دون الالتفات الى الجانب الايجابي منها ،
وهذا يشكل طاقة سلبية تؤثر على اداء الجميع فيكون اليأس مهيمن عليهم محبط لمعنوياتهم مقيدا كل طاقاتهم الابداعية فيكون الفشل والتراجع حليفهم والبكاء والتشاؤم كل ما بوسعهم وهذا ما نهانى عنه جل وعلا عندما قال في محكم كتابه (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) فقد وسعت رحمته السموات والارض وكما يبتلي الانسان ينجيه ويمن عليه بمختلف النعم والعطايا لم لا تسلط الاضواء على الجوانب الايجابية وعطاء الله وفضله ؟
فكما ابتلانا بد. ا. ع. ش. نجانى ونصرنا وكما كادت لنا دول الجوار بقطع المياه عنا ابتلاهم بسيول تضطرهم الى فتح السدود لتعود المياه الينا وكما كادونا اقتصاديا ابتلاهم بما لا يطيقونه صحيا واقتصاديا ويمن علينا بخيرات لا نضير لها فتمتد سفرة الحسين عليه السلام من جنوب العراق الى كربلاء كدليل يبهر العالم ويثبت للجميع ان العراق بخير.
ثم يبتلينا بالوباء فنشكره بالتراحم بيننا فيرفع عنا وننجو بالتراحم والصدقات التي هي بمثابة شكر لله الواحد الاحد ، فالشكر احيانا يكون بالطاعة لله واخرى بذكر عطاياه والتفاؤل بالخير نوع من انواع الشكر بحسن الظن بالخالق الرحمن فتفاؤلوا بالخير تجدوه.
واشكروا نعمة الله عليكم ليزيدكم من عطائه واستغفروه واصبروا ولا تيأسوا فإن الله مع الصابرين وهو القائل جل وعلا ( ولئن شكرتم لازيدنكم ) ، ولا تخضعوا للظالمين فتكونوا قد ظلمتم انفسكم (فإن بعد العسر يسرى وإن بعد العسر يسرى ) وعدا على الله وقد صدق وعده وانتظروا الفرج فقد بات وشيكا جدا .
ـــ
https://telegram.me/buratha