معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

في ذكرى جريمة إعدامه؛ الشهيد النمر والبعد الثالث 

3839 2019-01-08

عمار الجادر


اعتاد الشارع تبعا للإعلام المؤجج له, أن يتخذ من القضايا مادة دسمة لوجوده, دون الخوض بأبعاد تلك القضايا بواقع ألمدلوليه البعيدة, التابعة للعقل خارج نطاق العاطفة, الوتر الذي يعزف عليه القاصد, لغاية أبعد بكثير من نشوة العاطفة, وهنا سنبين الأبعاد التي حدثت جراء ذلك الحدث.
من ناحية الشارع الشعبي, كان هناك البعد الأول, الذي تحرك نحو القضية بعاطفية بعيد عن الهدف الرئيسي الذي قصده الفاعل, ولا شك إن بين تلك المجاميع الغفيرة التي خرجت ثائرة في البلدان الأخرى غير المملكة, حيث لا شك إننا لا نتكلم عن أهل القطيف, وغيرها من المحافظات السعودية, لأنهم أصحاب الشأن الأول, ولكن نتكلم عن الشارع الحساس خصوصا في العراق و إيران, هنا لاشك بأن بينهم من هو مدفوع الثمن, لتحقيق بعض البعد الثاني الذي سنتطرق له, و أغلبية البعد الثالث, الذي هو مقصد الفاعل. 
نعم الهياج العاطفي و استهجان الفعل, أمر يقتضي لمثل هذه الجرائم, ولكنها قياسا بإجرام تلك المملكة وتحركها الطائفي, ليس بالجديد, ولا القتل بهذه الطريقة لمثل الشهيد النمر, بالجديد بالنسبة لأتباع خط الحسين عليه السلام, ولكن لماذا كان كل ذلك؟! و أبطال الشاشة الذين يطلون علينا كل عزاء! وفي الوقت هذا بالذات! حيث جبهات القتال في العراق تشهد انتصارات محطمة لدولة سعود, و اتفاق إيران مقبل على انجازه الأخير رغم المراوغات التي حاولت إيقافه! الكثير من علامات التعجب تدفعنا للتفكير بالأبعاد الثلاثة.
كما أن البعد الأول واضح لمثل تلك الجريمة البشعة, فان البعد الثاني هو واضح أيضا, ولكن ليس للمنتشين جدا بالعاطفة, بل لمن رفع رأسه قليلا ليرى بعد خمسة أمتار عن عنتريات الشاشة المتضاربة, ليجد إن مهلكة آل سعود متناحرة من الداخل, حيث الصراعات الأميرية, وكذلك الاقتصاد المتهالك جراء حروبهم الرعناء, ألا يستحق أن يثار هذا الأمر لتجاوز تلك المحنة؟ فتشعل الفتيل الطائفي, وتجعل لها حق دولي عند الأمم المتحدة, حيث حرق السفارة في إيران ردة فعل عاطفية متوقعة لمثل تلك الجريمة, أضف لذلك بعض المأجورين وبعض المتباكين على شاشات عرض العضلات. 
هناك للقضية بعدا ثالث لتلك القضية, البعد الذي لم يخفى على مرجعية العراق الرشيدة, ومن تبعها من قادة, ينظرون إلى أبعد بكثير, من ما ينظر إليه أولئك الأعراب, ومن يعتمدون عليهم لقلة بصيرتهم, وكذلك رأته سياسة طهران الرائدة, وهو بعد الضرب بنفس القضية الإنسانية, التي ظهرت واضحة أمام العالم, بأن أصحاب الرأي الشيعة والقادة هم أبعد ما يكون عن طائفية مقيتة, وهم من مثل الإنسانية بأجل تأثيرها وشمسها الواضحة, وكذلك فوتوا الفرصة لجرهم لحرب طائفية, وبهذا لم يؤثر ذلك الغبار الذي افتعلوه على وضوح الشمس, بل أرتد عكسا عليهم بخسارات سياسية واضحة.
ختاما نقول: ليس جميع الغبار المتطاير هو لخيل أصيلة تصول, فربما هناك فرسان لا يجيدون ركوب الخيل, فتجدهم يثيرون الغبار لكي لا ترى كبواتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك