بقلم : سامي جواد كاظم
سُئل اياس بن معاوية لم تكثر وتعيد كلامك فاجاب و هل كلامي ليس فيه فائدة قالوا لا ولكننا مللنا التكرار فاجاب اياس اكرر واكرر حتى افهم الجاهل لكي لا يكون له حجة علينا ومللكم من التكرار اهون من بقاء الجاهل على جهله ، هذه الرواية هي المدخل لحديثنا عن احاديث الولاية وحديث توريث الانبياء . حديث توريث الانبياء هذا نصه ( نحن معاشر الانبياء لانورث ما تركناه صدقة) هذا الحديث قاله ابو بكر لما صادر فدك من فاطمة الزهراء عليها السلام ، وهنا لا اريد ان ادخل في تفسير الحديث بلاغيا وربطه بايات القران وما ترتب عليه من تجاذبات ومشادات كلامية وحقيقة ابدعوا كل الذين كتبوا عن قصة فدك ورواية هذا الحديث وان كان جواب امير المؤمنين عليه السلام عند وقوع الحادثة جواب في الصميم جعل الخليفة الاول يطأطئ راسه ويمتمت ولا يقدر على الاجابة .
وانا انظر الى هذا الحديث من جانب اخر واربطه مع احاديث الولاية لامير المؤمنين عليه السلام ، فحديث الخليفة الاول الذي قاله عن عدم توريث الانبياء فلو صح فان فدك لم تكن للنبي بل كانت تحت يد فاطمة فمن اين لك انها لرسول الله (ص)؟ والامر الاخر ان لرسول الله (ص) املاك اخرى ما تجرأ عليها وادعاها ولكن فقط فدك لما تمثله من اعتبارات اخرى ، والوجه الاخر انها صدقة حسب ادعاء ابي بكر فلماذا يمنحها الخليفة الثالث لمروان دون سائر الامة مادامت هي صدقة ؟ ، كما واشارة رسول الله (ص) نحن معاشر الانبياء اذن قصد الانبياء الذين سبقوه بانهم لا يورثون في حين ان الايات تحدثنا عنهم بانهم يرثون وهنا يكون خلاف بين قول الرسول والقران وهذا محال .
والاهم في هذا هو ان هذا الحديث ادعاه فقط الخليفة الاول وهو سنده فقط ولم يشهد احد انه سمعه من رسول الله (ص) فكيف بهكذا حديث له علاقة ببنته وابن عمه وولديه الحسن والحسين عليهم السلام جميعا ولم يعلموا به باستثناء الخليفة الاول الا يجب ان يعلم به صاحب العلاقة ؟ ولو قصد انه لا يورث المال والعلم وهي ملك للجميع فمن ورث علم رسول الله (ص) ؟ ولكن لاحظوا الايات والاحاديث التي تدل على ولاية علي كم مرة قالها وكم مرة نزلت اية تؤكد ذلك وامام جمع من المسلمين كان يتعمد رسول الله (ص) بتكرار حديثه بان الولاية والوصاية والخلافة لعلي عليه السلام ولما نزلت اية التطهير شوهد رسول الله (ص) يوميا عند ذهابه للمسجد يطرق الباب على بيت فاطمة ويقول الصلاة يا اهل بيت النبوة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا حيث كررها مئات المرات .
والغدير لما اراد تنصيبه اوقف القافلة وجمع الصحابة الذين كانوا عشرات الالاف ليبلغهم بما امره الله عز وجل في تبليغه ، ولما اراد (ص) ان يعطيه راية خيبر قال امام المسلمين انه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ولما نزلت الاية ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية فربت الرسول على كتف علي (ع) قال ان خير البرية هم علي وشيعته ، والعشرات بل المئات من الفعل والقول والتقرير صدر من رسول الله (ص) ليثبت لهم ولاية امير المؤمنين عليه السلام وياتي حديث التوريث الذي لم ولن يسمعه احد من رسول الله قط في حينها ولكن في زمن خلافة معاوية كثر الوضاعون فبدأوا بجعل الحديث متواتر الا انه في زمن الخلفاء الثلاثة لم يروه الا الخليفة الاول فقط ، وعليه فحديث الولاية الذي ذكره رسول الله مئات المرات لا يلتزمون به بل يؤولوه الى حيث تشتهي نفوسهم وبعضهم الاخر يكذبوه في حين حديث ضعيف لم يروه الا واحد يكون العمدة والمعتمد في ادعاءاتهم ضد الشيعة وعلى غراره ايضا فمنقبة صاحب الغار لم يرويها رسول الله (ص) ولا مرة بل هم فسروا الاية المسماة اية الغار ولم يفسرها رسول الله (ص) على عكس الايات الدالة على ولاية علي (ع) فاننا نرى مرارا وتكرارا يؤكد (ص) على نزولها في حق علي (ع) وبالرغم من ذلك المكابرة والتكذيب لا يفارق عقولهم اما الحديث الملفق الواحد فانهم يعتمدوه ويؤيدوه ويؤولوه حسب ما يشتهون .
https://telegram.me/buratha