في التاريخ الإسلامي نرى أن هناك نساء كان لهن دوراً في ثورة الاصلاح الفكري, والعقائدي, والاجتماعي, وخير من قادت هذه الثورة هي عقيلة بني هاشم الحوراء زينب عليها السلام, الذي كان لها دورا أساسياً ورئيساً في واقعة الطف الاصلاحية. لقد كانت السيدة زينب عليها السلام شريكة الامام الحسين عليه السلام بأخطر المواقف ثم حملت من بعد استشهاده لوائه وجعلت من خسارة معركة الطفوف انتصارا ساحقا للأحرار وفتحا مبينا للإسلام حتى اصبحت رمز التحدي واسطورة انثى. والإنسان إنما يقف عاجزاً أمام هذا البحر المترامي الأطراف، المليء بالمعارف والصبر والجلد والعظمة والفصاحة ورباطة الجأش والفضائل والكرامات. لقد كانت السيدة زينب عليها السلام الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الامام الحسين عليه السلام, حیث قادت ثورة الاصلاح وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة بداته من لحظة استشهاد الامام الحسين علیه السلام. وقد أظهرت واقعة كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب عليها السلام ، وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القيادية ، كما أوضحت السيدة زينب علیها السلام في الوقت نفسه للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها. فبعد ان قتل كل رجالات بيتها وأنصارهم, خرجت هذه المراة البطلة تعدو نحو ساحة المعركة، تبحث عن جسد أخيها الحسين بين القتلى غير عابئة بالأعداء المدججين بالسلاح ، فلما وقفت على جثمان أخيها العزيز الذي مزقته سيوف الحاقدين, وهي تراه جثة بلا رأس مقطع إرباً إرباً، فالكل كان يتصور أنها سوف تموت أو تنهار وتبكي وتصرخ أو يغمى عليها نتيجة هذا المشهد المرعب والمريع ، لكن الذي حدث هز أعماق الناظرين كانت صامدة وصابرة ولم تنهار وأعطت للأمة دروساً قيمة في التضحية من أجل العقيدة حينما وقفت امام تلك الجموع الشاخصة بأبصارها إليها فجعلت تطيل النظر إلى جسد سيد الشهداء عليه السلام ووضعت يدها تحت جسده الطاهر المقطع ورفعته نحو السماء وهي تدعو بمرارة قائلة: « اللهم تقبل منا هذا القربان» . وبهذا الكلام الذي كان كالعاصفة مدوياً اهتزّ الجيش الأموي والطغاة القتلة . اليوم ونحن نعيش عصر الانفتاح الثقافي حيث تواجه المرأة المسلمة في هذا الزمن تحديات كبيرة، جعلت افكارها التي تؤمن بها بكل بساطة موضع اختبار، وعرضت شخصيتها الإسلامية الى محاولات شتى من التمزيق والتشويه، وبمقدار التحدي لا بد أن تكون الأعباء، التي ربما ينوء بها كاهل المرأة المسلمة، وهي في هذا مجال رد التحدي وحمل أعبائه تحاول فرض وجودها في قبال الموجودات الزائفة، والايقونات المشوهة التي صنعها اعلام الغرب الوهمي، ويجب ان تسعى المرأة المسلمة بعقلها وقيادتها الفذة على تذويب هذه الرتوش الوهمية من خلال وجود نماذج قيادية في الساحة قدوتهنَّ الزهراء عليها السلام يسرنَّ على خطاها في اثبات الحق والمساهمة في بناء هيكل إسلامي قوي يزرع اصوله في ربوع العالم.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha