في محرم من كل عام تزحف ملايين القلوب من كل أنحاء العالم, وكل مدن العراق لتستقر في كربلاء , ارض الشهادة والإباء, لتحي الشعائر الحسينية بالقرب من ضريح المولى المظلوم , معلنة إن الولاء الحسيني يتحدى الإرهاب مهما تفرعن وطغى . وتنطلق ركضة طويريج في العاشر من محرم لتبعث للعالم اجمع رسالة عشق الهي تذهل العالم وترعب أعداء الاسلام المحمدي الأصيل المتمثل بخط ابي الشهداء الامام الحسين عليه السلام، وتكون شوكة في قلوب الحاقدين على احياء الشعائر. أنّ الشعائر الحسينية هي منهج في مدرسة سيد الشهداء عليه السلام, وهي النبع المتدفّق للقيم الإسلامية، وهي الشعاع الملهم الذي من خلاله تصنع الملاحم, وتحرك العواطف والأحاسيس لجميع النهضات والثورات, التي قامت بوجه الطغاة والظالمين, فهي ثورة الحق ضد الباطل، وثورة العدالة ضد الظلم، وثورة الإنسانية ضد الوحشية، وثورة الهداية ضد الضلال. لقد جسدت الشعائر الحسينية معالم التحدي للظلم اينما كان، وأصبحت منارا لكل الثائرين على طريق خلاص الإنسانية من الشر والجور، وعادت دروساً للأحرار من اجل النهضة البناءة واعادة وعي الامة، وأضحت منهجاً للحياة الكريمة التي تحترم فيها القيم الانسانية النبيلة. وباحياء الشعائر الحسينية يبقى اسم الحسين عليه السلام يتردّد دوماً على شفاه المجاهدين المؤمنين، وتبقى الدمعة الحسينية تترقرق في أجفانهم, ويبقى الحبّ لكربلاء منهجا ينتهجون به, وقد جسدوه من خلال ثوراتهم وانتفاضاتهم التي قاموا بها ضدّ الظلم والطغيان, وشاهدنا في عصرنا الحالي نموذجاً لذلك العشق الحسيني , حينما هب ابناء المرجعية الدينية لنصرة العراق في اشرس معركة غير متكافئة لينتصروا فيها ويدحروا الاستكبار العالمي وحواضنه من الدواعش والبعثيين . وهكذا تبقى كربلاء نهجا للاحرار, وطريقا للثوار على مدى التاريخ , وتبقى الشعائر الحسينية مصداقا لذلك النهج وذلك الطريق , وكل من حاول طمسها ومحوها يدحره التاريخ الى مزابله ويبقى ملعونا الى قيام الساعة, فليفهم من غفل عن ذلك الامر ويستعيد رشده قبل فوات الاوان, وقد اعذر من انذر
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha