ميثم المبرقع
اشكالية الصحافة والسياسة وتداخلاتها ظاهرة رسختها الانظمة المستبدة التي تحاول توظيف الصحافة في خدمة السياسية وافراغها من محتواها الهادف.وقد تسكعت الصحافة على ابواب السلاطين في الانظمة البوليسية التي لا ترى الا نفسها في الاشياء وتحاول تدجين الصحافة لاغراض السلطة المستبدة ويتحول الصحفيون الى مداحين في حضرة السلطان.وفي العالم الحر والانظمة الديمقراطية تمارس الصحافة دورها في الرقابة والنقد والتقييم والتوجيه وتشاكس احياناً ولا يستطيع احد الاطاحة بصاحبة الجلالة مهما اوتي من قوة وعسكر.ومن هنا فان الصحافة في الغرب تسقط الحكومات كما حصل في قضية (وتركيت) في اميركا بينما في الشرق فان الحكومات هي التي تسقط الصحافة وهو هذا الفارق بين الصحافة والسياسة في الشرق والغرب.وفي العراق الجديد وبعد سقوط النظام الاستبدادي شهدت الصحافة العراقية تطوراً مذهلاً بل اخذت تشاكس احياناً دون رقيب او محاسبة فعندما كانت السياسة تضطهد الصحافة في العهد البائد فان الصحافة اخذت تضطهد احيانا السياسيين وتتطاول عليهم.لا نريد تقييد الصحافة او تكبيلها فان الابداع والتطور لا ينمو ويترسخ في مساحات الحرية بينما الاجواء القمعية فلا تلد الا صحافة مشوهة وبليدة لا يمكن ان تمارس دورها في الرقابة والمحاسبة.والدستور العراقي كفل حرية الصحافة والصحفيين ولم نجد صحفياً واحداً قد اعتقل بتهمة الرأي او المقال الفاضح ونحن لا نريد ان نقارن بين الحقبة الماضية والعهد الجديد فهذه مقارنة باطلة وظالمة.نريد التذكير بان حرية الصحافة لا تعني الافتراءات والاراجيف والاتهامات بل المقصود بحرية الصحافة هي الحرية المنضبطة والملتزمة واي حرية بلا قانون تعني الفوضى والانفلات والقانون بلا حرية يعني القمع والضطهاد والتكبيل فلابد من موازنة بين الحرية والقانون وبين الحرية والاخلاق فالبهتان والاتهامات لا تمت للحرية بادنى صلة ومن يستغل الحرية للاساءة للاخرين فهو يسيء للحرية قبل الاساءة للاخرين.ومن هنا فاننا نطالب اقرار قانون الصحافة وعدم تقييدها كما نطالب الصحافة بالانضباط والالتزام بالمهنية والاخلاق ومعايير الصحافة الصحيحة.
https://telegram.me/buratha