المقالات

اضخم عمل تراجيدي عراقي في رمضان

1464 19:32:00 2008-09-17

( بقلم : باسم حاتم الحطاب )

شهر رمضان هو موسم لاعمال شتى منها العبادية و منها الاجتماعية و منها السياسية و منها الفنية التلفزيونية بالذات . و كما هو متعارف ، تقوم معظم القنوات و مؤسسات الانتاج التلفزيوني بانتاج مسلسلات جديدة في كل عام لعرضها خلال ايام شهر رمضان المبارك . و تتنوع هذه المسلسلات ايضا بحسب القناة المنتجة لها و بحسب توجه القناة ، فهذه القناة تعرض مسلسلا تاريخيا بينما اخرى تعرض مسلسلا كوميديا و الاخرى سياسيا او اجتماعيا و هكذا و لعل اهم الاعمال الدرامية في هذا الشهر و الذي حاز على اوسع متابعة جماهيرية و مرشح لأن يفوز باقوى الاعمال وتجاوز في حبكته اهم المسلسلات القديمة و الحديثة فقد تجاوز كل اعمال صباح عطوان بل تجاوز حتى ثلاثية نجيب محفوظ (قصر الشوق – بين قصرين – السكرية) و تجاوز ايضا كل ما كتب اسامة انور عكاشة و محمد جلال عبد القوي من المصريين و تجاوز ثلاثية باب الحارة و جميع المسلسلات السورية الاخرى . هذا العمل هو عمل عراقي صرف و لا اعلم لماذا لم تسلط عليه الاضواء بحيث يعرض في جميع القنوات العراقية ، انها ثلاثية بلغ انتاجاها مليارات من الدولارات ؟؟؟؟؟ نعم مليارات الدولارات و لست مخطئا بهذا الرقم ، انها ثلاثية (وزارة الكهرباء –وزارة التجارة – وزارة النفط) .

و مع كون هذا العمل الكبير عملا تراجيديا لم يرق اليه عمل لكن اقلام النقاد لم تستطع ان تكتب عنه بقدر ما يستحق من المقالات النقدية . لقد توزعت ادوار البطولة في هذا المسلسل على ثلاث ابطال فليس هنالك بطولة مطلقة كما هو الحال في المسلسلات التقليدية ، و لا يمكن لاي ناقد ان يقول ان بطولة هذا الوزير اقوى من الاخر ، فالسيد وزير الكهرباء لا زال في المقدمة لفترة طويلة لاستمراره بالتصريح بان الكهرباء ستتحسن حتى دخل عدد تصريحاته موسوعة غينيس للارقام القياسية كاكبر عدد للتصريحات بعد ذلك اطل علينا البطل الثاني بمفاجأة كبرى الا وهي نصف كيلو عدس ظل يراودنا كحلم في ايام هذا الشهر الفضيل و لسان حال السيد وزير التجارة يقول (التتواعد بيه احسن من التاكله) و لو استعجل السيد الوزير بتوزيع هذه المادة كما استعجل باعادة الرفاق البعثيين من اعضاء فرقة و اعضاء شعبة حين كان وزيرا للتربية لما كان لدوره في هذا المسلسل تلك القوة لذا فقد اصر خلال لقاءاته التلفزيونية و مؤتمراته الصحفية ان المادة سيتم توزيعها بداية الشهر الفضيل و كذلك مادة طحين الصفر لعمل الكليجة و لم تستطع حواشي السيد الوزير باقناع ديواني الوقف السني و الشيعي بتاجيل شهر رمضان الى حين وصول العدس و طحين الصفر ، اما البطل الثالث الذي لم يقل شأنا عن سابقيه فهو لا يزال غارقا في غفوته منذ استلم وزارة النفط و لا يعلم ماذا يدور في الشارع من تلاعب و ازمات في محطات تجهيز الوقود و الباعة المتجولين و دفاتر الوقود التي علقناها في بيوتنا للبركة فضلا عن الذي يدور خلف الكواليس من تاخير صرف مبالغ الشركات المستحقة و التي تصرف رسميا لكنها تظل بايدي موظفين كبار في الوزارة يشغلوها في السوق لسنة او سنتين لتدر عليهم ارباحا كبيرة و لا يسلموها للشركات المستحقة الا بعد اللتيا و التي .

و لا يزال المواطن العراقي (المشاهد و المتابع لهذا المسلسل) يعيش احداث المسلسل اولا باول و لا يضيّع اي حلقة منه لانها لا تحتاج كما باقي المسلسلات لجهاز تلفزيون لمتابعتها ، و لا يزال يعيش احزانها يوميا حتى وصل الامر به الى الاعتقاد بان حلقات هذا المسلسل لن تنتهي و تستمر كالمسلسلات التركية و المسلسلات المكسيكية المدبلجة و التي قد تستمر لسنوات في اغلب الاحيان تتخللها بعض الفواصل الاعلانية ، و في مسلسلنا ايضا هنالك فواصل اعلانية فقد نرى تشغيل الكهرباء لفترة طويلة تستمر الى ساعة و خمس دقائق ثم تاتي فاتورة الكهرباء بمئات الالاف من الدنانير حيث لا تدري هل هي كذبة نيسان ام هي غرامة لانك تلعن العاملين في الوزارة يوميا و قد ياتي الطحين بنوعية جيدة لمرة واحدة خلال السنة ومن الممكن ان نرى حصة شاي جيدة كمفاجأة اثناء عمر الوزارة و قد يهبط سعر النفط و الغاز و يقل ازدحام السيارات على محطات تعبئة الوقود مرة او مرتين خلال العام الواحد و كل هذه هي فواصل اعلانية للتذكير بان الوزارات لا زالت موجودة و تمارس عملها التراجيدي بكل صلافة .

و لا اريد ان اتطرق الى ادوار الكومبارس في هذا العمل كي لا اطيل على القارئ و لكني اعتقد ان المسلسل سيفوز بعدة جوائز و منها جائزة اطول مسلسل تراجيدي ، جائزة افضل سيناريو ، جائزة افضل اخراج ، جائزة اضخم انتاج ، جائزة اكثر مسلسل ازعاجا لمتابعيه ، جائزة التسويف الكبرى (و طبعا معروف من سيتنافس عليها) ، جائزة افضل موسيقى تصويرية حيث ستقدم للمتابعين لانينهم المتواصل و آهاتهم ، و قد تستحدث جائزة جديدة لافضل مؤتمر صحفي يتنافس عليها الابطال (عفوا الوزراء) الثلاثة .

و هنا لابد لي من ان الفت نظر السادة اعضاء مجلس النواب و السيد رئيس الوزراء الى ان هذا المسلسل سيقضي على كل ما تحقق من انجازات حققها و يسعى لتحقيقها كل الشرفاء الذين انتخبناهم بدمائنا قبل ان ننتخبهم بصناديق الاقتراع خصوصا ما تحقق منها على الصعيد الامني و على المستوى المعيشي للفرد العراقي فضلا عما بدأ يتحقق على مستوى الاعمار و المؤمل ان يتحقق على صعيد الخدمات و كذلك الانجازات في المجال الدبلوماسي و لا انسى التشريعات و القوانين التي تصب في صالح المواطن بشكل خاص و البلد بشكل عام و غيرها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن صابر
2008-09-17
كلامك صحيح وقد قرأت في احد الصحف تبجيل لهؤلاء وقد كتبت موضوع لرد على الجريدة هذا نصة_____جريدة البينة الجديدة واعتراف وزير التجارة_______نشرت جريدة البينة الجديدة ليوم الثلاثاء 9_9_2008__على صفحتها الأولى خبر بعنوان_وزير التجارة يعترف_لاعرف وأنا أقرأ ماجاء في المقال تذكرت ماكان يكتبه صحفين هدام بعد ان يجتمع بهم ويملأ اجيبوهم من اموال المظلومين فينبروا في اليوم الثاني في مدح وتمجيد الطاغية على حساب دماء ودموع اليتامى والثكالى فكانوا يكتبون من غير أي وازع لضمير فهم اتخذوا مهنتهم لتكسب حتى لو كان على حساب اهلهم المهم المال قبل كل شيا حتى ولو كان على حساب شرف مهنتهم او شرفهم .يقول كاتب الخبر (كان الشاعر سمير صبيح يصدح وينبقد الجوع؟ والوزير يصغي ويصفق!_____نعم اوصلنا الحصة التموينية لكل ركن في العراق المذبوح !؟)هذا بعض أقتباس مما كتب وطبعا المقدمة كانت شاعرية وكثير من الاملاح الوطنية كيف لا وهو يريد ان يقنع الجياع الذي من اجلهم كاتب المقال حضره الأمسية الرمضانية ومائدة السيد الوزير الرائع كما تصفه الجريدة والمجاهد والمتفاني والبطل الذي أنا أصفه ولكن كاتب المقال لم يخبرنا هو وجريدته ماذا قدم الوزير الرائع في مائدته الرحمانية التي جمعت هم العراقيين الذي يحمله السيد الوزير الرائع عبد الفلاح السوداني وهل كانت مائدته العامره متكونة من مفردات الحصة التمونية الذي يوزعها الوزير الرائع على أفراد الشعب العراقي الجاحد؟الذي لايسأل كيف يستطيع عبد الفلاح السوداني الرائع يوفرها لهم وكم ليلتا يسهر كي يلملمها كاملة ويتحفى كي يوصلها لابعد فرد في العراق الذي ذبحة في أمسيته الرمضانية الرائعة وايضا لم يخبرونا بعد ان امتلأت كروشهم وتلطخت افواهم من دماء هذا الشعب الذي يتاجروا بقضيته هل أغتسلوا بصابون الحصة الذي يوزعه عبد الفلاح السوداني على العراقيين وهل سألوا ذلك الرائع لماذا ضيع الشعب العراقي الشهور التي بلعها ذلك المسكين وزيرنا الرائع وهل سألوه لماذا بعد كل تضحياته من اجل شعبه لم تجد احد راضي علية سوى من حضر مائدته هل سألوه وسألوا انفسهم هل احدا قال له حينما كان يصفق لماذا تعداد حمايتة اربع مئة فرد راتب الواحد منهم 1350 دولار شهري وماذا فعل في قضية المعجون الذي استوردة اخية ام عند البطون تعمى العيون ان وزيركم الرائع قد اشترى ذممكم في عشاء ومليون دينار وقد بعت شرفكم وشرف المهنة بثمن بخس فأنتم من دون العالمين تدافعون عن سراق الشعب العراقي مثل وزيركم سارق الحصة وزيركم الكهربائي الذي شبهتموا كذبا ونقاقا في احد مقالتكم بالشهيد حبيب الفقراء عبد الكريم قاسم رحمه الله ان الشعب العراقي لا تمر عليه تلك البهلونيات ومناطيد الكذب فمهما تحاولون ان تجملوهم فهم قبحاء واعلموا ان فطوركم مع الوزير الرائع وما اطعمكم به كان من السحت الحرام وأخير هل كنتم انتم وسيادة الوزير صيام؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك