كل ما فعله حمد الخليفة هو أنه أضاف صامدات أخريات إلى أمهات البحرين.
أم عباس، الفخورة بابنها (الأستاذ) توسّطت الصورة.. وأم سامي – التي تعشق زينب – وقفت على اليمين لكي تُبصر العيونُ شارتها للنصر ورسالتها الأثيرة: “ما رأيت إلا جميلا”. أما أم علي فتصرّ على أن تكون عصيةً على الانكسار وهي تقول لنا أن بشارتها الكبرى مؤجلةٌ لحين القصاص.
هكذا كان مشهد تكريم إئتلاف 14 فبراير اليوم الجمعة، 20 يناير، لعوائل الشهداء الثلاثة. الورود تعطّرت وهي تلامس إباء الأمهات اللواتي لم يفلح حمد في كسْر عيونهن وانتزاع لحظةِ يأسٍ وندمٍ من أناملهن العظيمة.
منذ الأحد الماضي، برزن – هؤلاء الرسولات – وكأنهن أرواح من عالم آخر. كنّ وفيات لوصايا أبنائهم الشهداء، وأردن أن يظهرن بما يليق بشهداء شجعان هنّ أمهاتهم الأبديات.
هن على يقين أن حمد كان يريد أن يرى منهن دمعة، ولو على غفلة، فيها إعلان لهزيمةٍ باطنة، أو عتابا خجولا لأبنائهن الشهداء.
كن يعرفن أن عليهن مسؤولية مضاعفة بعد أن تجمعت حولهن العيون والكاميرات وآذان العالم ليرى كيف هو رد الفعل على مذبحة الإعدام الجماعي، وفي بلد لم تتوقف عنه الجرائم منذ سنين، بل عقود. فكنّ على أكمل ما يكون الوفاء، والصمود، وشهامة الشهداء. كم أنت خائب يا حمد!.
.......................
https://telegram.me/buratha