الصفحة الإسلامية

قصة قصيرة: مَحكمةُ الأجيال 

1895 2018-09-18

مجيد الكفائي
مع اشتداد الظلام... بدأت الجلبة تخفُّ شيئاً فشيئاً...
لم يعد يسمع في المكان إلاَّ دبيب الهوام وعواء الذئاب بين حين واخر.
الأطفال كفُّوا عن البكاء بعد أن أعياهم الصراخ طوال النهار.
النساء قُيدْنَ بسلاسلَ حديديةٍ، ووضعن في خيمة صغيرة يحيطها الحرس من كل جانب...
الجنود أرهقهم التعب فمدوا أجسامهم المتعبة على الرمال لإراحتها، فالنهار مرَّ طويلاً وكئيباً.
في خيمة القيادة يستلقي أمير الجيش على وسادته... يحلم بإمارته الجديدة وكرسيِّها....
لطالما كان ينتظر ذلك اليوم وها هو قد دنا. 
أخذه حلمه إلى أرضٍ بعيدة، حيث إمارته الموعودة ...
ترآى له الناس ينحنون أمامه... يعظمونه، وهو يختال أمام كرسيّه الثمين، الذي قَتلَ من أجله أطهر الرجال، وأسر لأجله اشرف النساء ..
متعة الحلم أصمَّتْ كلَّ حواسِّه لم يعد يرى أو يسمع شيئاً ... صفَّق بيديه : اسكبوا النبيذ ولتعزف الألحان وترقص القيان...دخلت جميلات القصر تضربن بالدفوف والطبول تَهتزُّ أجسادهنَّ كأغصان البان... انتشى الأمير وطرب...ضرب برجله: أيها الساقي
سَكَبَ الساقي خمره المعتق...اِحتسى الأمير كأساً...سرت فيه حُمَيَّا الخمر...تراءتْ له كربلاء قصراً.
تراقصت أمام عينيه الأشلاء...طفل رضيع مذبوح ودماؤه تسيل...رؤوس تتدحرج...أيد مبتورة...خيام تحترق...أطفال عطاشى يبكون.
أصابه دوار، كاد يقع من على كرسيِّه...مد يده إلى الكأس احتسى ما فيه بجرعة واحدة... وضع رأسه على متكىءِالكرسي ...بدأت الصور تختفي الواحدة تلو الأخرى ...لاحت في خياله صورة جديدة... تراءى له ركبه المنتصر، وهو يتجه نحو قصر الوالي...لوَّح بيده للمحتشدين في الطريق ...أشار إلى الرؤوس المرفوعة على الأسنة...تقدَّم مرفوع الرأس أمام الجنود ...دخل القصر...سلَّم الوالي صك النصر... الوالي يختال مزهوا... لم يعبأ به ...الأمراء والقادة يسلمون على الوالي..يباركون له النصر... تضاءَل قَدَرُهُ...تلاشتْ أحلامُه... ضاعتْ إمارتُه ...لم يستطع التحمُّل ...أدار وجهه... الملايين تمشي وتصرخ حسين حسين ... الثأر الثأر... حاول الهرب لم يستطع...حكم عليه السائرون لكربلاء بعار أبدي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك