الإمام الحسن الزكي المجتبى حبيب الله وصفيه وأمينه ونور صراطه ولسان حكمته وناصر دينه . كانت تربطه علاقة قوية بسيد الشهداء عليه السلام حيث تقاسما المعاناة من غدر الامة بوالدهما وهجوم القوم على والدتهما فكان كل منهما يتمنى ان ينصر الاخر . ويوم ان دنت المنية من الامام الحسن اثر دس السم اليه بكى الامام الحسين لما رأى من حال أخيه ، فقال له الحسن عليه السلام : " أتبكي يا أبا عبد الله ، وأنا الذي يؤتى إليّ بالسمّ فأقضي به ، ولكن لا يوم كيومك. اراد الامام الحسن عليه السلام ان ينصر اخيه الحسين في كربلاء فاخذ باعداد فلذة كبده القاسم ليوم عاشوراء واوصى له بان يمثله في واقعة كربلاء الذي يحول الموت بينه وبينها. فكان القاسم جندياً صادقاً يشعّ نور وجهه أنعم الله عليه وهو في سنّه المبكر، بإشراق العقل، وفطنة النفس، وعزّة الإيمان، غذّاه ابوه بمواهبه، وأفرغ عليه أشعة من روحه حتى صار مثلاً للكمال، وقدوة للإيمان, فكان الامام الحسن عليه السلام في ساحة المعركة بكربلاء. كان القاسم عليه السلام شمعة من شموع كربلاء التي كانت تنير عتمة ليالي عاشوراء وتدخل السرور على قلب لحسين عليه السلام الموجوع، والذي كان يتسلى بوجوده. لقد قال القاسم عليه السلام كلمته في كربلاء بكل عفوية: يا عماه الموت في نصرتك احلى من العسل, فعكس بذلك صورة الشباب الشجاع الوفي الذي لم يتردد في نصرة سيد الشهداء عليه السلام والدفاع عن حرمة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , فانطلق الى ساحة المعركة ببطولة رائعة، وهو لايعرف الخوف، ويهزأ من الحياة، وليقينه وقوّة بأسه لم يصف على جسده لامة حرب، وإنّما اكتفى بحمل سيفه الذي صحبه واصبح قدوة الشباب في كل العصور. وفي عصرنا الحالي تدافع الشباب من اتباع القاسم عليه السلام الى الموت يوم ان دعاهم مرجع الامة السيد السيستاني للجهاد الكفائي, فكانوا يتلذذون بالشهادة وهم في ريعان شبابهم , فاذاقوا العدو شر الهزيمة بعد ان سقوا ارض الحرية بدمائهم الزاكية واصبحوا مفخرة للاجيال يتحدث عن بطولاتهم العدو قبل الصديق. فسلام عليك ياعريس الطف, وسلام عليك ياعريس الحشد الشعبي والملتقى عند حوض الكوثر .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha