أنَّ مرحلة الامام الباقر عليه السلام كانت من أشدِّ المراحل التي مرّت على العالم الإسلاميّ , حيث انتقال الخلافة من الأمويين إلى العباسيّين، بعد صراعاً عنيفاً انتهى بسقوط العهد الأمويّ, وبداية العهد العباسيّ,وعمت الفتن والاضطرابات التي أدت الى فقدان الأمن وانتشار الخوف ونشوء أحزاب متعددة مختلفة الأهواء, كل حزب يسعى لتحقيق أهدافه والتي تتعارض مع الحزب الأخر, كالحزب الأموي والحزب الزبيري والخوارج , كذلك نشوء التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة مثل حركة الغلاة , وحركة المرجئة , وحركة المجبرة , وحركة المفوضة. ورغم تلك الظروف المأساوية لم يعش الامام الباقر عليه السلام منعزلا عن احداث الساحة الإسلامية , حيث استطاع ان يهيئ أعدادا كثيرة من الفقهاء والعلماء والمفسرين , وانفتحت أبعاده على كلّ القضايا التي كان يعيشها عصره فلم تنطلق أي قضية في أي شبهة أو أي مشكلة إلا ووجدنا الإمام الباقر عليه السلام يتحدث عنها ليضيء ما أظلم منها، وليفتح آفاقها تماماً. لقد ساهم الامام الباقر عليه السلام بشكل ايجابي في توعية الامة ضد هذه الانحرافات الفكرية والعقائدية، وتحريك ضمائرها وسعى لرفع شأنها واحياء كرامتها بالبذل المادي والعطاء المعنوي لقد ساهم الامام الباقر عليه السلام بشكل ايجابي في توعية الامة ضد هذه الانحرافات الفكرية والعقائدية, كما عمل على توسيع القاعدة الشعبية وتسليحها بالفكر السياسي الصحيح من اجل المواجهة العلنية مع النظام الحاكم الجائر. واليوم يعيد التاريخ نفسه عندما نرى حكاما يدعون الاسلام وهم على راس الهرم الحكومي قد تناسوا قيمهم ومبادئهم, وشغلتهم الزعامات وحب الشهوات, حتى تركوا الامة تتخبط في صراعها الفكري والسياسي في عصرشهدنا فيه غزوا ثقافيا استكباريا. لكن المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والتي تعتبر الامتداد الحقيقي اللازم للإمامة لم تترك الامة , فقد كانت تسير على خطى الامام الباقر عليه السلام , حيث قامت باعداد قاعدة شعبية قوية ورصينة من الامة لمواجهة المطبات التي تعتري الحياة الديمقراطية الجديدة , فاخذت تبث التوجيهات من خلال خطب الجمعة والبيانات والارشادات ، وإليها يعود الفضل في تأسيس العملية السياسية وحفظها ، وشدّ الجماهير إِليها وإعطائها الشرعية . هذا الامر هو الذي يدعونا للتفاؤل المطلق ورفض التشاؤم في مستقبل العراق القادم رغم الاخفاقات الحكومية , لان عراق تقوده المرجعية لايمكن ان ينتهي , بل سيكون شعبه وارضه نواة لدولة العدل الالهي ان شاء الله تعالى
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha