وصل الامام الحسين الى كربلاء يوم الخميس, اليوم الثاني من شهر محرم الحرام سنه 61 هجرية وهو يقود مسيرة الاصلاح في المجتمع الإسلامي رافعا شعار«إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي» أي أن هدفي هو الإصلاح فقط ولا غير. ان مسيرة الاصلاح الحسيني لم تكن ضد يزيد الفرد الفاني الذي لا يساوي شيئاً، بل كانت ضد جهل الإنسان وانحطاطه وضلالته وذلّه، لذلك فان الامام الحسين كان يعلم علم اليقين بان هدف الاصلاح لايتحقق ببقاء حياته وانه سيقتل في يوم العاشر من المحرم ومع ذلك بقي هذا الشعار معه. وقد بين الامام الحسين عليه السلام ان هذا الاصلاح غير معلوم تحققه , لان الناس قد لايصلحون انفسهم لان ارادتهم تكون ضعيفة، مستشهدا بموقف نبي الله نوح عليه السلام الذي لبث في قومة ما شاء الله واراد منهم ان يؤمنوا فلم يؤمن حتى ولده، موضحا ان الخلل ليس بالنبي نوح عليه السلام بل في قومه. إن سلوك الإمام الحسين منذ خروجه من المدينة وحتى يوم استشهاده في كربلاء كان منطوياً على المعنويات والعزة والشموخ وفي نفس الوقت مغموراً بالعبودية والتسليم المطلق لأمر الله، وهكذا كان دائماً وفي كل المراحل. إنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، هي أعظم ثورة إصلاحية عرفها التاريخ البشري على سطح الكرة الأرضية لأنّها أحيت المبادئ والقيم المقدسة في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة، وأعطت الدروس المشرقة عن التضحية في سبيل القيم الإسلامية والإنسانية. وقد تأثر عظماء البشرية ومفكريها وسياسيها بشخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وسيرته العطرة، لأنّهم وجدوا في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الرفض المطلق للظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعرقي والقبلي، ولمسوا في حركته التحررية الكرامة الإنسانية، والحرية الفكرية، والعدالة الاجتماعية، والتسامح الديني، والوفاء للقيم الإنسانية واليوم في العراق رغم اختلاط الاوراق وركوب الموجات الا ان هناك رجال مؤمنون حملوا مشعل الاصلاح الحسيني الحقيقي, محاولين استثمار منهج الامام الحسين عليه السلام وثورته التي تعد من أشهر الثورات الإصلاحية التي حدثت في تاريخ الإنسانية , وذلك من اجل اصلاح واقع الامة المعاصر وإصلاح ما أفسده الحكام طيلة خمسة عشر سنة . انهم رجال الملحمة الاربعينية الذين اثبتوا للعالم اجمع ان الحسين عليه السلام رسالة اصلاح وايثار وفداء , هولاء الذين سيقودون سفينة الاصلاح وينتصروا كما انتصر الامام الحسين عليه, وليس اشباه الرجال من عملا السفارات والجوكرية الذين هدفهم اثارة الفوضى وارجاع العراق الى المربع الاول.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha