السيد محمد الطالقاني ||
كان للسيدة الزهراء عليها السلام دورا كبيرا في ملأ الفراغ الذي حصل بعد وفاة والدتها السيد خديجة عليها السلام, فهي سيدة نساء العالمين وربيبة الوحي والتنزيل,وخريجة مدرسة النبوة والرسالة,وهي التي بلغت القمة الشاهقة في العظمة والمنزلة.
لقد شاركت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في كل مواقفه ومحنه, وكان دورها هو الدفاع عن ولاية أهل البيت عليهم السلام وإثبات أحقيّتهم في قيادة الاُمّة بعد الرسول الاكرم , والتعريف بالنظام الإسلامي الصحيح , والتاكيد على شخصية الامام علي عليه السلام واحقيته في القيادة, وان ابعاده عن قيادة الامة سيلحق بالامة خسارة لا يمكن تصورها.
كانت السيدة الزهراء عليها السلام أنموذجا رائعا في قيادة عملية الإصلاح, والمطالبة بالحقوق, ومقاومة المعتدين, والتضحية من أجل العقيدة والمبدا الحق، كما اثبتت قدرة المرأة المسلمة الواعية على هز عروش الظالمين، وصناعة جيل يتصف بالوعي ويعشق الحرية , ويؤمن بالتغيير ومقاومة التحديات والظالمين، ويرفض الذل والهوان والتخلف والاستسلام.
لقد قامت بفضح زيف الانقلابيين, والدفاع عن امام زمانها, من خلال صلابة الموقف, وعدم التنازل عن الحق بتبريرات من اجل سياسة المصلحة التي لا تتفق مع القيم والمبادئ والحقوق.
واليوم نرى المراة العراقية التي حملت مشعل الحرية, ونزلت الى شارع الجهاد المقدس, وهي تنادي بالثورة والاصلاح, مستلهمة من قدوتها الزهراء عليها السلام , فكانت خير عون للرجال في معركة الدفاع المقدس, ضمن فتوى الوجوب الكفائي, من خلال بذلها الغالي والنفيس وتقديمها الابن والزوج والاخ قرابين على منحر الحرية والكرامة.
وعندما انتشر وباء الفساد اللعين في اجساد حكام العراق, واصبح سرطانا في جسم الحكومة العراقية, خرجت المراة المسلمة ثائرة منادية كلا, كلا للفساد, ونعم, نعم للاصلاح , لتثبت للعالم اجمع ان الفتوى المباركة لازالت قائمة, وكل ياخذ دوره حسب تلك الفتوى ,لترسم للاجيال صورة مشرقة عن المراة العراقية, المسلمة, الحرة , الابية التي لم تتاثر باغراءات السفارات, ووعود الاستكبار العالمي, بل سارت على خطى الزهراء عليها السلام .