سلوى الكندي
خابت هذه المرة كذلك امال البعثيين في ان تتحول تظاهرة المتنبي الى فرصة للنيل من العراقيين الخلص والى استغلال الحدث ليتحول الى تجمع للنيل من الحركة السياسية الوطنية ....فبعد ان حشدت القوى البعثية طاقات جبارة وجهود كبيرة للنيل من احزاب سياسية معينة من خلال تلك الدعوة ..وبعد سيل هادر من الاتهامات ومقالات التشويه والدس واثارة الراي العام المحلي وخلط الاوراق والتجني على الاخرين بكل الوسائل والطرق وبمنتهى الوقاحة..وبعد ان خصصت القنوات البعثية ساعات طويلة مبالغة في هذا التحشيد انطلقت تظاهرة المتنبي وشارك فيها عدد من الصحفيين الذين لا يمثلون سوى فئة قليلة من الاسرة الاعلامية والصحفية في البلاد ..
التظاهرة رفعت شعار المطالبة بحرية التعبير رغم ان البعض حاول ان يسيس هذه الدعوة ولكنه لم يفلح في ذلك ..فالاصوات التي صدحت في الشارع نادت بحرية التعبير وفتح الباب امام الكتاب والصحفيين للحركة بحرية والمطالبة بحمايتهم وضمان حقوقهم وتشريع قوانين تحمي العمل الصحفي بصورة عامة . ولهذا السبب فقد سرت مراكب الصحفيين المشاركين في التظاهرة بغير ما اشتهاه الهوى البعثي ..ومما زاد في شعور البعض من اعداء العراق بالبؤس وخيبة الامل ان الاعلاميين والصحفيين الذين يعملون في قنوات وصحف مقربة من المجلس الاعلى قد شاركوا في تلك التظاهرة ونادوا بنفس الشعارات ما اربك الطابور البعثي الخامس وخيب امالهم.. فكيف تشارك الصحافة الاسلامية في التظاهرة التي اريد من ورائها ان تكون مثلبة وهجوما على تلك الصحافة وداعميها ...الصحافة الملتزمة اليوم اثبتت انها اول المدافعين عن الحق الاعلامي واول من ترفع شعار حماية الصحفي من القيود ودعم الكلمة الصادقة لانها كانت كذلك منذ ان ولدت اولى التيارات السياسية المعارضة في البلاد ..
ولهذا السبب فقد تحولت الهجمة التي اريد بها النيل من جهات سياسية الى انتصار لتلك الجهات واعلامها الناهض الذي نجح في فترة قياسية في كسب الشارع وتاحراز ثقته الكاملة بعد ان كان اعلام البعث وادوات التخريف تستولي عليه لاربعين سنة .. انتصار الاعتدال والالتزام ضد التطرف والانحلال والتبعثن ولد حالة جديدة من الانفتاح السياسي على الشارع العراقي ..فابواق الحملة البعثية لم تنجح ومحاولات تحييد الحريات وجعل البعث الشوفيني الطائفي ومن وراءه من اجهزة مخابرات لبلدان تسلطية هو المنادي بها مجرد زيف دعائي وكذبة كبرى انكشفت اليوم ..فمثقفوا العراق يعرفون ان هذه التظاهرة وغيرها انما هي نتاج لفسحة الديمقراطية التي شرعها الدستور العراقي ..هذا الدستور الذي حاول البعث والارهاب واعوانهما الوقوف طويلا لمنعه ...
https://telegram.me/buratha