المقالات

مذكرات مليشياوي سابق – الحلقة الثانية

1244 12:31:00 2008-09-06

( بقلم : أحمد مجبل العراقي )

كان صباح مدينة الصدر كغيره من الصباحات التي تفتتحه الدوريات الأمريكية بوابل من القصف و الإطلاقات يمينا و شمالا آنذاك قبل أن تنتقل هواية الافتتاح النارية إلى المساءات المظلمة . اتصل بي الشيح ( م. الطائي ) و قال أن لدينا واجب من المكتب و علي المسارعة بالذهاب إلى مكان حدده بشكل غير دقيق . كنت أظن أننا سنقوم بمقاومة إحدى هذه الدوريات التي على الأرجح أنها جاءت لاعتقال بعض الأخوة في الجيش . و لكن تبين لي خلاف ذلك بعد أن وجدت المجموعة التي أنتمي إليها وهم يفكرون بانهماك كيف يمكن اقتحام العمارة .. سألت أية عمارة ؟ فقال لي أحدهم العمارة بقرب الساحة التي يوجد فيها دكان الحلاقة الشهير العائد لأحد عناصر جيش المهدي .

كنا نحمل قاذفات يدوية و أسلحة خفيفة و عني فلم يتغير سلاحي كانت بندقية الكلاشنكوف العائدة لأخي هي سلاحي الوحيد و أما العتاد فقد تم تزويدي بثلاثة مخازن في تلك المهمة . اقتربنا بسيارات عائدة لشيوخ في المكتب و مباشرة قمنا باقتحام العمارة . لم يجر تنفيذ أية خطة من الخطط التي اجتهد كل واحد من عناصر المجموعة بإلقائها على الآخرين .. و الحقيقة أن القضية لم تكن بحاجة إلى خطة فالمطلوب هو تصفية أحد عناصر الجيش قيل أنه ينتمي إلى ما يسمى الفرقة القذرة و السائد أن أغلب هؤلاء هم إما من عناصر مخابرات صدام و اغلبهم سلفيون طائفيون أو من المجرمين الذين تم إطلاق سراحهم من السجون قبل الحرب . ارتقينا سلمين و أصبحنا بمواجهة شقة الشخص المطلوب ، أحد عناصر المجموعة و اسمه طاهر سار إلى الأمام عدة خطوات ثم طفق يركض ليركل الباب بشدة و لكن لم يفتح و هنا شعر الجميع أنهم في نص المعمعة التي بدأت فانهالوا بالركل جميعا و كنت بالطبع واحدا منهم على الباب إلى أن تم فتحه .. لحظة اقتحام المنزل كانت تشبه بالنسبة لي مشهدا من مشاهد الأكشن الأمريكي .

كان واضحا على أصحاب البيت أنهم أثرياء قياسا لحال أغلب العوائل و الأسر في المنطقة ، و كان بمقدوري أن ألمح صورة السيد آية الله علي السيستاني معلقة على الجدار المقابل لباب الشقة . بقيت مشدوها و استولى علي خوف رهيب بينما سارع بعض من كان معي إلى الانتشار في أجزاء الشقة ، و أخيرا سمعت عدد من الإطلاقات النارية و على أثرها خرج الشيخ الطائي وهو يطقطق بإصبعه و قد عرفت فيما بعد أنها الإشارة المعتادة له التي تعني نجاح العملية . عدنا دون أن يعترضنا معترض فحتى دورية الشرطة التي كانت قريبة من المكان بقي أفرادها يتأملون منظر دخولنا و خروجنا دون أي سؤال أو اعتراض . في طريق العودة سألت شاب صغير كان يجلس إلى جانبي عمن هذا الذي قتلناه ؟ فأجاب أنه يعمل في الفرقة القذرة . فقلت و لكن رأيت صورة السيد السيستاني . فصمت و لم يجب و اكتفى بنظرة لم أعرف معناها .

 أعترف أنني في تلك اللحظات كنتُ ابحث عن المبررات التي تقنعني بما قمنا به و بصحته و شرعيته و أقوى هذه المبررات التي سقتها لنفسي هو ان من قتل الرجل الذي حتى لم أره هو الشيخ فهل يخطئ الشيخ و يقتل بدون سبب ؟ مستحيل و هذا المبرر هو الذي بررت به الكثير من الجرائم التي ارتكبها بعض الشيوخ في جيش المهدي بل و قام بها أفراد المجاميع التي عملت معها . و هنا ليس دفاعا عن نفسي أقول أنني طيلة عامين لم أقم بقتل شخص أبدا و الله على ما أقول شهيد . حادثة كنتُ فيها قريبا من قتل أحد الأبرياء سأقصها في حلقة قادمة و هي لا تخلو من الطرافة .

أحمد العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد العطواني
2008-09-06
الله يخليك ليش انت الا تقتل بيدك انت مشترك بالقتل وتعامل شرعا كقاتل
بنت المرجعية
2008-09-06
السلام عليكم :اقول للملشياوي غفر الله لك هل ضميرك مرتاح الان وانت وتقول لم اقتل احدا الا تعلم ان الجيش الذي جمع لقتل الحسين (ع)في جهنم مع العلم انهم لم يقاتلوا كلهم وانما السبب في سوء عاقبتهم هي كثرة السواد لصالح جيش يزيد وارعاب النساء والاطفال .وانت غير معذور لأنك التقيت بمقتدى ورأيت جهله وعدم اهليته .فكف عن كتابة بطولاتك لاننا اولا نعرفها كلها ولا داعي لازعاجنا وثانيا بدورنا كعراقيين متضررين منكم لن نسامحكم فقد اوصلتم العراق الى وضع مأساوي. ارجو نشر تعليقي ففي القلب قذى وفي الحلق شجى .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك