الصفحة الإسلامية

خير الكلام في مولد خير البشر 


محمد كاظم خضير 


لمَّا ولد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت البشرية تعيش في ظلام دامس؛ يسود فيها منطق العنف والقهر والاستحواذ وعبادة الشهوات والمتاجرة بالبشر حتى وإن كانوا أمهات أو اخوات..

كان الفقير -من غير العرب غالبا- يبيع أبناءه كي يحصل على ما يسد به خلة أو يجسد طقوسا توارثها عن منهج أو ملة..!

وكانت قبائل العرب تحتكم إلى منظق القوة والأحلاف والتحزبات بانتهاج منهج الإغارة والأسر والخطف والبيع والرهن.. وكان ديدن الجميع قطع الرحم وغدر المؤتمِن وبيعه أو التزود بماله، فالعهد لايصان ومن كانت له شهامة ونبل ضُربت به الأمثال!!

إن هذه العقيدة الوثنية والمعاملات البهيمية؛ التي كانت تعتمد بالأساس على أكل القوي للضعيف وعبادة الأصنام وقطع الأرحام وأكل الميتة وجمع الأموال من عرض البنات والأخوات والأمهات، أو وأدهم في حالات يدعي فيها أصحابها حماية الشرف -وهما- بقتل الصغيرات المسكينات كي لا يكونوا عليهم عالة في المستقبل وإن كتب لإحداهن العيش والنجاة من الدفن حية؛ فإن أسلوب التعامل معها سيكون على أساس أنها من سقط المتاع تباع وتشترى وتلازمها اللعنة أينما حلت وارتحلت وينظر إليها على أنها شيطان وأنها هي سبب البلايا والفتن..!؟

لم يكن الفجور في مجال المحذور وكانت الخمر إكسير مجالس الأنس مع مايرافق شربها من سفور وفجور وضياع للأخلاق والقيم؛

لقد كتبت النهاية لكل تلك المسلكيات السيئة عند مبعث خير البرية-صلى الله عليه وسلم- حينما أرسى دعائم الفطرة السليمة بهدايته للبشرية ونشره للعدالة وتخليصه للشعوب من عبادة الحجارة والأوهام، وإرشادهم إلى عبادة خالق الأنام، فكان للنساء والعبيد المستضعغين محررا، ولكل البشر مساويا، مجسدا قول الحق -جلّ وعلا: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)؛

إن مما لا شك فيه أن الظلم والقهر والجهل والضلال والتفاوت الطبقي كلها مصطلحات كانت متحكمة في قاموس الحياة اليومية-قبل مجيئ الإسلام- لكنها اختفت بعد مقدم خير الأنام-عليه الصلاة والسلام- حيث نشر العدالة بإعطائه لكل ذي حق حقه، فصقل بذلك النفوس من الأحقاد والأدران، وهدى من الضلالة، فخلّص من أوضار وشقاء دار الفناء، ومن نار وعذاب دار البقاء، ونشر الأخلاق الفاضلة، فرسم الطريق القويم لتعايش البشر وزينهم بحب احترامهم للآخر وصرفهم عن الحياة البهيمية التي تتحكم فيها مطاردة الشهوات والارتهان للملذات والنزوات إلى الحياة النعيمية السرمدية الدائمة الأبدية، فصلى عليه الله وعلى من به أو إليه اهتدى بهداه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك