المقالات

تسليح المعارضة السورية: كارت شحن مدفوع الثمن لإستمرارية الصراع..

510 22:16:00 2013-06-17

 

قاسم العجرش

لا يثير قرار الإدارة الأمريكية الأخير بتسليح المعارضة المسلحة في سوريا الاستغراب لدى الذين يفهمون قواعد اللعبة السياسية الأمريكية.. فتلك القواعد بنيت على أسس لم تتغير منذ أن قعدها الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها أخذت بعدها الدولي منذ عام 1918،حينما قدم الرئيس وودرو ويلسون للكونغرس الأمريكي في ذلك التاريخ مبادئه الأربعة عشر الشهيرة والتي كرست الهيمنة الأمريكية لقرن من الزمان تلا ذلك التاريخ.. ..

إن المفارقة هي ان أمريكا وهي تدعم الكيان الإسرائيلي بالمال والسلاح وتدعم الاحتلال الإسرائيلي في تهويد الأرض العربية الفلسطينية وتهويد القدس خدمة لمصالحها، تقوم بذات الوقت بدعم مسلحي المعارضة السورية بالسلاح..فهل بات هؤلاء جزء من قواعد اللعبة الأمريكية، بمعنى هل أصبحوا برغي في الآلة الأمريكية؟ الإجابة واضحة جدا وستكون نعم، ولكن بلحاظ أن قرار تسليح المسلحين السوريين سيكون بخدمة المصالح الأمريكية أولا وأخيرا، وستتيح لنا أن نفهم العلاقة الوشيجة التي تربط هؤلاء المسلحين بالكيان الصهيوني ، وسنجد تفسيرا معقولا لعدة أحداث جرت في المنطقة ولم تأخذ حقها من التحليل..

فخلال الشهرين الفائتين جرت أحداث كبرى في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا..قصف إسرائيلي لمركز أبحاث سوري مهم في جرمايا قرب دمشق، وكل الدلائل تفيد أن اليورانيوم المنضب قد أستخدم في عملية التدمير لهذا المركز..مذابح مروعة قام بها الإرهابيين في سوريا بدوافع طائفية مكشوفة، إستهداف لمناطق داخل لبنان في منطقة الهرمل وبعلبك الشيعية، حصار وقتل مستمرين مناطق شيعية أيضا قرب حلب هما نبل والزهراء، جريمة مروعة بحق سكان مدنيين شيعة في قرية قرب دير الزور بسوريا لم يسلم منها حتى الأطفال، إنتصار كبير للقوات المسلحة السورية بمشاركة وإسناد من حزب الله في مدينة القصير، أستحضارات كبرى للجيش السوري لإعادة حلب الى حضن الدولة، والأنباء تقول أن التالي سيكون أدلب ودير الزور والرقة....

وعودا على بدء، فإن أمريكا والغرب تورطوا الى مدى بعيد بالمشكلة السورية، ولم يعد ممكنا لهم الألتفات الى الخلف، وتدخلهما بانت حقيقته، والهدف الذي لم يعد خفيا من هذا التدخل هو من تحقيق الأمن والحماية للكيان الإسرائيلي

أمريكا بعد أن استشعرت الخطر المحدق بمصالحها، وبمشروعها للشرق الأوسط الجديد  وبامن ربيبتها إسرائيل، أضطرت الى إعادة حساباتها بعد خسارتها وحلفائها في معركة القصير، وهي تتخوف من إعصار حلب وادلب ودير الزور والرقة ،سيما بعد إتضاح المواقع وتيقنها أن سوريا لن تكون بمفردها في قتالها ضد الأصطفاف الصهيوني ـ السلفي ـ الخليجي مع المسلحين الذين قدموا من 82 دولة على الأقل.. فاللعب بات على المكشوف، وإيران ما فتئت تعلن أنها لن تسمح بسقوط الأسد ، وروسيا أيضا أتخذت موقفا لا رجعة فيه بهذا الأتجاه، وحزب الله بكل خبرات القتالية يقف صلابة الى جانب الجيش العربي السوري، والشيعة في كل مكان من العالم لن يسمحوا بتكرا مشهد تفجير قبة الإمامين العسكريين"ع" في سامراء مع السيدة زينب"ع" بدمشق،..وفي المقابل فإن الرئيس الأمريكي اوباما بات يرى بوضوح الخسارة المحدقة التي ستلحق بأمريكا والغرب وحلفائها من المستعربين في الشرق الأوسط في حال نجاح الجيش العربي السوري بالانتصار على المؤامرة الأمريكية الصهيونية التي تستهدف إسقاط سوريا..ولذلك ضمن محاولات الخروج من  المأزق، أخذت الإدارة الأمريكية تروج لفكرة ثبوت استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي وهي ضمن ذرائع كاذبة ومفبركة اعتدنا عليها من الإدارات الأمريكية حين ترغب بالتدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول، وفي الذاكرة القريبة فان مثل هذه الفبركة والادعاءات الكاذبة كانت وراء غزو واحتلال العراق، لكن أمريكا تدرك أن سوريا ليست العراق، وهي لن تجرؤ على غزو سوريا بشكل سافر، لذلك فإانها  تدفع الى  استمرارية الصراع بواسطة وكلائها للاستمرار في أعمال القتل والتدمير في سوريا، عبر تزويدهم بالسلاح وإمدادهم بالمال والعتاد بهدف تدمير سوريا وإسقاط ألدولة، ضمن مخطط تعاضدت على تنفيذه أدواتها بالمنطقة ، ونشهد حراكا واسعا في هذا ألاتجاه، ومصاديق هذا الحراك كثيرة ومعلنة..ومنها مؤتمر علماء القرضاوي في القاهرة الذي أعلن حربا مكشوفة وعلنية ضد الشيعة..

 

قبالة هذه الأحداث السورية ثمة أحداث دولية ولكن بأصابع أمريكية..!

وقراءة أحداث مثل الفوضى التي تسعى أمريكا وعملائها لإحداثها في اليمن،  وفوضى السلاح في ليبيا، وتونس وما تواجه مصر من مصير قاتم، والفوضى التي أستحكمت  في مصر، والتي تأتي ضمن مخطط التحكم بالإرادة المصرية، ودفع إثيوبيا ومساعدتها لبناء سد النهضة، وبما يزعزع الأمن القومي لمصر،

بدفع ضمن الضغوطات التي تمارس على القيادة المصرية للقبول بتزويد إسرائيل بالمياه من نهر النيل..

إن حقيقة كارتات الشحن مدفوعة الثمن بالشأن السوري، عبر التدخل الأمريكي الغربي وعبر الدعم اللا محدود الذي تقدمه تركيا ودول الخليج، يدفعنا للتساؤل عن أسباب إحجام هذه الدول عن دعم الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.. حيث لم نلمس دعما حقيقيا قدم للفلسطينيين طوال فترة الصراع المستديم مع الكيان الإسرائيلي..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-06-18
لو اخذنا قراءة بسيطة للاحداث الجارية في سورياوتمحصناها جيدا وتحول الصراع من اسقاط النظام الى مشروع عام ابعد من سوريا ابادة الشيعة في كل مكان هل تنبة سياسينا الى هذا الخطر قبل وقوع الاحداث هناك ام ان نظرهم لم ينعدى اسوار المنطقة الخضراء وربط الفساد في صفقات الاسلحة واخرها الاسلحة الروسيةباحداث سوريا لكى يبقى الجيش العراقي ضعيفا لايملك السلاح المتطور للدفاع عن وحدة العراق ولامجابهة السلاح الحديث الذي يملكة التكفيريين من السلاح الامريكي والاوربي والصهيوني - نايم ياشليف الصوف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك