بقلم : سامي جواد كاظم
الحديث عن الانتخابات الايرانية من قبلنا كعراقيين سيكون عرضة للتاويل وهذا امر متوقع ، ولاننا نروم التحليل الصحيح عن ما يجري من احداث في ايران فاننا سوف لا نجزم بصحة او عدم صحة الانتخابات ولكننا سنعرض بعض الاستنتاجات من الاحداث والتصريحات التي رافقت الانتخابات .هل يستحق نجاد ما حصل عليه ام ان في العملية تزوير ؟هنا عدة محاور يمكننا البحث فيها لانها على سبيل المثال ان السيد احمدي نجاد طلب من السيد مير حسين موسوي الكشف عن مصدر المليار تومان التي صرفها على الدعاية الاعلانية فقط ، كما وان نجاد ادعى تزوير شهادة زوجة موسوي وكان ردة فعل حرم موسوي بانها ستقدم دعوة قضائية ضد نجاد ولم يعلن عن تطور هذه القضية .السيد موسوي له الحق في التشكيك والطعن طالما انه الطرف الاقوى في المجابهة مع الرئيس الايراني ولكن هل اعتراضاته ومن معه جاءت باسلوب حضاري ؟ ان المظاهرات والفوضى دليل تهريج وعدم صحة مطالبة لان الذي يطعن بالانتخابات يستطيع تقديم الادلة على تزييف الانتخابات في المحكمة المختصة لذلك ليأخذ حقه واذا ما حدث تلاعب في القضية داخل المحكمة فانه يستطيع ان يحصل على وثائق تظهر ذلك التلاعب كما حصل على وثائق تزوير الانتخابات على فرض صحتها ويستطيع استخدام الاعلام في فضح الامر اذا ما اهدر حقه وعندها ستكون صورته اجمل بكثير مماهي عليه الان .
هل يعلم موسوي ان المتربصين بايران شماتتهم الان في أوجها ومن هو السبب ؟ السبب موسوي وانصاره من جهة ومن جهة اخرى قد يكون تشدد نجادي في تصريحاته النارية في اكثر من مناسبة مهاجما امريكا واسرائيل والتي يعتقد موسوي ومن معه ان هذه التصريحات هي التي ستجلب البلاء لايران .لا اتحدث عن دور موسوي في الحرب العراقية الايرانية وما كان له من علاقات مع امريكا واسرائيل عندما كان رئيس الجمهورية واختفى لمدة عشرين عام ليظهر الان مرشح للرئاسة .الفارق الشاسع في فوز الانتخابات لايجعل مجال للشك فيها ومجال الشك عند موسوي هو سرعة افراز النتائج وهذا لايعد بالسبب القوي للطعن في الانتخابات كما وان مطلبه باعادة الانتخابات يعد مطلب صعب التحقيق .نعم ستعتقدون ميولي لنجاد ولكن الحقيقة ليس ذلك ودعوا كلامي جانبا والان لاعرض عليكم المتابعين للشان الايراني من دوائر امريكية والامريكية معروفة الميول والهوى .اجرى كين بيلين رئيس مجموعة "تيرور فري فيوتشر" الفكري في واشنطن قبل ثلاثة اسابيع استطلاعا بالهاتف على عينة من 1001 ايراني.وجاء هذا الاستطلاع مطابقا لنتائج السبت، حيث منح تقدما مريحا لاحمدي نجاد مع 34 بالمئة من نوايا التصويت مقابل 14 بالمئة لموسوي.هذا الاستطلاع قد لايقتنع به بعض المتشددين الموسويينولكن علي الفوناه الخبير في الشأن الايراني في معهد "اميركن انتربرايز انستتيوت"يعقب على استطلاع بيلين ( 16 بالمئة فقط من الاذريين الايرانيين الذين من نفس اصل مير موسوي اعربوا عن نيتهم في التصويت لصالح موسوي مقابل 31 بالمئة لفائدة احمدي نجاد) .هذا جانب من الاستطلاع الذي اجري في واشنطن والمعلوم ان أراء المستطلعين الايرانيين كانوا في امريكا وبالرغم من ذلك ابدوا تاييدهم لنجادي على حساب موسوي اما والتر ميبين الجامعي في ميشغن فقد قام بفحص دقيق للنتائج مستخدما سلسلة ادوات احصائية صممت لرصد حالات التزوير يطلق عليها "تشريح الانتخابات".فمن خلال مقارنة معطيات 366 اقليما مع نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لسنة 2005، كشف ميبين ان نتائج السبت جاءت مطابقة للتوجهات الموجودة سابقا.وقال ان "فرز الاصوات الذي شاهدته كان واقعيا نسبيا غير ان ذلك لا يجعل احتمال التلاعب مستبعدا" موضحا ان نتائجه هو كانت ستكون اجمالا مطابقة للنتائج المعلنة حتى وان قامت الحكومة الايرانية بتضخيم الاصوات.اما علي الفوناه يقول على الحكومة الايرانية تقديم اثبات على ان الاقتراع كان سليما ولم يطالب المعترض على تقديم طعوناته بالانتخابات.
https://telegram.me/buratha