معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

البَحْرَيْن..المَظْلُومِيَّةُ المَنْسِيَّة*| نزار حيدر

1751 2016-07-23

نـــــــــــزار حيدر

انّ ما يجري الآن في البحرين من ظلمٍ مُمنهج وقهرٍ مُنظّم وسحقٍ مستمرٍّ لابسط حقوق الانسان ولكرامتهِ وحريّاتهِ الاساسيّة، وسط تغافل من المجتمع الدّولي! يعرّض المنطقة برمّتها لمخاطرَ جمَّة، فليس من المتوقّع ابداً ان يستمر كل هذا العدوان على شعبٍ مسالمٍ هو من أَقدم شعوب المنطقة وأكثرها أصالةً ويظل متحمّلاً الى مالا نهاية، فلابدَّ انَّ صبرهُ سينفجر في يومٍ من الأيّام ثورةً تكتسح نظام (آل خليفة) الفاسد وعندها فسوف لن تقف رياح التّغيير على جسر (الملك فهد) وانّما ستكتسح كلّ نُظم القبيلة في المنطقة، وهذا ما يفسّر لنا الحماس الكبير الذي يبديه نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية لقمع ثورة شعب البحرين وتدمير مؤسّساتهِ ورموزهِ الدّينية والسياسيّة والحقوقيّة حتى أَكثر من النّظام الخليفي نَفْسَهُ، وكلّنا نتذكّر جيداً كيف ان الرّياض زجّت بقوّاتها العسكريّة وبمختلف أَسلحتها الثّقيلة والخفيفة الى داخل البحرين لتحتلّ مؤسّسات الدّولة وتنتشر في كلِّ مناطق العاصمة لحماية الأُسرة الحاكمة وذلكَ بُعيد انطلاقة ثورة الشعب قبل أَكثر من خمسة أعوام حتى من دون انتظار ان يصل اليها طلباً رسميّاً من المنامة!.

انّ استعداء نظام (آل سَعود) وحليفهُ التّاريخي الحزب الوهابي المستحكَم والتّاريخي للمكوّن الشّيعي في المنطقة سواء في العراق أو البحرين أو الجزيرة العربية أو حتى في لبنان، هو الذي يدفع الرّياض دائماً لمواجهة أَي تغييرٍ حقيقي يأتي على يدهم، ولقد رأينا كيف اندفع نظام (آل سَعود) لتدمير العراق الجديد بُعيد سقوط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين لمجرد انّهُ أَحسَّ بأَنّ نظاماً ديمقراطياً جديداً قيد التأسيس للأَغلبيّةِ فِيهِ [الشّيعة] دورٌ أساسٌ ومفصليٌّ ومحوريٌّ فيه، أسوة بأيِّ نظامٍ ديمقراطيٍّ آخر في هذا العالم تحكم فيه الاغلبيّة من دون التجاوز على حقوق الاقليّة مهما كان نوع الاغلبيّة والأقليّة.

فعلى الرّغم من الدّور الواضح الذي لعبتهُ الرّياض الى جانب دول الحلفاء وعلى رأسهِم الولايات المتّحدة الاميركيّة في إِسقاط النّظام الديكتاتوري البائد، إِنْ من خلال الدّعم الّلوجستي الذي قدمتهُ لقوّات الحلفاء او فتحها للأجواء أَمام طيرانهم وصواريخهم او بالمواقف السّياسية والإعلاميّة والدبلوماسيّة، على الرّغم من كل ذلك، الا انّها وبمجرّد ان شعرت بدورِ الاغلبيّة في النّظام السّياسي الجديد وظّفت الفتوى التكفيريّة وأَموال البترودولار والاعلام الطّائفي لتشنِّ وَاحِدَةٍ من أَسوء وأَقذر حروب الارهاب على العراق الجديد عندما اجتمع بادئ ذي بدء (٢٨) من كبار فقهاء التّكفير المحميّين ببلاط (آل سَعود) ليُصدروا فتاواهم التي كفّرت الشّيعة وحرّضت على قتلهِم لتحرّض بذلك جراثيمهم ودوابّهم للذّهاب الى العراق لممارسة أَبشع انواع الارهاب والقتل والتّدمير مقابل الوعد لهم بحضورِ مأدُبة غداء او عشاء في الجنّة مع رسول الله (ص) في اوّلِ فُرصةٍ يَقتل فيها الارهابي نَفْسَهُ ويُفجّرها وسط حشود الأَبرياء، ليستمرّ هذا المسلسل الاجرامي التكفيري الى الآن يحصد أرواح الابرياء وكلّ ذلك للحيلولة دون استقرار البلاد في ظلِّ نظامٍ سياسيٍّ ديمقراطيٍّ تعدّدي ترى فيه الرّياض الخطر الكبير على شرعيّة نظامِها واستمرارهِ في السّلطة!.

وان ما تشهدهُ البحرين الآن يأتي في نفس هذا الإطار، لانّ أَيَّ تغييرٍ في البحرين هو بمثابة مفتاح التّغيير في الجزيرة العربيّة، كما انّ العكس هو الصّحيح، ولذلك تُمارس الرّياض كلّ هذا الدّور الاجرامي والعدواني في قمع ثورة شعب البحرين ليس دفاعاً عن النّظام الخليفي فحسب وانّما دفاعاً عن نفسِها!.

انّ على المجتمع الدّولي ان يُمارس ضغطاً اكبر وأوسع على حليفها التّقليدي النّظام الخليفي في المنامة، ليوقفَ فوراً كلّ الإجراءات التعسّفيّة والعدوانيّة الاستفزازيّة التي اتّخذها لحدِّ الآن ضدّ شعب البحرين، وليوقِف فوراً عمليات التّغيير الديموغرافي من خلال تجنيس الأجانب بإعدادٍ هائلةٍ مقابل إِسقاط الجنسيّة والمواطنة عن ابناءِ البلد الأصليّين، كما هو الحال مثلاً مع آية الله المجاهد الشّيخ عيسى قاسم و (١٢٠) آخرين، فانّ ايّ تغييرٍ قسريٍّ من هذا النّوع هو بمثابة القنبلة الموقوتة التي يزرعها النّظام الجائر في المجتمع.

كما ينبغي على المجتمع الدولي ان يُمارس ضغطاً أَكبر على المنامة لإِبْطال كلّ قرارات الاعتقالات التعسفيّة واحكام السّجن الجائرة التي صدرت لحدّ الآن ضِدَّ عددٍ كبيرٍ من السياسيّين والحقوقيّين، وكذلك لإِبْطال قرارات حلّ الجمعيّات السّياسية السّلميّة والمدنيّة والحقوقية، فما يجري في البحرين من ظلمٍ وتعسُّفٍ ضِدَّ الشعب لا يخدم السّلم والأمن الدوليَّين فضلاً عن السّلم والأمن في المنطقة، وانّ مالا شكَّ فيه فانَّ المجتمع الدولي يتحمّل القِسط الاكبر من المسؤولية!.

 

*ملخَّص الحديث الذي أدليت به لقناة (الثقلين) الفضائية عبر خدمة سكايب، عن اخر التطورات السّياسية والأمنيّة في البحرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك