اعتقد ان هناك عددا صغيرا من الزوار يربط بين قضية الامام الحسين عليه السلام وبين زيارة الاربعين ، وعبر التأريخ تتحول الشعائر الدينية العظيمة الى فلكلور شعبي لجاذبية مظهرها الجامع ، كما في الاديان السابقة ، وهذا ما يجري في العراق حاليا ، حب الحسين في قلوب الجميع لأنه فطرة وتكوين في الناس باستثناء ابناء الزنا واكلة السحت ، لكن هذا الحب العظيم لا يترجم عادة الى ارتقاء اخلاقي او سياسي او عقائدي للمحبين والعاشقين الا نادرا ، وهذه طبيعة الشعوب وسنن التأريخ ، هي قضية دعوة الى الله وسبيله والاستقامة والآخرة ، وقول المعصوم : احيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا ، يعني احيوا الاسلام والايمان والاخلاق وصدق الاعتقاد والشجاعة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة العدل ونصرة المظلوم ، اذن ليس معقولا ان تجد شخصا تاركا للصلاة وهي ام الاعمال ومفتاح قبولها ، وصوم رمضان او يأكل الحرام ويذهب مشيا للزيارة ، هم يعلمون ان هذا عمل مناقض تماما ، كثير من هؤلاء يتخذون من الزيارة نزهة وتغييرا مسليا لوقائع الحياة المتشابهة وانا اعرف الكثير منهم ، واحيانا اعتقد ان اللطف الالهي الذي جعل في قلوبهم حب الحسين سيهديهم الى الخير ويسددهم ذات يوم ، فأهل البيت حبهم جنة وبغضهم نار ، ومودتهم هي الاسلام ، وادنى ما يريده الله ان لا تبغضهم عن علم كما يفعل النواصب ، يحتاج توظيف ذكرى اهل البيت عليهم السلام الى جهد تبليغي منظم ترعاه مؤسسة محترفة لكي تنجح الثورة الثقافية ويتم تغيير ما في الانفس كما اراد الله تعالى ليترتب عليها استحقاق الفرج والخروج الى فضاء الحرية والأمان ، اما ان يتم احياء عاشوراء وزيارة الاربعين بمسيرة تهتم غالبا بالمظهر وتترك الجوهر فهي وسيلة لتحويل الشعائر الى فلكلور شعبي كما لدى البوذيين واليهود المتطرفين وغيرهما ، او قد تكون مقدمة لانزلاق الاجيال المقبلة الى الغلو باهل البيت ، لفقدان التعليم العقائدي وفقدان المؤسسة المتخصصة التي تجلو العقائد عما يعلق بها من خرافات واوهام وتحرسها من التزوير المعادي ، خاصة وان اشرار العالم اجتمعت كلمتهم اليوم على محاربة الشيعة لانهم يمثلون خلاصة المقاومة في زمن الخضوع ، واول خطوة في هذا السبيل تسفيه عقائدهم واعادة عرضها بنسق مشوه في اطار الحرب الناعمة ، وفي تظاهرات الزيف المخطط لم يترك الفاسدون مقدسا للشيعة الا شتموه وانتهكوه .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha