زهراء الحسيني
المصالح الحزبية والشخصية ضمنها الدستور وهي من الحقوق التي لابد من تأمينها والحفاظ عليها ولا يمكن التفريط او الافراط بها. هذه المصالح اقتضاها العمل الحزبي والجميع عليه تحقيق مصالحه وبالمسار الديمقراطي الصحيح دون الاعتداء على مصالح الاخرين او التجاوز عليها. ورغم اهمية هذه المصالح في الواقع السياسي التي كفلتها الممارسة الديمقراطية لكنها لو تعارضت مع المصالح الوطنية العليا فان المصلحة الوطنية هي المقدمة على جميع المصالح الحزبية والفئوية ولا يمكن باية حال تغليب المصلحة الشخصية والحزبية من اجل مصالح الوطن العليا.
وقد يضحي الوطنيون بانفسهم واحزابهم واموالهم ومصالحهم من اجل الوطن بل قد يضحي المفكرون والمراجع الدينيون بمجدهم ومستقبلهم العلمي من اجل مصلحة الوطن العليا التي هي من مصالح الدين ايضاً.ومن هنا فان فضائل الايثار والتضحية والتفاني هي التي تميز الوطنيين عن غيرهم وتفضح المزايدات والادعاءات وتكشف عن الوطنية الحقة او الشخصنة.
ويبدو ان هناك خلطاً وتخبطاً واضحين بين الوطنية والشخصنة الحزبية وقد يختزل الوطن ومصالحه بانانية الشخص الذي يستغل مساحات امتيازاته التي منحها له الدستور ليحكم امتيازاته وانانيته على حساب مصالح الوطن العليا. وقد تلتبس الامور وتختلط المصالح عند البعض فيرى مصالحه هي عين مصالح الوطن وانه لافرق بينه وبين مصالح الوطن لانه الوطن والمصالح وكل شىء. عندما تتوفر للانسان القدرة الدستورية والامتيازات السلطوية فعليه ان يجعل مصالح الوطن فوق كل قدراته وامتيازاته والا يوظف امتيازاته من اجل انانيته او يستغل قدراته من اجل غرائزيته.
لدينا في التأريخ قصص وعبر واهمها العبر القرآنية التي اشار اليها وحي السماء فعندما عاتب موسى عليه السلام اخاه هارون لاصطفافه مع جماعة السامري الذي وضعوا عجلاً له خوار اجابه هارون "اني خشيت ان تقول فرقت بيني وبين بني اسرائيل ولم ترقب قولي" فمن اجل وحدة الصف ومصالح الجماعة آثر البقاء معهم مع سوء اعتقادهم لكي لا يفرقهم وهذا منتهى الايثار والتضحية والاخلاص.
https://telegram.me/buratha