اصدع بأمرك ما عليك غضاضة.....و أبشر بذاك وقر منك عيونا
فا ودعوتني و علمت أنك ناصحي... و لقد دعوت و كنت ثم أمينا
و الله لن يصلوا إليك بجمعهم ...........حتى أغيب في التراب دفينا
**الدلائل المثبتة لإيمان أبي طالب (ع) كثيرة، ولا ينكرها إلا من كان في قلبه مرض او يمني نفسه ان ينال من ولده امير المؤمنين(ع)، منها:
1ـ قول النبي (ص):"أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بسبابته والوسطى منضمتين مرفوعين"، نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج14/69، من الواضح انه لم يقصد بحديثه كل من يكفل يتيما، لاننا نجد بعض الكافلين للأيتام لا يستحقون ذلك المقام بحيث يكفل يتيم ويصبح بجوار النبي في الجنة، لأن البعض رغم كفالتهم لليتيم يعملون الكبائر العظيمة، التي يستحقون بها جهنم لا محالة.
ولكنه قصد بحديثه الشريف جده عبد المطلب، وعمه أبا طالب، الذان قاما برعايته وربياه صغيرا، حتى أنه (كان يعرف في مكة بيتيم ابي طالب)، بعد وفاة جده عبد المطلب ،تكفله عمه أبو طالب وعمره ثماني ستوات وكان يفضله على أولاده ويقيه بهم.
2ـ حديث مشهور بين الشيعة والسنة ,رواه القاضي الشوكاني في حديث قدسي، أن النبي (ص) قال: نزل علي جبرئيل فقال: إن الله يقرئك السلام ويقول:" إني حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملتك وحجر كفلك (رواه ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج14/67). .......وروى في صفحة 68 عن الإمام محمد الباقر (ع) قال: لو وضع إيمان ابي طالب في كفة , وإيمان هذا الخلق في كفة الأخرى لرجح إيمانه ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين(ع)كان يأمر أن يحج عن عبد الله عمه وابيه ابي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم بعد مماته.
على الرغم من الأهمية الكبيرة لأبي طالب بن عبد المطلب في الفترة المبكرة من عمر الدعوة الإسلامية، إلا أن المصادر التاريخية اختلفت كثيراً حول شخصيته، فقد تضاربت الأقوال في ما يخص تحديد اسمه ومكانته في المجتمع القرشي، فضلاً عن الاختلاف حول حقيقة إسلامه قبل وفاته.
**ولكن هذا الغموض والهجوم ضد شخصية عم الرسول يمكن تفسيره بتأثير الحسد. ضد محمد وعلي (عليهما السلام) كما ظهر بالتنافس السياسي بين العباسيين والعلويين، وما تمخض عنه خلاف قائم بين السنّة والشيعة على رسم تفاصيل معظم شخصيات صدر الإسلام .يذكر محمد بن سعد في كتاب "الطبقات الكبير"، أن أبا طالب وُلد قبل الرسول بـ35 عاماً، وكان أخاً شقيقاً لعبد الله، كون أمهما واحدة، هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية .ووفقاً للتقاليد العربية الشائعة ورث ابو طالب مكانة أبيه عبد المطلب بعد وفاته ،وهو أكبر أبنائه الذكور الأحياء ..
هكذا، انتقلت المهام التشريفية التي حازها عبد المطلب إلى أبي طالب، وكان أهمها السقاية والرفادة، أي توفير المياه العذبة والطعام لزوار المسجد الحرام، وهي مهمات تعطي لصاحبها قدراً كبيراً من النفوذ والسلطة والتعظيم في قريش، اضافة لمهمات قيادة المجتمع والجيش والإشراف على دار الندوة. كلنا نعلم انه هو من التقى بأبرهة دون غيره. وبحسب المصادر التاريخية، أن أبا طالب لم يتمكن من الوفاء المالي بمهامه على الأوجه الأكمل، إذ لم يستأثر بالسقاية والرفادة إلا لفترة قصيرة، ثم تنازل عنهما لأخيه الأصغر العباس بن عبد المطلب.هذه الانتقالة هي الوحيدة التي شرف بها ابو طالب العباسيين . فانتقلت عوامل الشرف المتُمثلة في السقاية والرفادة من أبي طالب إلى العباس..
جرى تبريره بالفقر الذي تعرّض له تلك الفترة. على سبيل المثال، يذكر علي برهان في كتاب "السيرة الحلبية"، أن أبا طالب كان يقترض الأموال من أخيه العباس، الذي كان واسع الثراء والغنى، ولمّا ثقل دين أبي طالب، قال لأخيه ذات مرة "أسلفني أربعة عشر ألفاً إلى العام المقبل لأعطيك جميع مالك، فقال له العباس: بشرط إنْ لم تعطني تترك السقاية لأكفلها؟ فقال نعم، فلما أتى العام التالي لم يكن مع أبي طالب شيء ليعطيه لأخيه العباس فترك له السقاية".
فكان فقر أبي طالب وتنازله عن السقاية لم يمنع بقاءه سيداً لبني هاشم دون العباس ، وهو الأمر الذي أشار إليه علي بن أبي طالب في قوله "أبي ساد فقيراً، وما ساد فقيرٌ قبله"، أكد اليعقوبي في تاريخه قوله "كان أبو طالب سيداً شريفاً مطاعاً مهيباً".
**من بين الأحداث المهمة التي تشير إلى مكانة أبي طالب في قريش، موقفه في حرب الفجار التي وقعت بين قبائل كنانة، ومن ضمنها قريش، ، وقبائل قيس عيلان من جهة أخرى .بداية رفض أبو طالب المشاركة في الحرب أول الأمر، كونها وقعت في الأشهر الحرم، وأمر بني هاشم بعدم المشاركة فيها، فامتنعت كل قريش من المشاركة , لما اصبحت مكة في خطر دخل أبو طالب القتال وجعل أخيه الزبير على مقدمة الهاشميين، ومن المرجح أنه شارك بنفسه في القتال، والرسول كان معه في المعارك يساعده ويجهز له النبال، وكان عمره (ص) لا يتجاوز عشرين عاماً. **المعروف أن عبد المطلب توفى بعد ثمانية أعوام من ولادة الرسول، كان تلك الفترة تولى كفالته بعد وفاة أمه آمنة بنت وهب .وحين دنت منية عبد المطلب أوصى أبا طالب برعاية الرسول ونصرته بشتى السبل، وكان عهد عبد المطلب لولده ابي طالب (ع) قوله: "يا أبا طالب كن حافظاً لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة أبيه، ولم يذق شفقة أمه، انظر بني ليكن من جسدك بمنزلة كبدك، فإني قد تركت بني كلهم وأوصيتك به لأنك من أم أبيه، يا أبا طالب إن أدركت أيامه تعلم أني كنت من أبصر الناس به، ، فإن استطعت أن تتبعه فافعل وانصره بلسانك ويدك ومالك، فإنه والله سيسودكم ويملك ما لم يملك أحد من بني آبائي".
وما اظهره للمجتمع من حمايته للنبي(ص) حين قام عبد الله بن الزبعرى بتلطيخ ثوب الرسول بالأقذار، وهو يصلي في الكعبة، غضب أبو طالب غضباً شديداً "فقام ووضع سيفه على عاتقه ومشى معه ابناءه حتى أتى القوم... فأخذ فرثاً ودماً فلطخ به وجوههم ولحاهم وثيابهم جميعا ، وأساء لهم القول"... وهذا اللعين استمر بعداءه وبغضه للنبي ولعمه ..
هذا صاحب قصيدة قالها يوم أُحد معلناً شماتته من هزيمة المسلمين، وعدّ ذلك اليوم انتقاماً وشفاءً لغليل المشركين ممّا نالوه في يوم بدر:
يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ **** إنما تنطقُ شيئاً قد فعلْ
كلّ عيشٍ ونعيمٍ زائلٌ ******** وبَنَاتُ الدّهْرِ يلعبْنَ بكُلّ
أبلغا حسانَ عني آيةً **** فقريضُ الشعرِ يشفي ذا الغللْ
ليْتَ أشْياخي ببَدْرٍ شَهِدُوا ** جزعَ الخزرجِ منْ وقعِ الأسلْ
واضاف لها يزيد ابيات منها لاهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل.
** ذكرت المصادر التاريخية العديد من أوجه الدعم المادي والمعنوي الذي قدّمه أبو طالب لابن أخيه (لما أن جاهر بالإسلام، منها سادات قريش لما ذهبوا إلى أبي طالب، واشتكوا له مما يذيعه الرسول بين الناس من التوحيد وترك عبادة الأصنام، وعرضوا عليه أن يأخذوا محمد ليقتلوه، وأن يعطوه أحد فتيانهم ليكون ابناً له، ردهم مستنكراً: "بئس ما تسومونني، تعطوني ابنكم أربيه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟".
(* ذكر ابن كثير، وهو من مؤرخي السنة في كتابه "البداية والنهاية" .انه لما اشتد عليه الضغط ,عرف أنه لن يتمكن من الوقوف أمام تحالف قبائل قريش،قال للرسول:"يا ابن أخي، إن قومك قد جاؤوني فقالوا لي: كذا وكذا، فأبق عليّ وعلى نفسك، ولا تحمّلني من الأمر ما لا أطيق"، فلما رفض الرسول أن يمتثل لطلبهم بدا عليه التأثر والحزن، قال له أبو طالب: "اذهب يا ابن أخي، وقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً"، ورد على رجال قريش: "ما كذب ابن أخي. فارجعوا"،
(* الموقف الأهم لأبي طالب في نصرة الرسول وقع في السنة السابعة من البعثة النبوية، عندما تجمع القرشيون ضد المسلمين، وكادوا أن يقتلوا الرسول. أصرّ أبو طالب وقتها على حماية ابن أخيه، وجمع بني هاشم، وحرضهم على نصرة الرسول وحمايته، فدخلوا شعب أبي طالب، وهي منطقة تقع بين جبل أبو قبيس وجبل خندمة، وانضم إليهم بنو عمومتهم، بنو المطلب وهو الأمر الذي أشاد به الرسول (ص) في ما بعد، بقوله "إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد"، وقوله "إنا وبني المطلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام". بنو المطلب ينسبون إلى المطلب بن عبد مناف وهو أخٌ لـ هاشم ، وله أخوان آخران . لم يكتفِ أبو طالب بتأييد الرسول وجمْع بني هاشم حوله، بل عمل على تأمينه وحراسته بكل وسيلة ممكنة، فرتب الحراس لحماية مداخل ومخارج الشعب، وكان طوال مدة الحصار يباشر ّالرسول "فيأتي فراشه كل ليلة حتى يراه فإذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته فيضطجع على فراش رسول الله ( كتاب عيون الاثر).
وهناك دور لأبي طالب في الدفاع عن الإسلام لم يقتصر على حماية الرسول في الشعب، بل استغل ثقله السياسي في مد يد العون للمهاجرين الاوائل إلى الحبشة، إذ ورد في سيرة ابن هشام أن أبا طالب كتب إلى النجاشي شعراً يحضّه على إكرام جعفر وأصحابه والإعراض عما يقوله رسل قريش فيهم. فاي حماية يمكن ان يبقيها للإسلام , حتى يعترف ابناء المذاهب ان هذا عم النبي وابو علي عليهما السلام . انه مسلم.؟
هذا التأييد ظهرت آثاره بعد وفاته في العام العاشر من البعثة النبوية، إذ حزن الرسول حزناً شديداً على وفاة عمه، وكان يردد قوله"ما نالت قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب"، هذا ذكره ابن كثير في البداية والنهاية. ومما عمّق من حزن الرسول ذلك العام، وفاة زوجته خديجة وبلغ من حزن الرسول على عمه وزوجته أن سمى ذلك العام بعام الحزن.
ـــــــــــ إسلام أبي طالب بين المذاهب والشيعة : اساس الاختلاف بين المذاهب الاسلامية والشيعة يقع ضمن الاختلافات المذهبية المهمة . حيث يؤكد الشيعة ان اتهام ابي طالب هو استمرار الحرب بين مشركي مكة وبعض ابناءهم الذين كتبوا التاريخ الاسلامي , واصبح الموضوع من الثوابت ( والمخيلة المذهبية السنّية أو الشيعية)
بالنسبة للمذاهب قالوا بوفاة أبي طالب على الكفر، إذ تواترت مصادرهم على تأكيد خبر رفضه للإسلام وهو على فراش الموت. فعلى سبيل المثال، يذهب ابن كثير في تفسيره للآية 56 من سورة القصص، إلى أن الرسول حضر عند أبي طالب في لحظاته الأخيرة، وطلب منه أن يسلم، ولكن أبا طالب رفض ذلك بتحريض مجموعة من سادات قريش الذين خوفوه من ترك ملة عبد المطلب، فمات عم الرسول على الشرك، وقال الرسول عندها "أما لأستغفرن لك ما لم أنه عنك"، فأنزل الله النهي عن الاستغفار لمَن مات على الشرك،"إنك لا تهدي مَن أحببت ولكن الله يهدي مَن يشاء".
**أما الشيعة الإمامية،: رفضوا القول بوفاة أبي طالب على الكفر، وقالوا بإسلامه، ووردت في تفاسيرهم في سبب نزول( انك لا تهدي من احببت) قال بعضهم إنها نزلت في أهل الكتاب بعد الهجرة للمدينة ،يؤيد ذلك ان المفسرين يقولون ان الاية نزلت في المدينة بعد موت ابي طالب بسنوات.
** كما حملت المصادر الشيعية كثيرا من الشواهد التي تؤكد على إسلام أبي طالب، وهي عدم مخالفته لحكم شرعي ونص قراني : حين نزل تشريع يفرق بين الزوجة المسلمة والزوج الكافر, المأثور عن أهل البيت (ع) .
في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾قال الباقر(ع): "من كانت عنده امرأة كافرة يعني على غير ملة الاسلام- وهو على ملة الاسلام فليعرض عليها الاسلام، فإن قبلت فهي امرأته وإلا فهي بريئة منه، فنهى الله أن يستمسك بعصمتها". ولم يفرق بين عمه وزوجته فاطمة بنت أسد، التي يتفق المؤرخون انها اسلمت واعلنت بداية الدعوة المحمدية،
وهناك أقوال منسوبة إلى أئمة الشيعة تقر بإسلام أبي طالب. على سبيل المثال ينقل الكليني في كتاب "الكافي" عن الإمام الصادق(ع)"نزل جبرئيل على النبي فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك. فالصلب صلب أبيه ، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب".ونقل المجلسي في "بحار الأنوار" عن الصادق قوله "أتى جبرائيل للنبي فقال: يا محمّد! إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول لك: إن أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرّتين، وإن أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فأتاه الله أجره مرّتين، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة".
(هنا، يظهر أبو طالب في الذهنية الشيعية أنه معادل لأصحاب الكهف الذين أسرّوا الإيمان في قلوبهم، وأظهروا الكفر بين الناس، وتفسير ذلك بالفائدة العظيمة التي قدمها عم الرسول للإسلام في تلك الفترة المبكرة إذ كان كفره" لو صح " الظاهر سبباً في حفاظه على بعض العلاقات المرنة مع سادات قريش وزعمائها، وهو الأمر الذي عاد على الإسلام بالنفع.
( لماذا وقفت المذاهب هذا الموقف من ابي طالب ..؟) الجواب مسالة الخلاف في إسلام أبي طالب دخلت في سياق النزاع التاريخي على السلطة بين العباسيين والعلويين، ثم انتقل الصراع الى المؤيدين من الطرفين , هذا يقول انه مسلم ويراد الطعن به وبالرسول وابنه علي عليهم السلام . ويصر الاخر على انه مات كافر. وهذه تشكل إحدى النقاط الجدلية بين السنّة والشيعة الى اليوم. .......... ما السبب في كل هذا .؟
(*) الموضوع سياسي ظهر في وقت الذي أكد العباسيون على حقهم في خلافة الرسول، من خلال التأكيد على إسلام العباس بن عبد المطلب اشاعوا وهو ممن لم يهاجر ولم يقاتل مطلقا. فقالوا أن مكوثه في مكة وإظهاره الكفر(وخروجه لقتال المسلمين في بدر) لاحظ الفترة . هذا يحمي الاسلام يسمونه كافر , وذاك يخرج لقتال الاسلام يسمونه مسلم. يقولون صحيح قاتل الاسلام ولكن بناء على أمر الرسول(ص) ، لمعرفة أخبار قريش والتجسس عليهم، ويؤكدون في الوقت ذاته على إثبات كفر أبي طالب، لتضعيف الدليل الديني الشرعي عند العلوين مطالبتهم المستمرة بالحق في الخلافة.من هنا، لا نستغرب أن أكثرية الروايات السنّية التي قالت بوفاة أبي طالب على الكفر والشرك، وعذابه في النار.
يذكر البخاري في صحيحه حديثا عن العباس بن عبد المطلب أنه قال "قلت للنبي ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"، وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس، قول الرسول "أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه".
ـــــــــــــــــــ الفرق بين الدولة العباسية والاموية ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يشك احد ان الدولة الاموية قامت على الغدر والكذب والاشاعات , حتى طلب جماعة من الامام علي(ع) ان يستخدم نفس اسلوب معاوية في تظليل الجماهير. فرد عليهم بحكمة بالغة :قال:الغدر بكل أحد قبيح، وهو بذو القدرة والسلطان أقبح .. ثم بين نفسه من الغدر فقال: والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة. والله ما أستغفل بالمكيدة، ولا أستغمز. هذا عمل خسيس.
اما العباسيون اشتهروا بالغدر ونقض العهد .نوقشت رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم التاريخ في جامعة الحلة .جاءت الدراسة بعنوان: "سياسة نقض العهود والمواثيق في الدولة العباسية "التي كان الخلفاء يصدرونها من اجل تعيين ولاة عهودهم خاصة مكن يخشونه او من شق عصا الطاعة, وكانت تمتاز بصيغة دينية ومملوءة بذكر اسم الله ورسوله.. واهمية العهد والوفاء به, وكلما أوثق القوم في الميثاق هناك من يسهل لهم نقض العهد وإيجاد مخرج للتخلص منه حتى اصبح نقض العهد من اخلاق العباسيين وسلوكهم الديني فكانت اخلاقهم تسوّغ لهم نقض العهد بمنتهى السهولة... ومنها قتل الامام الرضا (ع)
لمَّا عرض المأمون الحكم على الإمام الرضا (ع) حاججه الإمام:(إن كانت هذه الخلافة لك الله جعلها فيكم فلا يجوز لك أن تخلع لباسًا ألبسك الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك، فقال له المأمون يا بن رسول الله فلا بدَّ لك من قبول هذا الأمر، فقال: لست أفعل ذلك طائعًا أبدًا فما زال يجهد به أيَّامًا حتى يئس من قبوله) . هنا بين الامام انهم اغتصبوا من ال البيت الخلافة ..لمَّا فشل المأمون في إقناع الإمام قبول الخلافة ناور بولاية العهد، فعرض ولاية العهد التي يكون بها الإمام خليفة بعدموت المأمون، وذلك بقوله: ((فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي) .ولاية العهد كشفت المأمون بأنَّ هذا الأمر لن يتم، وستقع خيانة ستؤدِّي الى قتل الإمام بالسمِّ مظلومًا، ذلك بقوله: (والله لقد حدثني أبي، عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع)، عن رسول الله (ص): إنِّي أخرج من الدنيا مسمومًا مقتولًا مظلومًا تبكي عليَّ ملائكة السماء والأرض،( قصة معصومة ووفاتها).
اجتها الناس باسود علم منشور .. تعزيها وتصيح بكلب ملهوف.. زيدي نياحتج ذخرج بالكبور .. راح الجاية عنه تنشدين .. تكللهم اناشكم يل تنوحون .. دخبروني عن اخي ونور العيون.. مات بحف لو سمه المامون.كالوا سمه المامون بسمين.. {وقعت ميته} هاي اخت الرضا ماتت بالاحزان.. من سمعت بسهم اخوها في خراسان .. وزينب شافت جسم حسين على التربان.. وتدوس عليه الخيل ميدان.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha