الصفحة الإسلامية

أصحاب الحسين لم يتحالفوا على سطر واحد!  

1528 2020-08-04

أمل هاني الياسري ||

 

(كربلاء حين دخلها الحسين (عليه السلام) باتت مقدسة، وكذلك قلبك حين يسكنه الحسين يصبح مقدساً) وعليه فأصحاب الحسين (عليه السلام) لا نستطيع حصرهم بكربلاء وحدها، فالحسين مدرسة للانسانية جمعاء، وفي كل بقعة من بقاع العالم، تجد يزيد وعندها تحتاج الى وجود الحسين وأصحابه، فالأضداد هي مَنْ تؤلف الحياة، فكيف إذا كانت المواقف تتطلب الحب مقابل الكره، والحق مقابل الباطل، والمثل الاعلى الذي ترجم هذه الحياة، هو الامام الحسين (عليه السلام) وأصحابه، الذين بذلوا مهجهم دونه.

صحيح أن الحسين (عليه السلام) وأصحابه استشهدوا، لكن الراضين المرضيين لم يتحالفوا على سطور من الدراهم والمناصب، بل تحالفوا على ان يعطوا دروساً للحكام المستبدين، بأن كربلاء جذوة من الحرية والعبودية لله وحده، وحافظت على قيم الدين الحنيف، وكشفت فساد السلطة الحاكمة، فتحولت كل قطرة من دماء أجسادهم الطاهرة لفتيل ثورة معطاء، فكانت ومازالت نصاً مفتوحاً للجهاد والتضحية، ثم أن أصحاب كربلاء أنطلقوا كالموج الهادر، وأحيوا مواسم الحزن العاشورائي منذ الأزل، وسيتجدد الى يوم يبعثون.

هناك مَنْ يقول إن الحسين مات هو وأصحابه، وأقول لهم: (إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، بل في قضية الباقين) والحق يقال لا ملحمة خُلدت، ولا أسطورة تناقلتها دفات التأريخ، كقضية كربلاء وقائدها، والفتية الذين آمنوا بربهم، وعاهدوا الله على نصرة إمامهم الحسين (عليه السلام)، لأنهم يدركون جيداً الخط الذي أختاروه، ولأن كربلاء علّمت الأمة أنها ستخسر، إذا ولّت أمرها لمَنْ لا يستحق(يزيد الطاغية)، فأصحاب الحسين (عليه السلام) أصبحوا منبراً وبوصلة للأحرار العالم.

القضية الحسينية منحت الأحرار دروساً في طلب المجد والشهادة، وكانت ترنو إليها الأبصار والبصائر، لأن محورها رأس رجل يريد الإصلاح في أمة جده، فالصرخات المدوية في السماء (يالثارات الحسين وهيهات منا الذلة)، لم تكن مجرد نداءات عالية، وإنما هي شعائر خالدة أكبر من الطغاة الذين حاربوها، ومَنْ يحاربها سيكون مصيره الزوال لا محالة، وأن الموت المحتوم هو السلاح الوحيد للنصر، ولإحياء العقيدة والدين، فتصدى هؤلاء الكرام البررة لمحاولات هدم الأنسان، وتحريف معتقداته نحو الفساد والإنحطاط.

دروس عظيمة تعلمناها من الحسين(عليه السلام)وأصحابه، وهي أن تحالفنا مع الحق والعدل، يعني تحالفنا مع الله عز وجل، ورسوله وأهل بيته(عليهم السلام أجمعين)، ومتى ما كانت كربلاء هويتنا وبضمائرنا، سنكون على جادة الصواب، وفي رحاب الكرامة والحرية، وهي معركة ترعب الطغاة في كل زمان ومكان، ومعها سيضع الأحرار أقدامهم على طريق التغيير والإصلاح، لأنها السبيل الوحيد الذي يمكن معه بناء الإنسان والأوطان، بالتجربة وليس بالتنظير وخلط الأوراق، فكثير من الناس اليوم يرى الحق باطلاً والباطل حقاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك