علي الخياط
لا اعرف ان كان على (الاعلاميين ) ان يفخروا ام يحزنوا ويشعروا بالخزي من التظاهرة التي انطلقت في شارع المتنبي والتي من المفترض ان يكون الصحفيين انهم، (تظاهروا للمطالبة بحرية الرأي والتعبير وعدم تكميم الافواه ومصادرة اراء الاخرين واحترام حقوق الصحفيين .. وحق الحصول على المعلومة وعدم التعرض الى الصحفيين وملاحقتهم ...الخ من المطالب) ..قامت عدة مؤسسات اعلامية ومؤسسات تعنى بالحريات الصحفية واعلاميين بحملة دعائية واسعة شملت الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي ،ما لا افهمه وجميع الاعلاميين ما الذي حول هذه التظاهرة من اعلامية الى سياسية ، وفرض النظرة المسيسة على نشاط ومطالبات (الاعلاميين )من خلال الحضور السياسي او اللافتات المحمولة من قبل بعض (ما يسمى اعلاميين ) .
لاشك ان من سعى لهذه التظاهرة وكرس جهده ووقته لم يخطر على باله ان تتحول الى منبر سياسي وانتخابي من قبل بعض المسؤولين والاحزاب ، وهذا ما يسمى ب(السلطةالرابعة )التي يجب ويفترض انها مستقلة غير تابعة لاشخاص او احزاب مهما كانت مكانتهم او مسؤولياتهم ، ونحن الذين نحاول جاهدين من خلال الاعلام ان نمنع التدخل السياسي والحكومي في عمل الاعلام وسلطته المستقلة فلماذا هذا الازدواج في مطالبنا ، لنشتكي مرة اخرى من التدخل الحكومي او السياسي ونحن بالاصل من يطالبهم بالتدخل في شؤوننا وتجيير اقلامنا ،ان التسييس الواضح لتظاهرة الاعلام وفرض قوى سياسية وحزبية على نشاط اعلامي بحت كاعلاميين مهنيين وليس كأداة يلوح بها كلما أراد لها مموليها والمسيطرين عليها .. ما حدث في التظاهرة يتزامن مع دعاوى القانون الخاص بحماية الصحفيين وهو طامة كبرى في مسيرة الاعلام وقيد اخر في معصم الاعلاميين والصحفيين ، بحيث لم يحقق هذا القانون جزءا بسيطا مما يطمح اليه فرسان السلطة الرابعة في العيش بحياة كريمة محترمة .
ان حضور النائب صباح الساعدي الذي هو جزء من تشكيل سياسي يمارس دورا تنافسيا في البرلمان وفي لجنة النزاهة في مجلس النواب يشكل سابقة خطيرة في العمل الصحفي بعد التغيير وان من روج لحمل الرايات الحمراء وشعارات الامة العراقية ونداءات التحريض يدرك قيمة التظاهرة واهميتها وكان ذكيا في انتقاء الفرصة للحضور والترويج للنفس وللحزب ..لقد مارس بعض الزملاء دورا تهريجيا في التصريح لوسائل اعلام بعينها وهاجموا ابطال الجيش والشرطة الذين وفروا لهم الحماية وخاصة اللواء قاسم عطا الذي تشن بعض الوسائل المأجورة حملة رخيصة ضده في حين لم يترددوا في الدعاية للسياسيين واصحاب النهج التحريضي..وقد غيب للاسف مرصد الحريات الصحفية الذي دعا للتظاهرة وكان الزميل زياد العجيلي برغم مرضه يباشر دورا شجاعا في انجاز متطلبات التظاهرة وانجاحها بشكل رائع.. بقي على الزملاء في مرصد الحريات الصحفية ان يوضحوا ملابسات ادعاءات البعض ممن روجوا لانفسهم على حساب المرصد لكي لاتضيع تلك الجهود الرائعة وتذهب لبعض ادعياء الصحافة
https://telegram.me/buratha