المقالات

محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ الرابعة

942 01:03:00 2009-06-22

مصطفى كامل الكاظمي

قليلون اؤلئك الذين ثبتوا على عهدهم في مسيرة الكفاح ضد نهج الطاغوت.هناك من بدّل وغيّر، وهناك من نكص عن رؤيته فتمسك بسبل الهروب ومنهم من طفق يبحث في سلال الاخرين علّه يجد غطاءً يحمي وهنه ويستر تقهقره. قليلٌ قليل من لم تأخذه في الله لومة لائم. ففي ظهيرة اعلان انتهاء الحرب العراقية - الايرانية وقبول الامام الخميني انتهاء الحرب ووضعها اوزارها في 8-8-1988 قال البعض للسيد الحكيم متشفيا او متألما لقد انتهينا وانتهى كل شيء.! قال الحكيم: انما نؤدي تكليفنا سواء استمرت الحرب ام توقفت،! وتكليفنا يقتضي محاربة نظام صدام لاخر نفس. سواء انتصرنا في الحرب ام لا،! فذلك موكول لعناية الله تعالى وارادته.

على الرغم من مرارة خبر ايقاف الحرب بصورتها التي ابقت على استهتار صدام إحصين التكريتي وتغطرسه وما نتج لاحقا من غزو للكويت ونكث بالسعوديين، ورغم كل التوقعات باندحار قوة المعارضة،! لكن ارادة الحكيم تفردت بثبات مدهش وابدت لياقة عالية في توجيه مسار الصراع باسلوب جديد ضد النظام الصدامي. مع ما شهدته المعارضة على خلفية اعلان الصلح مع النظام بلجوء الكثير من الشخصيات الى عواصم دولية لايزال الكثير منهم فيها حتى الساعة.

لكن الحكيم عالج الامر جذريا منذ اليوم الذي توقفت فيه الحرب واعلنها في القنوات الاعلامية المحلية (اعلام ايران وقنوات المعارضة) والعربية والعالمية انه سيستمر في منهج مقارعة النظام الصدامي وسيبقى يطالب بحقوق العراقيين حتى يقضي الله أمره. وملأت تصريحاته مراكز العراقيين في ايران وسوريا، والكويت والسعودية فيما بعد وفي لبنان ومن خلال قنوات واذاعات بي بي سي ومونت كارلو وصوت اميركا وغيرهن اجرين لقاء تلو لقاء حول قراره الاخير بعد ان وضعت الحرب اوزارها.

الكثيرون كانوا يراهنون على هزيمة السيد محمد باقر واحتمالية استسلامه وانتقاله الى حيث الراحة والطمأنينة في بلد اخر كالكويت او سوريا،! لكن الحكيم اسقط تلك الرهانات باستغلاله فرصة ذهبية استخدم فيها طاقته فعمم خطوته في عموم التواجد العراقي في ايران واستصرخ همم العراقيين للتطوع في ثكنات التدريب العسكري تحت مظلتي قوات بدر والتعبئة الشعبية العسكرية. كان يخطط لاشعار العالم بوجوده القوي ورغبته في مقاومة العنجهية الصدامية وكذلك لاستنهاض روح المقاومة في الداخل العراقي، واستمرار شعلة الجهاد وهاجة في نفوس العراقيين والمجاهدين في ايران ورفع الاستكانة ان تسيطر عليهم.

جاءت ثمرة تفكير الحكيم سريعة جدا حيث استعرضت بدر قواتها تحت لوائه وبقيادته في مدينة كرمانشاه القريبة من الحدود العراقية، حيث استعرض اكثر من عشرين الف مقاتل عراقي بانواع السلاح الخفيف حتى الدبابة الحديثة، لتليه استعراضات التعبئة الشعبية التي تطوع عدد غفير جدا من شباب العراق في المهجر، وقد توجهنا لتغطية الحدث اعلاميا مع السيد الحكيم القائد العام للقوات المسلحة الاسلامية العراقية وقتذاك الى مدينة اصفهان ومنها الى نجف اباد حيث المخيم التعبوي الكبير والاستعراض المهيب الذي بعث الامل في قلب السيد الحكيم وفي نفوس العراقيين في المهاجر الذين كانوا يتطلعون الى يوم الخلاص من اعتى طاغوت حكم العراق.

ملبورن شتاء 2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك