رغم ما يلاحظ عن وضع العراق ووضع الحشد ومع ما يوجد من ملاحظات على مجاميع الحشد الشعبي المبارك؛ حينما نأخذه بعنوانه الاستراتيجي الذي للأسف الشديد نتنياهو يفهمه أفضل بكثير مما يفهمه الكثير من المتدينين، حينما يقول: ان الخطورة في هذه القضية تكمن بوجود رجل يأمر الاخرين بان يذهبوا الى الموت فيذهبون، وهو يشير الى فتيا السيد السيستاني أدام الله ظله بهذا الصدد.
قصة الحشد اليوم ليست قصة عادية على المستوى الاستراتيجي، فقد يحاول الاعلام المتخابث في العراق ان يسلط علينا ضغوطاً لنهمل قيمة الحشد، الحشد الشعبي لا يمثل مجموعة معينة، فهو الحشد المتدين الذي التزم بنهج المرجعية وانصاع الى هذا النهج بدون اي اعتبار اخر، وهذا الامتياز يمكن ان ننظر له من جوانب متعددة، وما يقال ان هناك معركة صاخبة على الوطن يجريها العلماني في مقابل الإسلامي، نحن نسأل ماذا قدم العلماني؟ هل قاتل داعش مثلاً، او وقف امام القاعدة او المجاميع الطائفية سابقاً، او اشترك في عملية صيانة دماء الناس؟ الجواب: ابداً. وكل هذه المفردات خارجة عن إطار تفكيره وعن إطار اعلامه، ومعركته هي انه يريد ان يستولي على الأوضاع لكي يقضي على هذه المجاميع التي وقفت امام اجندات القوى الاستكبارية التي حُرِّكت على العراق، لذلك نسأل لماذا تمرر هذه الاكذوبة في هذا الوقت بالذات ويُضغط على العقل العراقي بشكل شديد جداً لكي يكره الحشد؟
واحدة من أكبر مخاطر المعركة القادمة؛ ان القوى الاخرى التي ستأتي او تريد ان تأتي بعنوان عابرين للالتزامات الدينية والالتزامات المذهبية وما الى ذلك، هؤلاء موقفهم ومؤامرتهم الاولى ستكون ضد الحشد لأنه مطلوب منهم ان يتخلصوا من عنصر القوة الموجود عند شيعة اهل البيت وعند الوطن.
هنا لو أردنا ان نقيس هذه القضية على فرضية اليماني الموعود بمعزل عن مكان مجيئه، لكن حسب نظريتنا ان اليماني من العراق، لذلك فرضية ان يأتي اليماني بقوة من العراق ويتحول الى قوة إقليمية مهمة جداً أصبحت مقبولة، وقصة الحشد الشعبي قدمت انموذجاً بليغاً جداً لإمكانية وجود الجيش العقائدي الذي يخدم قضية الامام عليه السلام.
اذن هل يمكن ان يتحول هذا الجيش الى قوة إقليمية؟
الجواب: نعم.
الان تحول وضع العراق الى قوة اقليمية يُنظر لها بعين الاعتبار وبقوة أكبر بكثير من السابق والسبب منجزات الحشد الشعبي المبارك، وحينما نقول "الحشد الشعبي" ليس اهمالاً للجيش او الشرطة لكن القوة المعنوية التي ازدادت عند الجيش وعند الشرطة كانت بانعكاس الفتيا.
ننوه الى ان هذا النص من محاضرة سابقة لسماحة الشيخ.
https://telegram.me/buratha