المقالات

إن مع العسر عسرا..إن في الضمير يسرا..!

431 23:17:00 2013-06-01

 

لم يكن العسر الذي نحن فيه قد حصل فجأة، حتى نأمل أن نتخلص منه فجأة أيضا وبيسر، فعسرنا عملية بنائية أستمرت منذ أمد ربما لا تستشرفه عيون أكثرنا..عسرنا عمره بعمر وجودنا، وعمر جودنا الحقبي يقاس بأكثر من ألف من السنين، هذا على المدى التأريخي الذي تعايشنا معه، لكن من المؤكد أن عمر عسرنا الراهن يمتد الى بدايات تشكل الدولة العراقية في أوائل القرن الماضي..  

عسرنا يمكن تفكيكه الى محطات، في محطتنا الراهنة وهي الأكثر إعسارا، أمضينا وقتا عمره قرابة عشر سنوات، حتى طارت السكرة منا وجاءت الفكرة..فبعد عشر سنوات من خلاصنا من نظام صدام أكتشفنا أننا لم نتخلص من صدام ونظامه، وأننا دخلنا نفق الضباع الذي ليس له سوى مخرج واحد، لا يقودنا إلا إلى حلق الضبع الذي كمن لنا داخل النفق، فقد هالت ضباع أخرى التراب على المدخل خلفنا...!

وهكذا وجدنا أنفسنا في ورطة كبيرة تقتضي بحثا عن حلول بحجمها، حلول تؤدي الى نتيجة واحدة لا غير، لكنها نتيجة مركبة من ثلاثة عناصر، الأول أن لا نقع فريسة سهلة للضبع الذي داخل النفق، والثاني أن نؤمن طريقا لخروجنا بعد أن هيل التراب خلفنا، والثالث أن نتخلص من الضباع التي تنتظرنا خارج النفق...!

معنى هذا أن علينا قبول الدخول في معركة من نمط خاص، فأمامنا تحد بحجم وجودنا، يمكن إختصاره بالمقولة التاريخية التي لطالما كررها كثير من الشعوب التي واجهت مشكلات مثل مشكلتنا، وأعني به تحد الدخول في معركة الحياة أو الموت..

ويتعين أولا أن نتفحص أدواتنا التي سنستعملها في هذه المعركة،  فمعركة الحياة أو الموت تتطلب أدوات صالحة وليست مستهلكة مثل التي نمتلكها الآن!...

فعناصر المشهد السياسي الراهن قدمت كل ما أستطاعته، وأجتهدت بحسن نية أو بدونها! والذي وصلنا إليه هو كل الذي عندها، وما عاد في أقواسها غير نبال قليلة تحرص عليها ليوم عسرها لا ليوم عسرنا..! وتلك هي المفارقة..فقد نحت أدواتنا السياسية منحى المحافظة على وجودها، لا منحى المحافظة على وجودنا..أي ـ بالعربي الفصيح ـ حصل إنفصال بيننا وبينها، وأوصدت الأبواب بوجه مستقبلنا..ويوما بعد يوم ونتيجة لإزدياد مسافة الإنفصال بيننا وبين أدواتنا السياسية، يصعب الإتصال والتواصل، وكلما زادت المسافة ينشغل طرفي الإتصال كل منهما بهمه..!

نحن نريد المستقبل، وأدواتنا تريد حاضرها متعكزة على ماضيها! هذا الماضي الذي بدا هو الآخر منفصلا عن واقع تلك الأدوات..ّ! فالذين ضننا أنهم كانوا يقارعون الطاغوت من أجلنا خيبوا أملنا، وأتضح أخيرا أنهم كانوا نعم يصارعون الطاغوت، ولكن على كرسيه ليس إلا..!

و هكذا أكتشفنا أنه لا بد من قيامنا بفتح الأبواب الموصدة،وقبل فتح الأبواب المغلقة علينا أن نهيء مفاتيح تناسب أقفالها..وبدلا من أن نستعمل أكتافنا لفتح الأبواب، علينا أن نستخدم المفاتيح لفتحها، ستقولون أن المفاتيح قد ضاعت وسيقول الشعب أبحثوا عنها فهي موجودة هنا في ضميري..

كلام قبل السلام: هل مثل الحوار مفتاح للأبواب..؟..إن مع العسر عسرا..إن في الضمير يسرا..!

سلام..

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك