مفارقة عجيبة وعظة بليغة في منهج تقييم مسارات وسلوكيات الهدى والضلال تلك التي تتجلى في ايتين
اولهما: ان قارون كان من قوم موسى
ثانيهما ضرب الله مثلا للذين امنوا امراة فرعون
الاولى تتحدث عن ابن خالة موسى عليه السلام والروايات تتحدث عن خصوصياته مع النبي موسى عليه السلام والثانية تتحدث عن امراة كانت في مركز الكفر والشرك طولب الاول ان يقضي حاجات الناس ليعيل فقيرهم ويتصدق على مسكينهم بعد ان كان فقيرا مدقعا ومسكيناً ملحفا وهددت الثانية بالقتل بعد التعذيب ان لم تترك اله موسى عليه السلام
لكن الاول استكبر على الناس وطغى عليهم وزها بنفسه على من سواه والثانية تواضعت لله واخرجت نفسها من القصور فماذا كانت عاقبة الاثنين؟
الاول كانت نهايته: فخسفنا به وبداره الارض
والثانية نالت بيتها في الجنة
الاول اصبح مثلا للطغيان
والثانية اصبحت مثلا للايمان
الاول بدا من بيئة مؤمنة وانتهى الى بيئة ظالمة
والثانية بدات من بيئة كافرة وانتهت الى روح وريحان
الاول ابتدا بغاية سليمة وانتهى الى نتائج مريعة لانه استخدم الوسائل غير السليمة
والثانية لم تفعل الا انها اعتنقت ايمانها وفضلت النتائج الاكثر خلودا رغم انها كانت تملك ما بين خافقيها واكثر من مال قارون
الاول انتخب الحياة السهلة التي لا قيم فيها ولا التزام الا بانانياته والثانية انتخبت الطريق الصعب طريق مواجهة فرعون وجنوده
وما بين هذا وذاك صاح الاله بالناس: قيل له ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون وصاح الشيطان البشري: يا ايها الملا ما علمت لكم من اله غيري
ونتيجة المفارقة تجدها حينما تشاهد المقابر
ولا حول ولا قوة الا بالله
https://telegram.me/buratha