كريم العاقولي
حاولت الخوض في مساحة تبدو خطيرة ومثيرة لا يحبذ دخولها لاسباب عديدة اهمها الخوف من التخوين او التفسيق او التبعيث.ولاني جزء من منظومة سياسية شاركت في الواقع السياسي لاكثر من ربع قرن فلا اسمح بالمزايدة على تأريخي وحضوري في اعقد مرحلة ومحطة عراقية في العهد البائد فلا اخشى الاتهام بالانتماء للبعث لاني لم انتم للبعث بحياتي ولن اخاف اتهامات التفسيق والتخوين لان وضع اليد على الجرح وتشخيص الخلل ليست خيانة او فسقاً.واذا كان ثمة محذور يبدو وجيهاً ومقنعاً هو الخوف من التوظيف المعادي لمواقف الحركة الاسلامية والطعن بالاسلاميين من خلال نشر الغسيل وكشف العيوب ونقاط الخلل.واعتقد هذه مغالطة حاولنا اثارتها في العهد السابق لكي لا نسمح باية مراجعة لادائنا ومواقفنا واستحضرنا تهماً جاهزة لكل من يحاول اثارة الغبار على ادائنا وخطابنا وقد نكون محقين لاستهدافنا من قبل المخابرات العراقية السابقة.ومن هنا فان الاصرار على منع المراجعة لاداء الحركة الاسلامية بحجة الاستثمار المعادي ونشر الغسيل والتوظيف السلبي هو خديعة للاستمرار على الاخطاء والخوف من دغدغة مواقفنا وتشخيص نقاط ضعفنا.وهذا تغرير خطير في تراكمات عيوبنا وتضليل كبير على كشف مواطن الخلل الامر الذي سيجعل حاضرنا كومة اخطاء ومستقبلنا كارثة.دعوى التوظيف المعادي لاخطائنا ونشر غسيلنا اسوء بكثير من السكوت على تراكمات عيوبنا وتعفن غسيلنا وان محذورية الكتمان على الاخطاء والاخفاقات اقل ضرراً وخطراً من تشخيص اخطائنا ومعرفة عيوبنا.وقد يلجأ الطبيب احياناً الى إخفاء نتائج الفحوصات لمريضه والكتمان عليها لاسباب نفسية تتعلق بواقع المريض وظروف النفسية والمعنوية ولكن كتمانها لا يقلل من تفاقهما وتعمقها بحيث يصبح حلها مستعصياً فنخسر المريض ونربح معنوياته العالية من التضليل والتجهيل.ومازالت اعتقد بان اداء الحركة الاسلامية لم يتعلق بفرد او فئة حتى يمكن كتمانه او السكوت عليه بل يمس كيان الاسلام وسمعته واهليته واي انعكاس تطبيقي سلبي على سمعة الاسلام وقدسيته ينبغي ان يواجه بحزم دون مداراة زيد او مجاراة عمرو.واود الاشارة العابرة الى ان الخروج من الحركة الاسلامية لا يعني بالضرورة خروجاً عن الاسلام او يشكل هذا الخروج خللاً في سلوك وشخصية المنسحبين من الحركة الاسلامية.ولست متردداً ان اخوض في هذا المجال الصعب لاعتقادي ان مسؤولية الدفاع عن الاسلام مسؤولية الجميع وليس حصراً على طلائع الحركة الاسلامية ونخبها, وتصور ان الدفاع عن الاسلام وقدسيته وتبرئته من اخطاء المتأسلمين ليس حكراً على الاسلاميين وحدهم بل المعني بالدفاع جميع من ينتمي الى هذا الدين العظيم.ومثلما ادعو الى التفريق بين ثقافة الحركة الاسلامية وسلوك الاسلاميين كذلك ادعو الى التفريق بين مواقف الاسلاميين واجتهاداتهم في انتقاء خطابات ومواقف تنسجم مع الواقع الجديد ومواكبة لمتغيراته وبين الموقف الاسلامي الصحيح فليس بالضرورة ما يلجأ اليه الاسلاميون من مواقف مستجدة تتنافى وثقافتنا وادبياتنا الاسلامية ينسجم مع متطلبات الاسلام والشريعة.تقمص رداء الاسلام والادعاء بالاسلامية لا يحرم بقية المسلمين من اسلاميتهم ولا يكون مبرراً لسلوكيات من هم محسوبون على الاسلام.واذا حاولنا الابتعاد عن التعميم والخلط بين النظرية الاسلامية وسلوك الاسلاميين فاننا نحاول ايضاً ان يبتعد الاسلاميون عن ربط مواقفهم وسلوكهم بالاسلام لكي لا تؤدي اخطاؤهم الى نتائج تضر بالاسلام.الربط بين الحركة الاسلامية وسلوك الافراد المحسوبين عليها ربما يؤدي الى نفور عن الحركة الاسلامية بمجرد انكشاف ممارسات خاطئة في اداء الاسلاميين وينعكس ذلك بشكل عام على سمعة الاسلام وسماحته.
https://telegram.me/buratha