المقالات

المرحلة ما قبل الأخيرة من العملية السياسية:أبتعاد عن الطائفية وأقتراب من المشروع الوطني

557 13:03:00 2009-11-18

قاسم العجرش ـ المركز العراقي للتنمية الأعلامية

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وأغلاق باب تسجيل الأئتلافات من قبل مفوضية الأنتخابات ظهرت تكتلات جديدة في الطيف السياسي العراقي. وأبرز ما يميز هذه التشكيلات هروبها الى الأمام من التسميات التي تدل على توصيفات طائفية، تلك السمة التي ألتصقت بالكثير من الحركات والقوى والأئتلافات السياسية و التي فرضتها الظروف الاستثنائية وعانى العراق وما زال يعاني منها.ففي المرحلة التي تلت سقوط نظام صدام بعملية قيصرية ، ولأعتبارات مفهومة، كان التأكيد على العباءة الطائفية، التي انضوت في أعطافها غالبية التكتلات السياسية، هدفا سعت لتحقيقه أغلب القوى السياسية المتنافسة في العراق. بيد أنه وبعد أن قطعت العملية شوطا مهما من ترسيخ مفاهيم عمل سياسي جديدة في العراق، يبدو ان هناك تحولا من هذه القوى باتجاه الخروج الى المواطنين بثياب جديدة فيها الكثير من الألوان لمجاراة رغبة الشارع العراقي. وهكذا سرعان ما لبست الكثير من القوى عباءة جديدة تدل على توصيفات جديدة ليس بينها تسميات طائفية أو دينية بل وحتى قومية ، وتقترب تلك التوصيفات كثيرا من الليبرالية والظلال العلمانية..جاء هذا التحول بعد ان أدركت الأحزاب والقوى السياسية ان بقاءها داخل العباءة الطائفية لن يجعلها تفوز او تحظى بمواقع في العملية السياسية في المستقبل.إن تسارع الجميع نحو إنشاء تحالفات سياسية تعتمد ولو ظاهريا على مفردات وثيمات جديدة خلاصتها التمسح بالمشروع الوطني ساهمت، حسب المراقبين، في تفكك الخريطة السياسية الطائفية التي رسمتها الظروف الاستثنائية التي سادت في البلاد في السنوات السابقة. غير ان هذا التغيير الكبير الذي حصل لدى الأحزاب العربية الشيعية والسنية لم يؤثر على التكتل العرقي الذي يحافظ عليه الأكراد، فقد بقوا متماسكين على ما دخلوا العملية السياسية بموجبه منطلقين من قوميتهم قبل أي أعتبار آخر، مع العرض أن بروز تشكلات جديدة في الجانب الكردي يبقى دائما ضمن الأطار القومي.أن السبب الأبرز الذي سارع في حدوث هذا التغيير، هو نشوء مكونات سياسية مدنية وعشائرية، وعت حقيقة أن الطائفية بمعناها السلبي لا يمكن إلا أن تؤدي الى نتائج سلبية مثلها على الواقع الأجتماعي، وسينعكس ذلك بنفس الأتجاه على مستقبل البلد بشكل مأساوي يؤدي في نهاية المطاف الى أن لا وجود لشيء أسمه (عراق) ! أن المكونات الجديدة دفعت الى الخلف بالمشروع الطائفي الذيفعله ورعاه الأحتلال متصورا أنه الوجه الحقيقي للعراق، أو أنه الوسيلة الفاعلة لضمان وجود وبقاء طويل الأمد له في العراق والمنطقة، ويبدو أن هذا بالضبط ما أنتبهت اليه القوى السياسية وجعلها تندفع الى أمام للعمل على تقليص سلطة القرار الطائفي، وهكذا و مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية لجأت القوى السياسية والأئتلافات السياسية وبضمنها الكبيرة منها الى رفع شعار خدمة المواطن العراقي من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب كأولوية قصوى.

ومع أننا لسنا إلا في المرحلة ما قبل الأخيرة من بناء العملية السياسية لما بعد سقوط صنم بغداد البعثي، والتي مرت بخمسة مراحل بدءا من سلطة كارنر العسكرية المباشرة مرورا بمحطة بريمر المدنية ومجلس الحكم الأنتقالي ومن ثم الحكومة المؤقتة وبعدها مرحلة الجمعية الوطنية وتشريع دستور وبرمان منتخب بقائمة مغلقة، ها نحن على أعتاب المرحلة ماقبل الأخيرة ، مرحلة ماقبل الخروج النهائي للقوات الأجنبية ليصار بعدها الى الوصول الى مرحلة أستقرار سياسي بعيد عن التأثير المباشر للغير ولو نظريا على الأقل!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك