السيد محمد الطالقاني
ان الله اصطفى من البشر رجالا يجسدون المبادئ والقيم في حياتهم، ويبّلغون مستوى الطهارة والكمال ليكونوا قدوة وهداة، لبني الإنسان على امتداد التاريخ، هذا الاصطفاء الالهي لم يجعله الله تعالى رتبة خاصة بالرجال دون النساء، بل اصطفى عينات من النساء , مما يدل على قابلية المرأة واهليتها لأعلى درجات الكمال، وأن تكون في موقع الريادة والاقتداء، وفي مستوى التفوق والامتياز على سائر بني البشر نساءً ورجالاً.
وفاطمة الزهراء (ع) انموذجا للاصطفاء الالهي للمراة حيث انها في كل سلوكيتها وممارساتها ومشاعرها وعواطفها كانت منسجمة مع القيم الالهية حتى اصبح ارتباط رضا الله تعالى برضاها, وغضب الله تعالى بغضبها, واصبحت هذه المراة رمزا وقدوة للأمة الإسلامية جمعاء.
ان السيدة الزهراء (ع) هي المدرسة المتكاملة الشاملة لكل ابعاد الحياة حتى اصبحت قدوة للرجال والنساء , فهي المراة المجاهدة والمهاجرة التي تحملت المصاعب والالام في سبيل اسناد الرسالة والامامة ونشر الدعوة الالهية وارساء قواعد الاسلام الصحيح ولولاها لما اصبح للنبوة امتدادا وديمومة ,فكانت نسخة مطابقة لصبر الانبياء والاولياء من اجل دين الله وتقديم ما تستحق له مبادئ الإسلام من نفس كبيرة وصبر على الشدائد نصرا للإسلام.
لقد كان للسيدة فاطمة الزهراء (ع) دورا كبيرا في بناء وتدعيم قواعد الدين الإسلامي وتثبيت أركانه، فقد تخصصت بالوقوف جنبا الى جنب الرسول الاكرم (ص) في إتمام الدعوة الإسلامية ونشرها على اتم وجه، وساهمت مساهمة كبيرة في توجيه النساء وارشادهن الى سبل الإسلام من خلال تربية مجتمع نسوي فذ يمتلك جميع المقومات التي يؤهله لبناء جيل واعٍ يمتلك القوة الكافية للحفاظ على الهيكل الإسلامي للأمة.
كما سلطت السيدة الزهراء (ع) الضوء على أهمية وجود المرأة في حياة الرجل، ومدى تأثيرها العميق في الحياة الاسرية سواء كانت في موضع الفتاة او الزوجة او الأم, من خلال مواقفها العظيمة مع الرسول الاكرم(ص) في أيام الحصار وايام نشر الدعوة الإسلامية، بالإضافة الى دورها الكبير جنبا بجنب زوجها امير المؤمنين الامام علي (ع) في أيام المعارك والعوز، وعند تكاتف الظالمين عليه بعد وفاة الرسول (ص).
وهكذا يقدم الإسلام لنا نموذجا للمراة في المقام الريادي المرأة , والموقع القيادي، ليؤكد قابليتها واستعدادها للكمال والتفوق، تماماً كما هو الحال بالنسبة للرجل.
واليوم ونحن نعيش عصر الانفتاح الثقافي حيث تواجه المرأة المسلمة في هذا الزمن تحديات كبيرة، جعلت افكارها التي تؤمن بها بكل بساطة موضع اختبار، وعرضت شخصيتها الإسلامية الى محاولات شتى من التمزيق والتشويه، وبمقدار التحدي لا بد أن تكون الأعباء، التي ربما ينوء بها كاهل المرأة المسلمة، وهي في هذا مجال رد التحدي وحمل أعبائه تحاول فرض وجودها في قبال الموجودات الزائفة، والايقونات المشوهة التي صنعها اعلام الغرب الوهمي، ويجب ان تسعى المرأة المسلمة بعقلها وقيادتها الفذة على تذويب هذه الرتوش الوهمية من خلال وجود نماذج قيادية في الساحة قدوتهنَّ الزهراء (ع) يسرنَّ على خطاها في اثبات الحق والمساهمة في بناء هيكل إسلامي قوي يزرع اصوله في ربوع العالم.
وهكذا ستبقى فاطمة الزهراء(ع) مدرسة للأجيال، ومشعل نور يكشف عن الزيف والاستبداد، ويقارع الطغاة الظالمين، ويقف بوجه كل من يريد طمس معالم هذا الدين الحنيف.فسلام الله عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha