🖊️🖋️ محمد شرف الدين ||
المسؤول، المدير، الرئيس ، ......والقائمة تطول لأصحاب المناصب الإدارية أو الاجتماعية أو التنظيمية ،
له جوانب متعددة ،منها الضرورية وأخرى تكميلية ،فالخبرة والعلمية والتخصص جوانب ضرورية ،
وأما الهيئة والسلامة البدنية فهي جوانب تكميلية .
ويوجد في عرض كل هذه الجوانب مسار مهم جدا بل يُعتبر أكثر الجوانب تأثيراً على شخصية المسؤول ،وهو مسار العبودية لله تعالى .
فالذي يبحث في سيرة حياة أغلب القادة يجد عندهم الجانب الروحي فيه متصدر ،فهو يتعامل مع الأمور بروحية مطمئنة ولا يشوبها شك أو تردد في هدفه أو وسائله الصحيحة ،
ومرتكز هذا الجانب " الروحي " هو مسار العبودية لله تعالى ،
فنلاحظ أن أفضل البشرية على الإطلاق بل الخلق كله ،الرسول الاعظم صلى الله عليه واله كان عابدا إلى درجة أن الحق تعالى يخاطبه "ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى" فقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية، أنّ النّبي(ص) بعد نزول الوحي والقرآن كان يعبد الله كثيراً، وخاصّة أنّه كان يكثر القيام والوقوف في العبادة حتى تورمت قدماه، وكان من شدّة التعب أحياناً يستند في وقوفه على أحدى قدميه، ثمّ يستند على الأُخرى حيناً آخر، وحيناً على كعب قدمه، وآخر على أصابع رجله، فنزلت الآيات المذكورة وأمرت النّبي(ص) أن لا يحمل نفسه كل هذا التعب والمشقّة.
فهذا درس عظيم لكل من يريد النجاح فينبغي عليه سلوك العبودية لله تعالى ،
إضافة إلى ذلك ،فإن المناجاة والقيام والدعاء بين يدي الله تعالى تعطي للعبد تلك الآثار النورانية والهبات الإلهية، وفي نفس الوقت ترشده إلى حلول لأغلب المشاكل الاجتماعية أو النفسية ، فضلاً عن وجود بعض الأدعية والمناجاة التي تعطي الإنسان خارطة طريق لبعض المسائل الاجتماعية
كما في مناجاة الإمام زين العابدين سلام الله عليه في إحدى روائعه
" اللهم صل على محمد واله ،وكفني ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غدا عنه، ....ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها،....اللهم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي من التمني والتظني والحسد ذكرا لعظمتك وتفكرا في قدرتك وتدبيرا على عدوك......"
فينبغي لكل واحد منا أن يجعل له وقتا مع الحق تعالى لعبادته ومناجاته،
https://telegram.me/buratha