في جزئنا هذا وفي أجزائنا القادمة سوف نتناول الخطاب الأمام الحسين (ع) لكل مرحلة وهي تشمل وأهمها
في المدينة في مكة المكرمة وفي كربلاء(أرض الطفوف)
والتي اكتست كل خطبة أو خطاب حسيني مفاهيم معينة تلائم الحالة والواقع الذي كان في الأمام الحسين روحي له الفداء لنحلل طبيعة الخطاب وماهية الدلالات والمؤشرات التي يتكون منها هذا الخطاب وليشكل بالتالي حالة سامية تؤشر عظمة الدروس والعبر التي تكتنف كل خطب سيدي ومولاي أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين ولنتعلم من مدرسة الحسين عظمة هذه المدرسة التي في كل يوم بل وفي كل لحظة تعطي الدروس العظيمة ومنهاج العمل الذي تسير عليه الإنسانية جمعاء وليست هي فقط خاصة لطائفة الشيعة أو للدين الإسلامي.
في المدينة
لما هلك معاوية(لعنه الله) نصب يزيد أبنه على الحكم وأخذ له البيعة من باقي الأمصار ماعدا أربعة في المدينة وهم الأمام الحسين(ع) وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله الزبير وما يعنينا في مبحثنا هو الأمام الحسين. وعند توليه الحكم يزيد(لعنه الله) قام بعزل مروان بن الحكم ونصب على المدينة أبن عمة الوليد بن أبي عتبة وأرسل له رسالة كتب اليه:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
من عبد الله يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أمّا بعد فان معاوية كان عبداً من عبيد الله أكرمه واستخلفه ومكن له، ثم قبضه إلى روحه وريحانه ورحمته وثوابه، عاش بقدر، ومات بأجل، وقد كان عهد إلي وأوصاني أن أحذر آل أبي تراب وجرأتهم على سفك الدماء، وقد علمت يا وليد ان الله تعالى منتقم للمظلوم عثمان بن عفان من آل أبي تراب بآل سفيان لأنهم انصار الحق وطلاب العدل، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة لي على جميع أهل المدينة.
قال: ثم كتب صحيفة صغيرة كأنها أذن فارة فيها (أما بعد، فخذ الحسين، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه والسلام).(1)
فلما ورد الكتاب على الوليد بن عتبة وقرأه، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا ويح الوليد ممن أدخله في هذه الإمارة، مالي وللحسين بن فاطمة؟ ثم بعث إلى مروان فدعاه وأقرأه الكتاب فاسترجع مروان، ثم قال: يرحم الله أمير المؤمنين معاوية، فقال له الوليد: أشر علي برأيك في أمر هؤلاء القوم.
فقال مروان: أرى أن تبعث إليهم الساعة فتدعوهم إلى البيعة والدخول في طاعة يزيد. فان فعلوا قبلت ذلك منهم وكففت عنهم، وان أبوا قدمتهم وضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية، فأنهم إن علموا بذلك وثب كل واحد منهم وأظهر الخلاف ودعا إلى نفسه، فعند ذلك أخاف أن يأتيك من قبلهم ما لا قبل لك به وما لا تقوم به، الاّ عبد الله بن عمر فانه لا أراه ينازع في هذا أحداً الاّ أن تأتيه الخلافة فيأخذها عفواً، فذر عنك ابن عمر وابعث إلى الحسين بن علي وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير فادعهم إلى البيعة، مع أني اعلم أن الحسين خاصة لا يجيبك إلى بيعة يزيد أبداً، ولا يرى له عليه طاعة، ووالله إني لو كنت بموضعك لم أراجع الحسين بكلمة واحدة حتى اضرب عنقه كائنا في ذلك ما كان.
فاطرق الوليد برأسه إلى الأرض ساعة ثم رفع رأسه وقال: ليت الوليد لم يولد، ولم يكن شيئاً مذكوراً، ثم دمعت عيناه.
ولهذا كان الوزغ بن الحكم أول من أشار بقطع رأس الحسين الشريف وتبين الروايات ومن كتب السنة أن يزيد كان مصر على قتل الأمام الحسين (ع) ولو كان متستر على أستار الكعبة وهذا ما ذكره الحسين في مكة لآخوه محمد بن الحنفية والتي سنأتي على ذكرها إن شاء الله في مبحثنا.
ولنكمل الحجة ومن مصادرهم عن يزيد(عليه لعائن الله )أنه كان مقرراً على قتل الحسين نورد بأنه صرّح بقتل يزيد للحسين (عليه السلام) أقرب الناس إلى يزيد وهو معاوية ابنه! قال ابن حجر المكي: (لما ولي معاوية بن يزيد صعد المنبر فقال: إن هذه الخلافة حبل الله, وإن جدي معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحق به منه علي بن أبي طالب, وركب بكم ما تعلمون, حتى أتته منيته فصار في قبره رهيناً بذنوبه, ثم قلد أبي الأمر وكان غير أهل له, ونازع ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقصف عمره وانبتر عقبه وصار في قبره رهيناً بذنوبه, ثم بكى وقال: إن من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه, وقد قتل عترة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وأباح الخمر, وخرب الكعبة...). انتهى.(2)
المهم تشير الروايات إلى أن الإمام الحسين حين دعاه الوليد بن عتبة والي المدينة لمبايعة يزيد لم يأمن جانبه ثم قام وصار إلى منزله فدعا بماء فتطهر واغتسل وصلّى ركعتين ودعا ربه بما أحب ان يدعو به، فلما انفتل من صلاته أرسل إلى فتيانه وعشيرته ومواليه وأهل بيته وأعلمهم شأنه، وقال: كونوا بباب هذا الرجل فاني ماض إليه ومكلمه، فإن سمعتم صوتي وكلامي قد علا مع القوم وصحت بكم يا آل الرسول فاقتحموا بغير اذن، ثم اشهروا السيوف ولا تعجلوا، فان رأيتم ما تخشون فضعوا سيوفكم فيهم واقتلوا من أراد قتلي.
ثم خرج الحسين من منزله وفي يده قضيب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو في ثلاثين رجلا من أهل بيته ومواليه وشيعته فوقفهم على باب الوليد، ثم قال: انظروا ما أوصيتكم به فلا تعدوه، وأنا أرجو أن أخرج اليكم سالماً إن شاء الله. ثم دخل على الوليد فسلّم عليه بالإمرة وقال: كيف أصبح الأمير اليوم وكيف حاله؟ فرد عليه الوليد رداً حسناً، ثم أدناه وقرّبه ومروان هنالك جالس، وقد كان بين مروان والوليد منافرة ومنازعة فلما نظر الحسين إلى مروان جالساً في مجلس الوليد قال: أصلح الله الأمير، الصلاح خيرٌ من الفساد، والصلة خيرٌ من الشحناء، وقد ان لكما أن تجتمعا فالحمد لله الذي اصلح ذات بينكما، فلم يجيباه في هذا بشيء.
قال الحسين: هل ورد عليكم من معاوية خبر فانه كان عليلا وقد طالت علته، فكيف هو الآن؟ فتأوّه الوليد وتنفس الصعداء، وقال: يا أبا عبدالله آجرك الله في معاوية فقد كان لكم عم صدق ووالي عدل، لقد ذاق الموت، وهذا كتاب أمير المؤمنين يزيد.
فقال الحسين: انا لله وانا إليه راجعون، وعظم الله لك الأجر أيها الأمير ولكن لماذا دعوتني؟ فقال: دعوتك للبيعة التي قد اجتمع الناس عليها.فقال الحسين (أيها الأمير ان مثلي لا يعطي بيعته سراً، وانما يجب ان تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة، فإذا دعوت الناس غداً الى البيعة دعوتنا معهم فيكون الأمر واحداً، فقال الوليد: أبا عبد الله والله لقد قلت فأحسنت القول وأجبت جواب مثلك، وهكذا كان ظني بك، فانصرف راشداً، وتأتينا غداً مع الناس).(3)
ولما أراد الإمام الانصراف تدخل مروان بن الحكم في الأمر وقال للوليد: «والله لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع، لا قدرت على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه، احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه».(4)
لقد أغضب هذا الكلام التحريضي الإمام الحسين عليه السلام، فنهض قائماً، وقال: «يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو؟ كذبت والله وأثمت».(5)
وهذا الكلام لا يجرؤ أحد غير الإمام الحسين أن يقوله في دار الأمير قاله الإمام الحسين، لأنه صاحب حق مغتصب يعرفه كل المسلمين، ولأنه يستند إلى ركن شديد هو مكانته من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لذا نراه يواصل كلامه: «والله لو رام ذلك أحد من الناس لسقيت الأرض من دمه قبل ذلك».(6)
ثم أقبل ( عليه السلام ) على الوليد وقال : { أيها الأمير ، إنَّا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فَتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل شَاربُ الخُمورِ ، وقاتلُ النفس المحرَّمة ، مُعلنٌ بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحَقّ بالخلافة }.(7)
ومن هنا يبين هذا الخطاب
الأول: هو الرفض القاطع لبيعة يزيد بعد هلاك معاوية.
الثاني : الشجاعة والجرأة التي تكلم بها الأمام الحسين مع مروان بن الحكم وفي دار أمير المدينة والتي لا يجرؤ أي من الآخرين التكلم بها ومن ضمنهم الآخرين وهم عبد الرحمن بن أبو بكر وأبن عمر وابن الزبير الذي كان الأخير خائفاً حين دعاه الوليد بن أبن عتبة وفي نفس الوقت والذي خاف وذعر عندما كانوا في المسجد فقال: يا أبا عبد الله إن هذه ساعة لم يكن الوليد بن عتبة يجلس فيها للناس، واني قد أنكرت بعثه الينا ودعاءه ايّانا في مثل هذا الوقت، أفترى لماذا بعث الينا؟
فقال له الحسين: أنا أخبرك، أظن أن معاوية قد مات، وذلك اني رأيت البارحة في منامي كأن معاوية منكوس، ورأيت النار تشتعل في داره، فتأولت ذلك في نفسي ان قد مات معاوية، فقال ابن الزبير: فاعلم أن ذلك كذلك. فماذا ترى نصنع يا أبا عبدالله ان دعينا إلى بيعة يزيد؟
فقال الحسين: أما أنا فلا ابايع أبداً، لأن الأمر كان لي بعد اخي الحسن فصنع معاوية ما صنع، وكان حلف لأخي الحسن أن لا يجعل الخلافة لأحد من ولده، وأن يردها عليّ ان كنت حياً. فان كان معاوية خرج من دنياه ولم يف لي ولا لأخي بما ضمن فقد جاءنا ما لا قرار لنا به. أتظن اني أبايع ليزيد، ويزيد رجل فاسق معلن بالفسق يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والفهود ونحن بقية آل الرسول، لا والله لا يكون ذلك أبداً.
وهنا تتبين مدرسة الأباء والشموخ لمدرسة الحسين حيث كان رافضاً منذ البداية بيعة يزيد ولأن الشجاعة هذه متسمة عنده منذ صغره حيث قال لعمر قال : صعدت إلى عمر وهو على المنبر ، فقلت : انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك ! ! ! فقال من علمك هذا ؟ قلت : ما علمنيه أحد ! ! ! قال : منبر أبيك والله ، منبر أبيك والله ! ! ! وهل أنبت على رؤسنا الشعر إلا أنتم ! !.(8)
وهذا ليس بعجيب فهو حفيد رسول الله نبينا الأكرم محمد(ص) الذين كان الصحابة وحتى الأمام علي(ع) يلوذون به عند احتدام الوطيس وابن الأمام علي قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وأبطال العرب وداحي باب خيبر فالشجاعة والإباء والبطولة كانت ماثلة في حديث الأمام الحسين(ع) في دار الوالي.
والملاحظ أن الإمام استعمل تعبيراً مع مروان بن الحكم(لعنه الله)خالف فيه المعروف في سياق القسم، فالشائع أن المقسم به يتقدم على المقسم عليه نقول: «والله ما فعلت هذا» لكن الإمام عدل عن هذا الأسلوب فقدم الفعل «كذبت» على المقسم به، لفظ الجلالة، والغرض من هذا التقديم هو إعطاء صفة الكذب عند هذا الرجل توكيداً لا يتحصل لو جرى التركيب على الأسلوب المعروف.
فهناك فرق بين قولنا: «والله كذبت»، وقولنا: «كذبت والله» ذلك أن مثل هذا التركيب يعطي صفة الكذب اهتماماً أكبر من خلال تقديمها، لأن العرب تقدم في كلامها الذي هو أهم.(9)
ويوحي التعبير بهذا التركيب أن صفة الكذب طبيعة ملازمة لهذا الرجل وليس وضعاً حادثاً، وهذا هو الحق، لأن مروان ممن لعنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو وأبوه وهو في صلب أبيه وهذا ماقالته عائشة في حديث للرسول(ص).
وفضلاً عما تقدم فإن تقديم الضمير «أنت» على الفعل «تقتلني» وتسليط الاستفهام عليه بالهمزة المحذوفة وليس على الفعل له دلالة على أن المخاطب أبعد ما يكون عن تحقيق مثل هذا الأمر وفيه إظهار لعجزه عن مثل هذه الأمور، وتبدو فيه طبيعة الاستهانة بقدرة المخاطب واضحة، فالخطاب يقول للمخاطب: إنك غير قادر على تنفيذ مثل هذا المركب الصعب.(10)
كما يبين أن مروان الذي أصبح فيما بعد خليفة وحاكم هو أبن زنا لأنه جدته الزرقاء من أصحاب الرايات الحمر والبغايا أسمها الزرقاء بنت وهب، وهي من البغايا وذوات الأعلام أيام الجاهلية، وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة، وكانت أقل البغايا أجرة، ويعرف بنوها بنو الزرقاء، وهي زوجة أبي العاص بن أمية، وأم الحكم بن أبي العاص (طرده الرسول من المدينة)، وجدة مروان بن الحكم.وهذا ما أشار إليه نبينا الأكرم محمد (ص) وذلك نَّ مروان بن الحكم لمَّا ولد دُفع إلى رسول الله (ص) ليدعو له فأبى أنْ يفعل وقال {أبعدوه عني هذا الوزغ أبن الوزغ الملعون بن الملعون ثم قال: ابن الزرقاء، هلاك عامة أمتي على يديه ويدي ذريته"(11) وهو ليس تنابز بالألقاب كما يشاهدها من أصحاب العقول الضيقة بل هو إرجاعه إلى أصله وأنه أبن زنا وان كل من يعادي الأمام علي(ع) وأهل بيته هم فيهم لوثة في النسب وهذا ماذكره الرسول الأعظم محمد(ص) في حديث طويل للأمام علي(ع)نستقطع منه بقوله { ...لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية أو حملته أمُّه وهي طامث}.(12) وهذا الذي يلعنه رسول الله يصبح أميرا للمؤمنين فهذه والله من هوان الدنيا ومهازلها.
وحتى يزيد أمه ميسون بنت بجدل الكلبية، هي أم يزيد بن معاوية، كانت تأتي الفاحشة سرا مع عبد لأبيها ومنه حملت بيزيد،ويروى أن معاوية خاصم ميسون فأرسلها الى أهلها بمكة وبعد فترة أرجعها الى الشام وإذ هي حامل......!!!! قال يزيد للإمام الحسن (ع) : يا حسن إني أبغضك!
فقال الإمام: ذلك لأن الشيطان شارك أباك حينما ساور أمك فإختلط المائان.
قال محمد الباقر (ع) : "قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا وقاتل الحسين إبن علي ولد زنا، ولا يقتل الأنبياء والأوصياء إلا أولاد البغايا".(13)
ولنأتي الى الرفض القاطع للأمام الحسين لخلافة يزيد في المقطع الثاني من خطابه والموجه إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بقوله وقد كان سيدي مولاي أبي عبد الله(ع) على حق عندما قال مقولته الشهيرة والتي أخذت صداها على مدى التاريخ ((أيّها الأمير ، إنّا أهلُ بيت النبوّة ، ومعدنُ الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومحلُّ الرّحمة ، بنا فتح الله وبنا يختمُ ، ويزيدُ رجلٌ فاسقٌ ، شاربُ الخمور ، وقاتلُ النّفس المحرّمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يُبايع مثله ، ولكن نُصبح وتُصبحون ، وننظرُ وتنظرون أيُّنا أحقُّ بالخلافة والبيعة )).(14) وهنا يفتتح خطابه بأنهم أهل بيت النبوة وهذه المنزلة السامية لم يدانيها أي أحد من العالمين من الأولين والآخرين وهذه المنزلة التي حباها الله للحسين جعلته الأحق برفض كل أنواع الباطل ورفضه وعدم مداهنته وأنهم أحق الناس بفضح الباطل وكل أنواع الظلم وتحريف الدين الذي قامت به بنو أمية وأنهم من شرار الخلق ومن البيوت الفاسدة والظالمة ولهذا كان التكليف الشرعي للأمام الحسين(ع) التصدي لهذا الانحراف في ديننا الحنيف والفساد وتصليح الاعوجاج الذي حصل فيه ولهذا كان هذا البيت الشريف والذي قال تعالى: ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ)).(15)
"وقد اتسم بيت النبوة بالرفعة والسمو لينير الطريق، ويكشف كلّ ألوان الباطل. وكما هو ثابت في سنن المجتمعات فإنّ أهل المصالح الضيّقة يكيدون للأمم بالذات التي انتهجت طريق الخير، فألف شيطان يتربّص بها ويريد أن يغويها.
وقد تربّص (بيت أبي سفيان الذي هو مأوى الشياطين) بالأمة الفتية، وأراد أن يركسها في الفتنة وكادت لولا بيت النبوة الذي رفعه الله عز وجل حتى يفضح البيوت الفاسدة.
وقد ضمّ بيت النبوة سيد الكائنات، وسيد الوصيين، وسيدة نساء العالمين، وسيدي شباب أهل الجنة.
ويبقى بيت النبوة رفيعاً على مرّ الدهور، ليكشف زيف الباطل، ويمزق سُدفَ البغي كيما يهبط بالأمة في مستنقع الرذيلة.
ثم إنّ بيت النبوة يتسامى ويحلّق ليتحدى طغيان الباطل، فلابدّ من مثال وقدوة ونموذج يكشف ما تحيكه شياطين الإنس والجن.
وبيت النبوة الذي أشار إليه المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام كان مهبط الملائكة في مقدمتهم جبرائيل عليه السلام وكفاه فخراً وسمواً، وممّا لا شكّ فيه فإنّ نزول الملائكة وباستمرار يكمن فيه معانٍ كبيرة وعظيمة، منها القيم المثلى.
قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)).(16)
فالملائكة تتنزّل بقيم الشجاعة والطمأنينة والاستقرار ((أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا))، ثم القيمة الكبرى: البشارة بالجنة ((وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)).
فهذه المعاني الكبيرة ترفع البيت وتسمو به إلى مدارج الكمال الأخلاقي والعبادي، وكلما يرتفع البيت يسمو الإنسان، ويعدّ البيت أفضل مدرسة تهيّأ الإنسان للمجتمع، ويبقى البيت المدرسة الأولى التي تبني شخصية الإنسان بجوانبه كافة، بالذات الجانب الأخلاقي والاجتماعي.وهذا صحيح باعتبار أنه أمام زمانه وهو حجة الله على الأرض فكيف يبايع مثله وكيف يقف أمام ربه وأمام جده وأبيه عند القيام بمثل هذا العمل والذي كان له الشرف في تصحيح مسار دين جده والقيام بعملية الإصلاح وكان يمثل هذا الحديث لأبي الشهداء البيان الأول للنهضة الحسينية".(17)
وهذا ما أشار الكاتب المصري طه حسين عن هذا البيت الفاسق إذ يقول (وعاد العرب في عهد بني أمية إلى شر مما كانوا فيه في جاهليتهم من التنافس والتناحر القبلي).(18)
ولهذا كان المعدن الحقيقي للتصدي للظلم والجور من بني أمية ممثلة بالأمام الحسين روحي له الفداء والذي كان هو المعدن الحقيقي للرسالة لرفض بيعة يزيد الباطلة جملة وتفصيلاً .
ثم هو من بيت كان مختلف الملائكة فيه وهو الذي كان يهز مهده جبرائيل وفي مقدمة من اختلفوا إليه ((جبرائيل وميكائيل وإسرافيل))، والروايات تثبت أنّ جبرائيل نزل وبشّر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بسموّ بيته والذي الملك فطرس استشفع بالحسين فردت إليه جناحيه والذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتوسّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإمام أبي عبد الله عليه السلام أن يرد عليه جناحيه، فرجعت(19)
حيث قال الشاعر:
لمهدك آيات ظهرن لفطرس *** وآية عيسى أن تكلم في المهد
فإن ساد في أم فأنت ابن فاطمة *** وإن ساد في مهد فأنت أبو المهدي(20)
إنّ بيتاً تختلف إليه الملائكة لخليق أن يتألق في كل حين، ويسمو بقدر سمو المعاني التي كان ينزل بها جبرائيل وميكائيل.وكان خادمه.
كما أن نزول جبرائيل في هذا البيت يعطيه قوة إضافية فهو سيد الملائكة وهو الذي كان الوحي من الله لكل الأنبياء منذ أبينا آدم ولحد نبينا محمد(ص) والذي وصفه الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}.(21)ونزول جبرائيل(ع) كان يعطي زخم وقوة عظيمتين لهذا البيت الرباني والذي وكما قلنا سابقاً أن جبرائيل يهز مهد الحسين وحتى يخدمه. وهذه كلها روافد شكلت قوة مادية ومعنوية لهذا البيت الطاهر الشريف وجعلته يتصدر موقع المواجهة مع كل ألوان الظلم والجور وبأي شكل من إشكالها ومن هنا كان الأمام أبي عبد الله(ع) هو المكلف بالتصدي لهذا الظلم الجور وهو تكليف رباني وسماوي ليكون سفك دمه الشريف هو الثمن الحقيقي لتصحيح مسار الرسالة المحمدية ووضعها على الطريق بعد أن أصبح ديننا الحنيف دين حكام وملوك ويسير به بنو أمية وهم الشجرة الملعونة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه حسب أهوائهم الضالة ويلعبون ويتقاذفون به كتقاذف الصبية بالكرة ولترجع الأمة المحمدية إلى عهود الجاهلية الأولى بعد انحراف الرسالة المحمدية وديننا الحنيف عن مساره الصحيح.
ولنرى ماذا يقول الباحث الشيخ حسن الشمري عن هذا الموضوع :
"لا شكّ أن نزول الملائكة وفي مقدمتهم جبرائيل عليه السلام يدلّ على أنّ بيت النبوة يجسّد العلاقة الوثيقة بين السماء، وبين بيت النبوة عليهم السلام. ثم إن نزول الملائكة واختلافها إنما يؤكّد حقيقة لا مراء فيها خلو البيت الطاهر من رجس الشيطان.
قال تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)).(22)
وإذا كانت أجواء البيت النبوي الذي ترعرع فيه الإمام (صلوات الله عليه) مفعمة بقوة جبرائيل عليه السلام وعبيره وقد استنشقه الإمام عليه السلام منذ الصغر فتشرب قلبه بحب الله عز وجل منذ الولادة، فكيف يجنح إلى المهادنة والمساومة؟.
وقد ثبت في علم النفس التربوي: إنّ الذي يتربّى طويلاً في أحضان الفضيلة والمثل السّامية لا يستمرئ القبائح، بل يستوحش منها ويظلّ يعشق كل ما هو حسن وجميل.
وثبت أيضاً: أنّ الذي يحتضن القيم المثلى في سنيّه الأولى يعشقها كبيراً، وتظلّ تكبر في عينيه كلّما تقدّم به العمر حتى إذا بلغ أشدّه يكون أشدّ ميلاً ليصبح مثالاً في تجسيدها.
وثبت أيضاً: أنّ الصفات الحسنة عندما يعشقها الإنسان إنما تنسجم مع الفطرة التي جُبلت على حب الخير، فبقدر عشقه تظهر الفطرة بأجلى صورها. ثم إنّ العشق ينشر الصفات في مساحات واسعة في كيان الإنسان، فتضحى كلّ خلية تنطق بالصفات، لذلك فإنّ الخالق جلّ وعلا يستنطق جلد الإنسان في يوم القيامة.
قال تعالى: ((وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)).(23)
ممّا يدلّ على اكتناز خلايا الجسم، كل ما هو قبيح وحسن، ولكن يبقى عشق الإنسان للصفات الطيّبة أعمق وأوسع لأنّ الإنسان جُبِلَ على حب الخير والفضيلة.(24)
وبهذا البيت يفتح ويختم أن هذا البيت هو الذي أضاف ميزة أخرى لهذا البيت الكريم والذي بهذا البيت انفتحت أبواب الرحمة ونزلت البركة إليهم عن باقي الأمم ولتنزل البركات وتحط الرحمة في رحالهم والذي كان كله بفضل هذا البيت الطاهر المطهر والذي قال سبحانه وتعالى عنه لنبينا الأكرم محمد(ص) وبشره في حديث الكساء وهذا جبرائيل يقول لنبي الرحمة محمد(ص){قال السلام عليكما رسول الله العلي الأعلى يُقرئك السلام،، ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك وعزتي وجلالي أني ما خلقت سماءاً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا لأجلكم ومحبتكم،، وقد أذن لي أن أدخل معكم،، فهل تأذن لي يا رسول الله، فقال رسول الله وعليك السلام يا أمين ووحي الله ،،إنه نعم قد أذنت لك فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء،، فقال لأبي إن الله قد أوحى إليكم يقول ،، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.. }
وبهذا البيت انفتحت أبواب العلم والمعرفة والنور الآلهي بعد أن كان مجتمعاً جاهلياً غارقاً في الضلالة والجهل والفساد وكان يشتمل على كل أدران الوثنية وضلالتها وقيم فاسدة ومنحطة بحيث أبسطها أنهم كانوا يطوفون بالبيت الحرام عرايا وكذلك السفاح والربا وكل ماهو يحط من كرامة الإنسان وقيمته وزيادة جهله ولهذا قالت فاطمة الزهراء(ع) في خطبتها الفدكية {مذقة الشارب ونهزة الطامع، أذلة خاسئين، يتخطفهم الناس من كل جانب، فأنقذهم برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم}. حيث كان مجتمع قبلي قائم على السلب والنهب والقتل.
ولهذا جعل نبينا الأكرم محمد(ص) بهذا الفتح أمته أمة ذات معرفة وقوية وواسعة العلم وتقود البشرية إلى الخير والسعادة وأن يكون الدين الإسلامي أحدى اللبنات المهمة بل أحدى الركائز الأساسية في بناء الحضارة الإنسانية والتي يشار إليها بالبنان والرفعة. وبهذا البيت يختم فهو يختم بظهور قائم آل محمد والذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماَ وجوراً والذي يجب أن يخرج من هذا البيت الذي يختم به الأمر وفقاً لقانون ((لكل بداية خيرة نهاية طيبة)).فذا كان الفتح على يد الرسول الأعظم محمد(ص) فيجب أن يكون الخاتمة على يد الحجة المهدي، بعد أن تحدث عدة انقلابات ترجع بالأمة القهقرى وارتدادات يرجعون كفاراً يضربون بعضهم بعضاً كما ذكر ذلك نبي الرحمة محمد(ص)في خطبة الوداع والذي يشك في ذلك فليراجع صحيح (البخاري: باب الارتداد).
ومن هنا كان البيت الأموي ومن ضمنهم أبو سفيان ومعاوية ويزيد(عليهم لعائن الله) إحدى الأدوات المهمة في هذا الارتداد والذي أنتج بالتالي كل الأفكار المتطرفة والإرهابية والذي تعاني منه أمتنا الإسلامية من التنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش ومن لف لفهم لأنه أخطر شيء هو من يتلبس جلباب الدين وهو أخطر شيء على الدين فعند انكشاف حقيقة الأمر وتبيان حقيقة من تلبس هذا الجلباب وتنفضح كل حيثياته عند ذلك تكون أول الضحايا هو الدين وهذا ما يحصل في وقتنا الحاضر ونلاحظ كيف رفع راية لا اله إلا الله والتكبير عند قتل النفس المحترمة وممارسة كل الإجرام والرذيلة باسم الدين عند ذلك يتم تشويه ديننا الحنيف ليصبح ديننا دين قتل وعنف ولا يقوم إلا على ذلك وهو ما تقوم به كل التنظيمات الإرهابية والمتشحة بصفة الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ الطبري في تاريخه (4/250). وقد ذكر الخوارزمي الحنفي في كتابه (مقتل الحسين 1/180).
2 ـ في (الصواعق المحرقة ص134)
3 ـ راجع تاريخ الطبري 5 / 339.
4 ـ (راجع البداية والنهاية 8 / 158).
5 ـ (راجع الكامل في التاريخ 2 / 530).
6 ـ (راجع مقتل الإمام الحسين الخوارزمي 1 / 184).
7 ـ (راجع الكامل في التاريخ 3 / 246)
8 ـ ورواه في الحديث : " 11 " من ترجمة الامام الحسين من كفاية الطالب ص 424 بسنده عن ابن عساكر ، ثم قال : وذكره محمد بن سعد .
والقضية قد جرت بين الامام الحسن وأبي بكر أيضا كما رواها البلاذري في الحديث : " 41 " من ترجمة الامام الحسن من أنساب الاشراف : ج 1 ص 443 أو الورق 211 / أ / وفي ط 1 : ج 3 ص 26 .
ورواها أيضا ابن حجر في صواعقه ص 107 ، وقال : أخرجه الدارقطني والمستفاد منه تعدد الرواية . وعنه رواه في فضائل الخمسة : ج 3 ص 269 .
9 ـ (راجع كتاب سيبويه 1 / 223).
10 ـ دراسة لخطاب الإمام الحسين (عليه السلام) في مجلس والي المدينة قبل رحيله إلى كربلاء بقلم: الدكتور عبد الكاظم الياسري. على موقع العتبة الحسينية المقدسة. الرابط : http://www.imamhussain.org/h-Literature/1456vie.html
11 ـ الفتن - نعيم بن حماد المروزي - ص 72.
12 ـ انظر : علل الشرائع : 59 . والبحار : (ب87 ص301 ح110) .
13 ـ مقال للكاتب المصري اسامة انور عكاشة لتعرفوا (ياعرب من هم أولاد الزنا ، ويستمر البغاء في إنتاج رجال الرذيلة ليكونوا سادةالعرب ). جريدة البينة الجديدة العراقية ذي العدد (1005) في (1/3/2010). في البحار : «في الأمم الماضية» .وكتاب سلمان الفارسي ص 80.
14 ـ مقتل الحسين ـ للمقرّم / 131 ، مثير الأحزان / 24 ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي 1 / 184 ، الفتوح 5 / 14.
ص781.
15 ـ النور: .
16 ـ فصلت: ــ .
17 ـ أسباب رفض الإمام الحسين (عليه السلام) لبيعة يزيد بن معاوية. بحث مقدم من الشيخ حسن الشمري ومنشور على موقع العتبة الحسينية المقدسة. الرابط
http://www.imamhussain.org/Research/1545vie.html
18 ـ الأدب الجاهلي: طه حسين، ص135.
19 ـ دلائل الإمامة: محمد بن جرير الطبري، ص190. تفسير نور الثقلين: الشيخ الحويزي، ج4/ص348. الثاقب في المناقب: ابن حمزة الطوسي، ص339. الخرائج والجرائح: قطب الدين الراوندي، ج1/ ص252. مناقب آل أبي طالب: ابن شهر آشوب، ج3/ص229. مدينة المعاجز: السيد هاشم البحراني، ج3/ص437. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج26/ص341. العوالم، الإمام الحسين عليه السلام: الشيخ عبد الله البحراني، ص18. الأنوار البهية: الشيخ عباس القمي، ص99. شجرة طوبى: الشيخ محمد مهدي الحائري، ج2/ص260. جامع أحاديث الشيعة: السيد البروجردي، ج12/ص453. مسند الإمام الرضا عليه السلام: الشيخ عزيز الله العطاردي، ج1/ص145. معجم رجال الحديث: السيد الخوئي، ج17/ص167. بشارة المصطفى: محمد بن علي الطبري، ص338.
20 ـ لأحد شعراء كربلاء.
21 ـ [التكوير: ــ ].
22 ـ [الأحزاب: ].
23 ـ [فصلت: ].
24 ـ أسباب رفض الإمام الحسين (عليه السلام) لبيعة يزيد بن معاوية. بحث مقدم من الشيخ حسن الشمري ومنشور على موقع العتبة الحسينية المقدسة. الرابط
http://www.imamhussain.org/Research/1545vie.html
https://telegram.me/buratha