حيدر السراي
في العام 1979 مر شاب سني اسود البشرة ابيض القلب ، من جانب احدى السفارات ، كتب مجانية يتم توزيعها ، اخذه الفضول ليأخذ واحدا فيقرأه ، انشرح صدره لهذا الحديث الطيب عن اهل بيت النبي صلى الله عليه واله ، وازداد قلبه عطشا ليقرأ اكثر ..
كانت تلك البداية فقط في بلد تعداد سكانه يتجاوز 150 مليون نسمه ، ليس فيهم احد يعتنق مذهب اهل البيت عليهم السلام ، بدأ الشيخ ابراهيم الزكزاكي يقرأ اكثر واكثر والنور ينفذ الى قلبه شيئا فشيئا ، فلم يلبث ان سافر في عام 1980 الى ايران للقاء الامام الذي عشقه قبل ان يراه ، التقى الشاب النيجيري بالامام الخميني رض ، وتشيع لال بيت النبي عليهم السلام ، لكنه كتم ايمانه فهو الشيعي الوحيد الذي يعيش ما بين ملايين المخالفين .
رجل واحد نشر التشيع في نيجيريا ليصبح تعداد الشيعة فيها يتجاوز عدة ملايين ، تشيعت عائلته واقاربه ، وتشيع اهل منطقته ، واصبح للشيعة في نيجيريا قوة وكلمة ، رجل واحد اصبح امة ، وزعيما للشيعة في اكبر البلدان الافريقية سكانا .
هذا الاخلاص والبصيرة والعشق هي اسرار معجزات هذا الرجل العظيم ، قصته استثنائية وعطائه غير محدود ، في العام 2013 استشهد ابنائه الثلاثة في يوم واحد في مسيرة يوم القدس بعد ان اطلقت قوات الجيش عليهم النار ، ووقف على جثثهم شامخا ابيا صابرا محتسبا يمتلأ وجهه بالرضا وقلبه بالتسليم ، وكأنه يناجي سيد الشهداء فيقول له : قد واسيتك بابنائي يبن رسول الله.
في العام 2015 واثناء احياء شعائر اربعين الامام الحسين عليه السلام في حسينية بقية الله عج ، التي اسسها بنفسه هجمت قوات الجيش النيجيري على المجلس وقتلت المئات من الشيعة واعتقلت الشيخ النيجيري الزكزاكي بعد اصابته بعدة جروح ، وما زال معتقلا لغاية اليوم ، واخر تلك الجرائم كانت الاعتداء الاثم على الشيعة وهم يحيون ذكرى اربعين الامام الحسين عليه السلام لهذا العام
اليد الوهابية الاثمة ، والريال السعودي ضليعان بلا شك بهذه المآسي التي يعيشها الشيعة في نيجيريا ، فهذه الاعتداءات كانت قد سبقتها حملة اعلامية شرسة ضد الشيعة في نيجيريا والتحريض ضدهم وتعالى صراخ السعودية تطلب من الحكومة النيجيرية وضع حد لذكر اهل البيت في هذا البلد حتى اطلقوا على الزكزاكي لقب (نصر الله افريقيا) ، وافتروا على الشيعة الكثير من الاكاذيب ، ودفعوا من المال السحت لترغيب الحكومة النيجيرية بالقضاء على الشيعة ، ووصل الصراع الى درجة تأسيس عصابة "بوكو حرام" الوهابية لارهاب الشيعة والمسيحيين ايضا.
ان التشيع ينمو ويثمر بامثال الشيخ الزكزاكي ، وان اعتداءات كالتي تحدث في نيجيريا ضد الشيعة انما تسهم في تمكين الشيعة ضد عدوهم ، وتساعد على انتشار التشيع اكثر واكثر ، ونحن نحمد الله ان جعل اعدائنا من الحمقى والجهلة ممن يساهمون بلا شعور بتمكين الشيعة وانتشار فكر اهل البيت في كل اصقاع الارض ، ندعو الله ان يفرج عن سماحة الشيخ الزكزاكي وان يمن على الشيعة في نيجيريا بالنصر والظفر ، وان يعجل فرج مولانا صاحب الزمان انه سميع مجيب.
https://telegram.me/buratha