المقالات

الساسة والناسور..!

396 21:18:00 2013-07-02

 

السياسة كالعملة، بوجهين، وجه يعنى بالشأن النظري، والوجه الثاني يهتم بتطبيقاتها..الأول تأسيسي، والثاني نتيجة..وهي بالأساس مشروع بالتطبيق يتحول الى إنجاز...العملة الممسوح أحد وجهيها لا يتم التعامل بها في سوق التبادل السلعي القائم عبلى قاعدة النقود مقابل الكبضائع، فالباعة لا يقبلونها، وعندما يغيب أي من عنصريها (النظرية والتطبيق)، تفقد السياسة معناها..

السياسة مدخلات ومحرجات، المدخلات هي الأطر التنظيرية، والمخرجات هي التطبيقات، فإذا بقيت بحدود الأطر التنظيرية تتحول الى ثقافة سياسية، وإذا أقتصرت على الممارسة التي لا تستند الى أطار تنظيري، تحولت الى فوضى ،وهذا هو ما نعيشه فالـ ( زعامات) السياسية تتعامل بالسياسة بوجه واحد فقط من وجهي العملة، وأقتصر مفهوم السياسة لديها على الممارسة المدعمة بسيادة تفكير التغالب..

التغالب هو الآخر  يحتاج أيضا الى تدعيم، ولذلك يرفع الساسة شعارات مرتبكة ومربكة في آن واحد، والشعار يحتاج الى مفاهيمية، لكنها هي الأخرى غائبة في معظم الأوقات، وغياب المفهوم يؤدي الى فشل المنجز، ولذلك وبمراجعة بسيطة لما أنجزه ساستنا، نجد أنهم لم ينجزوا شيئا أكبر من الفشل..!

فمن لا يمتلك رؤية ولا مشروعا، ويرفع شعارات يجهل معناها، ولا يتوفر على خطة لإنجازها عمليا، ولا يستطيع تشغيل خياله للتفكير في الأساليب التي تنسجم مع طبيعة مرحلته، بما يكفل تحويل الشعار الى واقع. لا ينجز شيئا أكبر من الفشل..!

ولأن المفاهيمية غائبة عن ساحة الساسة، ولأنهم لا يفكرون ولا يريدون أن يفكروا أو يتعبوا أنفسهم بالتفكير، فإنهم يخافون الثقافة والمثقفين، ويسعون لإبعادهم، تجنبا من أن يبدون أقزاما أمامهم..!

نفور الساسة من الفكر والتفكير مشكلة عصية حولتهم الى أشباه أميين، والمحصلة خطيرة جدا، لأن من لا يفكر سيكون عدوا طبيعيا للفكر والمفكرين، وتؤكد هذه المحصلة الخطيرة على أستحكام الرغبة بإلغاء العقل وإستبعاد العقلنة والشفافية والقيم النبيلة، والمخرج النهائي لهكذا واقع هو سيادة القبح والفساد..

ونظرا لافتقار الأحزاب والساسة لمشروع فكري وعجزها عن الفعل، فقد إستبعدت صناع الرأي وفتحت أبوابها للقيادادت الأجتماعية الوهمية..وهو موضوع كبير سنتناوله بجرأة في قابل ألأيام، وسنتعرض بسببه لمشكلات ومواجهات أخذنا إحتياطاتنا لها مسبقا..فهذه القيادات الأجتماعية الوهمية تعج بها اليوم صالونات الأحزاب والقوى السياسية، وهي من حيث طبيعتها، تتعارض مع المفهوم الحديث للحزب، كما أنهم لا يقبلون بالحداثة ولا بالديمقراطية، وهم يستعملون الغطاء الحزبي للحصول على الامتيازات، وفي أفضل توصيف لهم فإنه يمثلون ناسورا في مؤخرة تلك الأحزاب...!

كلام قبل السلام: أحيانا أصارع نفسي بشكل سادي ولكني أنتصر في النهاية..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
saad al-zaidy
2013-07-03
نعم ألف مرة هكذا هم أغلب ساسة العراق حقيقة لا يختلف عليها اثنان وعلى نخب العراقيين من المثقفين تقع مسؤولية كشف الحقائق وتوعية الجماهير حتى وأن تتعرضون الى المخاطر هذه مسؤوليتكم ولا نعذركم ولكن ندافع عنكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك