الصفحة الإسلامية

لُبابة والدور المغيب في كربلاء....

5704 2018-10-08

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/8!

أمل الياسري
هناك حكمة تقول:(قد تخلو الزجاجة من العطر يوماً، ولكن الرائحة العطرة تبقى عالقة بالزجاجة، هكذا هي السيرة الطيبة) وهذه العبارة الكبيرة تنطبق على سيدة جليلة، لا يتذكرها أرباب المقاتل والمجالس الحسينية، ربما لقلة المصادر التأريخية، التي لم تنصف هذه المرأة الفاضلة، لأنها في الحقيقة، شاركت مصائب أم الأحزان زينب (عليها السلام)، وقاسمتها الآم السبي والصبر، وما جرى من الطف، وهي كزوجها العباس (عليه السلام) ذابت عشقاً في الدفاع عن ثأر الله وإبن ثأره، إنها السيدة لُبابة. 
قصص مشوبة بالدماء الزاكيات، وصبر إسطوري يجلس مكتظاً بالجلالة، والسمو، والزهد، وهو ما أبدعت بفعله هذه العلوية، التي ماتت وهي في ( 28 أو 25) من عمرها الشريف، حزناً ووجعاً على إستشهاد زوجها، ساقي عطاشى كربلاء أبي الفضل العباس، الذي روى ملحمة الكفالة، وصاحب اللواء، والوفاء لأخيه الحسين، فالثاني إبن فاطمة الزهراء، والأول إبن فاطمة أم البنين (عليهم السلام أجمعين)، وفي ليالي كربلاء إجتمعت الفواطم من بني هاشم، لينشرنَ العَبرة والعِبرة في مسيرة طف الغاضرية الأليم.
لُبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، زوجة العباس بن أبي طالب (عليهما السلام)، كما ذكر في كتاب إقبال الأعمال لإبن طاووس، أنها كانت زوجته الوحيدة لم يتزوج بغيرها، أنجبت له خمسة أبناء وبنت واحدة، والأولاد هم (الفضل، وعبد الله، والمحسن، والقاسم، ومحمد)، وتذكر بعض الروايات أن القاسم بن العباس (عليه السلام)، إستشهد بين يدي عمه الإمام الحسين (عليه السلام) بواقعة كربلاء، وقد شهدت السيدة لُبابة يوم عاشوراء، وتوفيت على أثر المصيبة وأهوالها.
بقي أبناء أبي الفضل العباس أيتاماً بعد وفاة الأب والأم، وأمسوا بوصاية جدتهم السيدة أم البنين، التي مالبثت أن توفيت بعد واقعة الطف بسنتين، فتكفل الإمام السجاد (عليه السلام) برعايتهم، وعاشوا بكنف المعصوم،وأستقوا من قوله وفعله، وأبرز ما نقل عنه،أنه كلما دخل عليه أحد أبناء العباس، قام والدموع تملأ عينيه وينادي:إنعِم بمَنْ أوفوا عهد الله إذا عاهدوا، فقصة إيثار والدهم العباس كتبت بأحرف من نور، فقد كان الأولاد على سر جدتهم وأمهم وأبيهم.
تستحق تلك الزجاجة الدرية السيدة لُبابة، كل الإهتمام والبحث أكثر، في مدونات الكتب التأريخية التي أغفلت ذكرها، حيث أنها كانت وسط عاصفة الطف، فقدمت بسلاح صبرها وعنفوانها، نصراً يضاف لإنتصار ملحمة العطش، والوفاء، والفداء، لزوجها أبي الفضل العباس (عليه السلام)، الذي بذل مهجته دون الحسين، لأنها من بيت أعلن إنتصاره، حتى بعد مقتل رجالاته، بقيادة عقيلة الطالبين الحوراء زينب، فسلام عليها يوم وُلِدت، ويوم إُستشهِدت ويوم تُبعَث حية، والسلام عليكن يا مَنْ حفظتنَ إرث كربلاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عباس حميد الاسدي
2021-08-25
لبيك سيدي يا ابا عبدالله ارزقني بالمال كي اوفق لخدمة الحسين ع
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك