توالت الإفادات والشكاوى من عوائل السجناء في سجن جو المركزي بشأن الانتهاكات المتزايدة التي يتعرض لها أبناؤهم السجناء بقصد التضييق عليهم والانتقام الممنهج ضدهم، ودون وجود أسباب حقيقية.
ونقل الأهالي عن السجناء – وبينهم قادة الثورة المعتقلون – عزمهم على الإضراب عن الطعام ابتداءاً من أول شهر مارس، يوم غد الأربعاء، والامتناع عن الزيارات العائلية احتجاجا على “سوء المعاملة“ وتقليص مدة الزيارة إلى نصف ساعة، وإلغاء الزيارة الخاصة بالزوجات، والتفريق بين السجناء الأخوة أثناء الزيارة، إضافة إلى التعدي بالضرب على السجناء دون سبب يُذكر، وخاصة من قِبل المرتزقة اليمنيين الذين يتعمّدون ضرب السجناء وسحبهم إلى دورة المياه والاعتداء عليهم، مع تلفيق اتهامات ضدهم للنيل منهم.
وقالت الناشطة الحقوقية إيناس عون بأن “الابتسامة التي تصدر من السجين قد تؤدي به إلى التقييد أو السجن الإنفرادي“. وذكرت عون بأن سلطات السجن تتعمّد تأخير وجبات الغداء حتى الساعة الرابعة عصرا، كما أن وجبة العشاء يتم إحضارها في الساعة الحادية عشر مساء، كما أن التضييق طال توفير العلاج للسجناء المرضى، وإلغاء فترة الاستراحة في الساحة الخارجية والذهاب إلى الحمام.
وقال الناشط الحقوقي أحمد الصفار بأن مسؤولا داخل سجن جو هدّد السجناء بالقتل، وتعرّض لهم بالشتائم والأوصاف النابية، وأوضح بأن “تفشي سياسة الإفلات من العقاب هي التي تجعل الشرطة اليمنيين يُقدمون على هذه الانتهاكات“، داعيا إلى السماح للمقررين الأميين بزيارة السجن والوقوف على هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدا بأن ما يجري هو “انتقام من المعتقلين المعارضين“.
بدورها قالت الناشطة جيهان معتوق بأن “حرمان السجناء من حقوقهم، والتعنّت في الحفاظ على أرواحهم؛ يُبرز أن السياسة العقابية تهدف إلى كسر السجين بوصفه عقابا سياسيا”، ونفت أن يكون السجن حاليا مكانا مناسبا لـ”تأهيل السجناء وإصلاحهم”، بحسب مزاعم السلطات الخليفية.
وذكرت مصادر من داخل السجن بأن سجناء مبنى رقم ١٠ في سجن جو ممنوعون من الزيارة، وعبّر الأهالي عن خشيتهم على أبنائهم في ظل عزلهم عن العالم الخارجي والإمعان في التضييق عليهم وتعذيبهم بمختلف الوسائل.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر من السجن بأن القوات عمدت إلى الاعتداء على السجناء بعد الإعلان عن عملية استهدفت حافلة تقلّ مرتزقة عاملين في السجن على الطريق المؤدية إليه، وانهالت القوات وقتها بالضرب على السجناء مهددين إياهم بالقتل، مع سيل من الشتائم التي طالت عقائدهم وانتماءاتهم الدينية.
وأطلق نشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاش تاغ “معاناة سجن جو” تضامنا مع السجناء، ولكشف الانتهاكات الممنهجة التي يتعرضون لها.
وتأتي هذه الموجة الجديدة من التضييق والمعاناة بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لأحداث سجن جو، والتي اندلعت في ١٠ مارس من العام ٢٠١٥م، وشهدت مواجهات غير مسبوقة داخل السجن، وعمدت بعدها القوات والأجهزة الخليفية – بإشراف كبار الضباط الخليفيين والأردنيين – إلى تنفيذ واحدة من “أوسع وأشد عمليات التعذيب والانتقام الجسدي والنفسي بحق آلاف السجناء”، كما أكدت التقارير في حينه.
.......................
https://telegram.me/buratha