🖊ماجد الشويلي ||
إن الدين لايقف بوجه الحب بل يدعو اليه ويؤكد بشدة . لكنه يدعو كذلك الى البراءة من اعداء الله واهل الفسوق والفجور .
إلا أن كل حب يُشغف به الانسان أو يتعلق به تجاه شخص آخر، يجب أن يكون في طول حب الله وليس في عرضه .
أي بمعنى ان يكون هذا الحب بالاساس لله سبحانه، وأن يكون حب الله هو الاقوى والامتن ولايتعارض حبه مع حب آخر أو يوازيه
قال تعالى:-
قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة
فلا مشكلة أن تحب بيتك ،ومالك ،وزوجتك واولادك ، وعشيرتك ،وكل شئ من هذا القبيل ، شريطة ان يكون حب الله فوق حبهم واسمى منه.
لابأس أن تحب وطنك لكن لايجوز بحال من الاحوال أن يتحول حبك لوطنك موازيا لحب الله أو متعارضاً معه.
إذ إن البعض راح يبالغ بحب الوطن ، حتى عده بمصاف حب الله ،واحياناً أشد.
حتى جعل الوطن ندا لله جلت قدرته
كما في قوله سبحانه:-
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ (165) البقرة
وقد وضع الله سبحانه ضابطة لبيان حبه في قلوب الناس لكثرة المدعين لهذا الحب
فرهنه بطاعة النبي (صلى الله عليه وآله)
ومن تخلف عن هذه الطاعة فان ادعاءه باطل كما في قوله
((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ))(31) آل عمران
وعليه فإن حب الوطن لاينبغي أن يكون بديلا عن الدين وطاعة الرسول (ص) وولي الامر بحجة وجود الحب القلبي، مادام تجسيد حب الوطن يتعارض مع مدعىٰ حب الله سبحانه
ففي كل الاحوال فان حب الله والجهاد في سبيله مقدم على كل انواع الحب الاخرى
بشهادة القرآن المجيد
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha