سالم كمال الطائي
كثيرة هي المطارق - أوالمطرقات - التي تهال على الحكومة هذه الأيام! ومصادرها القنوات الفضائية المتخصصة!! بانتقاء السلبيات وتكبيرها وتلوينها! ثم عرضها على الملأ الداخلي والخارجي! وكثير من الصحف المحلية و بعض الخارجية أيضاً الذين يبنون إدعاءاتهم على مقابلات هزيلة مع المواطنين في الشوارع والأزقة ثم ينتقون منها ما يتوافق مع أهدافهم و"مبادئهم"! ثم ينشرونها على أنها "آراء الشعب".. الشعب كله!!؟ وإن هؤلاء المواطنون على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية ومعلوماتهم السياسية الفقيرة تعتبر القاعدة والأساس في نقد الأوضاع السارية والأحداث الجارية في البلد. فهل هذه المعايير والمصادر هي التي يعول عليها وتعكس حالة الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلد؟!
إن الحكومة ووزاراتها في كثير من الأحيان والحالات السلبية والتقصير هنا وهناك تخضع لعوامل وأسباب عديدة من أهمها محاولات أعداء العملية السياسية الجارية في وضع العصي في عجلة البناء والأمن والاستقرار ثم التطور والرفاهية لكافة أبناء الشعب وفي الضمن عائلاتهم وأقاربهم!!؟ لكن الحقد الأسود والنوايا الخبيثة المدعومة من الخارج والداخل هي التي تحرك هذه المجاميع المعادية والمجرمة.
ومن أبرز صفات أعداء الحكومة والشعب هي التخريب والتفجير والتشكيك والتركيز على سلبيات الحكومة المفروضة عليها, وإهمال كل إيجابية صغيرة كانت أو كبيرة تقوم بها الحكومة ووزاراتها ودوائرها المختلفة, وهناك الكثير من المنجزات والمشاريع قد أكملت وتتكامل رغم كل العقبات التي تصادفها من جراء الفساد الإداري والفساد المالي الذي يمارسه ذوو النفوس المريضة والمتآمرين وأعداء الشعب الذين تبوءوا المراكز الحساسة في الدولة في ظل الفوضى العارمة التي تعرض لها البلد.
وقد شارك الكثير من المواطنين عن قصد أو غير قصد في عملية تأخير البناء والتطور ومساعدة الحكومة مع المتآمرين على البلد الذين يريدون أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء, ذلك "الوراء" القاتم؛ المظلم؛ المتعسف المدمر؛ الذي يصفه المغفلون والعملاء والمرتزقة والمنافقون؛ بأنه كان الأفضل والأحسن!!؟
المواطن المتألم والمتذمر ذو النية السليمة؛ دفعه اليأس والحرمان على أن يردد "آني شعليه" و "هي بقت عليَّ"!!؟ واتجه نحو التسيب والإهمال واللامبالاة بل التخريب غير المقصود! في مسيرة حياته اليومية التي هي على تماس مباشر بنشاطه اليومي وتسيير أعماله؛ وأهمل جزء من المسؤولية التي عليه تحملها لمساعدة الحكومة - أي حكومة - في القيام ببعض الواجبات الممكن القيام فيها كالنظافة العامة والمحافظة على منشآت الخدمات؛ حيث نرى الكثير من الناس لا يهتم بالشوارع الفرعية والأزقة القريبة من بيته, ولا يحافظ على النظافة وجمع القمامة ورميها في المكان المخصص- وهنا نناشد أمانة العاصمة لتوفير حاويات القمامة حتى لا يكون هناك عذر للمواطن- وعدم الإسراف في صرف مياه الشرب في غسل السيارات الشائعة هذه الأيام أمام البيوت وفي الأزقة وما لها من أثر على المجاري والتبليط وهدر كميات كبيرة من تلك المياه , وكذلك رمي الأوساخ في عيون المجاري, بل سكب أنواع السوائل مثل دهون السيارات المعدومة وغيرها مما يتسبب في غلقها أو انسدادها ومن ثم لا يكون هناك مجال لتصريف مياه الأمطار ويحدث ما يحدث ويتجه المواطن نفسه إلى الحكومة ويحملها مسؤولية ما يحدث.. فهل هذا من الإنصاف أو الحكمة؟ وعلى هامش هذا الحديث هناك تصرف آخر يتعلق في أعداد الطعام في أيام عاشوراء الحسين (عليه السلام) الذي يطبخ في الأزقة المبلطة وفي الشوارع الفرعية حيث توقد نيران قوية ومستمرة مباشرة على الإسفلت حتى ينضج الطعام ولكن بعد خراب الإسفلت وعمل حفر في الشارع وفي مناطق كثيرة ... فهل هذا التصرف يرضي نهج "أبو الشهداء الحسين" عليه السلام ؟؟ هذا السؤال يوجه إلى القائمين على هذه الأعمال من السادة والشيوخ وتدخلهم لإيجاد طريقة أخرى لأعداد الطعام في هذه المناسبة الجليلة. (ثم بعد ذلك تتهم أمانة العاصمة بالتقصير في ترميم ما خربه المواطن نفسه)! إن امانة العاصمة لا تستطيع القيام بمهامها الأساسية عندما يكون المواطن مهملاً بل مخرباً بهذا الشكل "ولا تلحِّك" عليه.
هناك أمثلة كثيرة ومتعددة على إهمالنا بل أحياناً تخريبنا للبيئة والمحيط الذي نعيش فيه ونكون سبباً مباشراً في نقص الخدمات.. وما علينا إلا أن نراجع أنفسنا ونحافظ على ما تقوم فيه الدوائر الخدمية, من جانب آخر على أمانة العاصمة والدوائر الأخرى أن تقوم بواجب المراقبة والتفتيش والتوجيه ومن ثم المحاسبة والعقاب لكل مخالف عن قصد أو غير قصد حتى تتكامل دورة التعاون والتكاتف والتضامن بين المواطن والحكومة ومراقبة ومحاربة المخربين والعملاء والمرتزقة الذين يشجعون على أعمال التخريب والتسيب وتعميم شعار أو مقولة "آني شعليه" و "هي بقت عليَّ" ... ومع كل ذلك فأن أمانة العاصمة لا تزال دون مستوى الطموح, وإن الفساد الإداري واضح في نشاطاتها ومنجزاتها.. يضاف إليها الفساد المالي الذي أعلن مؤخراً.. فإلى متى نبقى غافلين إلى أن تصل السرقات والنهب بالمليارات ومن هو المسؤول!!؟
https://telegram.me/buratha
