الباحث عمار العامري ماجستير تاريخ اسلامي
أن سماحة أية الله العظمى المجاهد شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم له الدور الكبير في حفط دور المرجعية الدينية وبقاء موقفها ثابت بوجه التسلط الدكتاتوري لطاغية العصر 1968- 2003 وهذا الدور جاء نتيجة موقف التحدي والصمود الذي قام به سماحة السيد شهيد المحراب، فقد عاش العراقيون سنين محنة وتسلط من قبل الطواغيت والجهلة أبان حكمهم الفاشي البعثي، وفي تلك الأيام العصيبة وقف زعماء الحوزة العلمية ومراجعها العظام أمثال الإمام أبا القاسم الخوئي والشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم وغيرهم من العلماء موقف المدافع والمحامي عن الدين والمذهب فأصبحت المرجعية الدينية في دور المواجهه المباشرة، أما الاستسلام للنظام والتوافق معه وهذا أمر محال أو تنهض بأعباء المسؤولية، ونظرا للتوافق في الرؤى والإفكار والتعاون في وجود المعطيات بين العلماء والمتصدين أنفسهم، فقد آثر مراجع الدين والعلماء المجاهدين ألا أن يكون هناك تخطيط دقيق ومبرمج ينقذ المرجعية الدينية والحوزة العلمية وشيعة أهل البيت- عليهم السلام- من السياسات العدوانية للنظام البعثي الذي خطط وبرمج لإنهاء دور التيار الإسلامي لاسيما الحوزة العلمية في العراق بإستخدامه عدة أساليب منها تسفير جميع العلماء والطلبة والشخصيات السياسية والاجتماعية الموالية للمرجعية الدينية بحجة عدم أمتلاكهم شهادة الجنسية العراقية وكان الهدف من وراء ذلك تفريغ الحوزة العلمية من رجال الدين والموالين وايضا استخدام الضغط على الحوزة العلمية بتوجيه التهم السياسية وتصفيتة اتباعها عن طريق الاغتيال او إعدام الآلاف من أساتذتها وطلبتها وسعى النظام ايضا إلى هدم الاوقاف الدينية كالمدارس الدينية والمساجد ومتابعة الانتساب للحوزة العلمية.
وهذه الامور وغيرها دعت المرجعية الدينية للبحث عن الحلول التي يصان فيها مقام المرجعية العلمية وويضمن الحفاظ على الحوزة العلمية وبقاءها الرافد المهم، فاخذت المرجعية الدينية في الداخل دور الصمود والصبر بوجه السلطات العراقية وهذا الدور تمثل بزعامة سماحة الإمام السيد أبا القاسم الخوئي - قدس سره- زعيم الطائفة 1970-1992 للمرجعية ولاستمرار في تقديم العطاء رغم ما قام به النظام من الابادة والقتل والتدمير والمحاربة وزج العملاء من جلاوزته داخل الحوزة لقيامهم بادوار الرقابة والاغتيال والتجسس والضغط النفسي الاجتماعي مما ادى إلى انخفاض عدد المنتسبين.
أما الدور التحدي والمواجهة للنظام من قبل المرجعية الدينية فقد تحمل اعباءه سماحة السيد محمد باقر الصدر والذي أخذ على عاتقه القيام بتفجير الثورة الإسلامية بوجه الكفر والإلحاد ولم يكن منفرد في رأيه فقد كان أمر تشاوري مع مجموعة من العلماء منهم السيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم والسيد مرتضى العسكري والسيد كاظم الحائري وغيرهم ليقودوا التحرك الاسلامي السياسي في الخارج فقبل أعلان الثورة التي كان من المؤمل أن يخرج السيد محمد باقر الصدر ليصلي في الحرم العلوي ويفجر شرارتها ألا أنه تريث مما قاد ازلام النظام لاعتقاله للمرة الأخيرة والتي نال فيها الشهادة، ليأتي الدور لعضده المفدى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ليحمل لواء التحرك الاسلامي السياسي والجهادي خارج العراق ويقوم بنشر أفكار الثورة وفضح سياسة السلطة فمنذ خروجه من ارض الوطن احتضن السيد محمد باقر الحكيم ابناء العراق الذين هجرهم أو هاجروا من جور النظام الدكتاتوري وليكن القائد والزعيم لكل العراقيين بدون استثناء وبعد أن بدأت السلطات في العراق بتنفيذ جرائمها وانتهاكها لحقوق الانسان وسعى السيد شهيد المحراب إلى إعادة تأهيل القوى السياسية تحت لواء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ليكون الخيمة التي تجمع كافة التوجهات وسعى من خلال المؤتمرات والتجمعات العامة التي تطالب بارجاع حقوق الشعب العراقي المسلوبة كما فضح جرائم النظام اتجاه العراقيين في الأنفال والانتفاضة الشعبانية وتجفيف الاهوار في الجنوب وعمليات القتل والابادة والاغتيالات التي طالت العراقيين في الداخل والخارج كما طاب في المحافل الدولية والإقليمية بضرورة بناء الدولة العراقية الجديدة المستندة على دولة المؤسسات وإيجاد الدستور العراقي وتشكيل البرلمان الممثل لكل الطيف العراقي والسير على خطى المرجعية الدينية.
وعند عودة سماحته الميمونة بعد سقوط النظام العراقي سارع ليسلم راية الجهاد والثورة والتضحية والتحدي للمرجعية الدينية والتي حفظت الدين واحكامه بالصبر والصمود طيلة العهود السابقة، وبذلك اثبت سماحة السيد شهيد المحراب انه قد ادى الدور الشرعي والوطني اتجاه العراق والعراقيين في قيادة مرجعية التحدي والجهاد ليبقى للتحرك الاسلامي السياسي دوره البارز في مواجهة النظام العراقي حتى زواله.
https://telegram.me/buratha