السيد محمد الطالقاني||
إنَّ الشعائر الحُسينية تُعتبر إحدى الركائز التي بها حُفِظَ مذهب أهل البيت عليهم السلام ,وانها ليست أُموراً اعتباطية, او هي عادات محضة, وقد وصفها سماحة المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله)بقوله:
«إنّ حزن شيعة أهل البيت وفقهم الله تعالى وأعزّهم, بمناسبة مقتل سيد الشهداء... وإحياء مراسم العزاء وإقامة الشعائر... ليست أُموراً اعتباطية جرَّهم إليها التعصّب والشقاق، ولا هي عادات محضة أخذوها عن أسلافهم... وإنّما هي نشاطات لها جذور دينية أصيلة، وقد قامت عليها أدلة محكمة رصينة...»
كما ان مراجعنا وعلمائنا يؤكدون على ان الشعائر الحسينية لا تقل مقاماً و حُكماً عن ضروريات الدين إن لم تكن هي إحدى ضروريات الدين.
وقد حافظ رجال الخط الحسيني على ديّمومة الشعائر الحسينية وضحى من اجل احيائها أعز الشهداء, وسالت من اجلها أزكى الدماء, تيمناً واقتداءً بسيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام.
لذا يلزم ألا تعطل إقامة شعائر أهل البيت عليهم السلام وخصوصًا ذكرى عزاء سيد الشهداء عليه السلام مهما كانت الظروف , وهذا ماوضحته المرجعية العليا في هذا العام, وتحت ظل جائحة كورونا, حيث اكدت على نشر المظاهر العاشورائية على نطاق واسع من خلال رفع الأعلام واللافتات السود في الساحات والشوارع والأزقة ونحوها من الأماكن العامة , ورهنت المرجعية الدينية إقامة الشعائر الحسينية خلال هذا العام وفي ظل جائحة كورونا بعدم المخاطرة بحياة المشاركين فيها, والالتزام الصارم بالضوابط الصحية بما يؤدي الى درء الخطر و ضمان عدم انتقال العدوى بقدر معتد به عقلائيا، فيمكن حينئذ مع توفر هذه الشروط إقامة تلك المجالس.
وأما إقامة المجالس بصورتها الاعتيادية المألوفة سابقا من دون مراعاة للضوابط الصحية فهو مما لا شك فيه أنه يسبب ويساعد على انتشار هذا المرض الخطر، وهو أمر غير جائز شرعا.
لقد وقف الاستكبار العالمي على طول التاريخ ضد اقامة الشعائر الحسينية لانها تعتبر مدرسة تثقيفية عملية وليست نظرية, تعلم المسلمين وجوب التصدي للقوى المعادية للاسلام, والحكومات الظالمة المتسلطة على رقاب المسلمين ,وتلقن المسلمين دروسا في الصبر والصمود والاباء, وهي أفضل وسيلة للرفض والتحدي والمقاومة وجسراً للتعبير عن الذات والوجود,وهي النبع الصافي الذي تستقي منه الثورات , وقد أبى الله لهذا الصوت الحسيني في اقامة الشعائر إلا علواً كما قالت الحوراء زينب عليها السلام:
لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره إلا علواً.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha