معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

قرية "سار" في البحرين تتحدى النظام وتعلن الشعار : " الشعب أقوى دائما من العسكر"

1026 19:33:00 2013-08-30

 

في الخامس عشر من مارس 2011 فرض النظام حالة الطوارئ في البلاد على نحو فوري ولمدة ثلاثة أشهر بعد نحو شهراً من إنطلاق ثورة “اللؤلؤ”. وجاء في بيان بثه التلفزيون الرسمي مساء يوم الثلاثاء أن الملك كلف قائد العسكر باتخاذ كل التدابير لحماية سلامة البلاد والمواطنين.. حسب البيان!

 قرية "سار" في البحرين تتحدى النظام وتعلن الشعار : " الشعب أقوى دائما من العسكر"

ابنا: أراد النظام من خلال فرضه لقانون حكم العسكر أن أن يبادر الشعب لرفع راية الاستسلام وانسحابه من الميادين خالي الوفاض .. وبعد مضي 3 أشهر، لم يتحقق أياً من ذلك..

في يوم السبت 11 يونيو 2011 تحدى أمين عام جمعية “الوفاق” الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان حكم العسكر بإقامة مهرجان جماهيري أعاد من خلاله البوصلة والتوازن للحراك السياسي والميداني.. كان المهرجان نقطة استجماع القوة، واسترداد النفس، بعد عذاب طويل، تلاشت به كل آمال السلطة، بعد أن ألقت كل ما في جعبتها من حل أمني، فأعطت الشعب -من حيث لا تعلم- رصيدا جديدا من الاستمرار، والصمود، والثبات، بحيث ينبض، ولا ينضب..

بعد الشكر والثناء لكافة أبناء الشعب وفئاته قال: “نتمسك بحقنا في التظاهر والاعتصام السلمي نؤكد على حرمة دماء البحرينيين جميعا مواطنين ومتظاهرين وشرطة ونؤكد على حق الاخرين في الحرية وعدم تعطيل مصالح أحد ونؤكد على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ونؤكد على الاستمرار في العمل السلمي الذي بدأت به الحركة المطلبية واستمرت به وكسبت من خلاله تعاطف العالم ودعمه”، مؤكدا خلال خطابه الجماهيري على تحقيق المطالب التي خرج من اجلها شعب البحرين.

وما كان من قرية “سار” آنذاك إلا أن تقبل تحدي الأمين العام وتحتضن ذلك المهرجان على أراضيها.. لتقول للنظام “كش” عسكر!

مشهد سار صبيحة السبت 11 يونيو حتى المساء كان كالتالي:

قال أحدهم: من أراد وصف يوم 11 يونيو 2011، فإن عليه أن يراجع ما سبقه من أيام سود، عاش فيها شعب البحرين تضحية ليس لها مثيل، جعلته يغفو كل يوم على مضجع الألم، بمنامات الأمل، يتوقع زيارات خفافيش الظلام في أية لحظة..

فبعد انتشار إرهاب العسكر على مدى ما يقارب الثلاثة أشهر، وما أفرزته تلك المرحلة من قتل، وسفك، وتنكيل، وتصفية، وهدم، وانتهاكات، علا صوت شعب البحرين من منبر “سار” التي تحدت، رافعا يده مكبرا، متحديا: أنا هنا، شعب قد صنعته التجارب الصعبة، وصقلته البلايا والرزايا، هو أكبر بكثير من أن تقضي عليه ثلاثة أشهر، أو ثلاث سنين، أو حتى ثلاث عقود، أو قرون!!

فأبواب المنازل مفتوحة وأهالي المنطقة تستقبل الجماهير المتدفقة والتواقة للحرية.. كثير من العوائل تكفلت بتوفير وجبة الغذاء للعاملين على تجهيز ساحة المهرجان ومن حضر مبكرا.. فالكل في انتظار ساعة إنطلاقة المهرجان في الوقت الذي كانت فيه أصابع العساكر على الزناد تنتظر تعليمات رئيس العسكر!

ما هي النتيجة: الشعب ما زال صامد ومستبشر رغم ما جرى له خلال حفل “الزار” والتي أستمرت لثلاثة اشهر متتالية وما يجري عليه، لأنه وبكل بساطة، يرتوي من مطر الصبر ويتنفس من عبق الحرية.. هذا ما لمسناه بداءً من قرية “سار” التي بقت صامدة حتى اليوم رغم الجراح..

الحزن يسود قرية سار: في مساء يوم الأربعاء 30 مارس 2011، أي بعد مضي 15 يوما على ما سمي بفترة السلامة الوطنية، شاع خبر بين أهالي منطقة “سار” عن استشهاد الشبل السيد أحد شمس (15 عاما) الذي قضى نحبه متأثراً إثر إصابة مباشرة في وجهه.. ولعلى الشهيد شمس هو أول ضحايا ثورة اللؤلؤ من تلك الفئة العمرية، لذلك كان لخبر استشهاده وقع خاص في نفوس أهالي “سار” خاصة وجميع المواطنين عامة، ليسود الحزن أهل القرية وكافة البحرين.

احزان أهالي القرية لم تنتهِ بعد، ودموعهم لم تجف لفقدهم الشبل ذو الخامسة عشرة عاما.. حتى يستيقظ الأهالي بعد أقل من اسبوع من استشهاد شمس على خبر استشهاد الخمسيني السيد حميد السيد محفوظ بعد يوم واحد من إختفاءه وتعذيبه ورميه أمام احد مزارع المنطقة..

“سار” لم تخضع للاستسلام بعد مقتل الشيخ والشباب، ولم توقف حراكها اليومي، بل بقت على عزيمتها الراسخة التي رسمتها يوم 11 يونيو، إذا قال أحد أبناء القرية: ذلك اليوم لن يفهم معناه إلا من عائش دقائقه في “سار” أو من وطأت قدماه ميدان الشهداء بعد مجزرة الخميس، فإنه أشبه شيء بذاك اليوم، حتى طغت فيه بعد ذلك مشاعر الفرح، ونشوة العزة، بعد كلمة سماحة الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الشيخ علي سلمان.

ربما البعض من أهالي “سار” فقد البصر حزنا على فقد الشيخ والشباب، لكنهم لم يفقدوا الأمل بالنصر الإلهي.. كبقية شعب البحرين.. ولنا في حراكها اليومي خير دليل.

................

17/5/13830

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك