السيد محمد الطالقاني
ان السيدة فاطمة الكلابية المعروفة بام البنين عليها السلام تعتبر من الرائدات الرساليات اللواتي يمتلكن عقيدة ومبدأ ثابت مع الله ورسوله(ص) وال بيته الكرام (ع).
كما تعتبر السيدة ام البنين (ع) من أفضل النساء المجاهدات بعد سيدتنا الزهراء (ع) ومولاتنا زبيب(ع) وتعتبر قرينتهما في العطاء الكربلائي, وقد رفع الله شانها بجعلها بابا من أبواب رحمته وبابا لقضاء حوائج المؤمنين.
لقد كان لام البنين (ع) مواقف ثابتة وواضحة في معارضتها لسياسة الدولة الاموية وطغاتها , حيث شاركت بابنائها الاربعة في معركة الطف وقدمتهم قرابين على منحر الحرية مفتخرة بشجاعتهم امام الملا دون ان تهاب رجال السلطة الاموية .
تعتبر السيدة ام البنين (ع) من النساء اللواتي اسسن المجالس الحسينية في تاريخ التشييع من خلال اقامتها للماتم الحسينية والتي مارست فيها الدور الاعلامي والتثقيفي والتبليغي حيث كانت تسلط الضوء فيها على وحشية وظلم النظام الاموي ومايقوم به من جرائم بحق الانسانية رغم التهديدات التي كانت تاتي من رجال السلطة الحاكمة, وقد اثمر ذلك الحراك الاعلامي والتبليغي في احداث حركة نهضوية ترفض الذل والخضوع لامر الحاكم الظالم , الامر الذي ارعب السلطة الحاكمة التي خططت لاغتيالها بدس السم اليها لتنال عليها السلام الشهادة وتختم بها حياتها.
لقد ارتوت السيدة ام البنين (ع) من معين الحكمة والعلم والهدى والمعرفة الملكوتية من خلال مرافقتها لامير المؤمنين عليها السلام واستطاعت بسبب ذلك المعين ان تخطط تخطيطا واعيا وسليما لان تصنع اعظم قائد ومصلح أسهم في تغيير مسار التاريخ الانساني من خلال ما قدمه من تضحيات في سبيل إعلاء الحق وتحرير الإنسان من العبودية، وبناء مجتمع فاضل تسوده الحرية والكرامة والمحبة والعدالة حيث أن صناعة الفرد القائد القادر على التغيير، وإحداث حركة تصحيحية في المجتمع لإحقاق الحق ونشر قيمه، وتمزيق رايات الفساد والإنحراف، تعتبر مسؤولية عظيمة، لايتمكن منها من لا يمتلك مقومات تلك الصناعة ,فكان ابو الفضل العباس (ع) ثمرة تلك الصناعة وذلك التخطيط السليم حتى أصبحت هذه المراة العظيمة مثالا ونموذجا لكل من اراد ان يخطط لأن يصنع قائداً.
فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
https://telegram.me/buratha