المقالات

أقليم بأدوات خارجية وصناعة محلية

345 22:09:00 2013-05-29

علي الغراوي

شهدت التفجيرات ألأخيرة حالةً يبدو أنها غير مألوفة لدى البعض من حيث عملياتها وطريقة أستهدافها للأبرياء , فألأرهاب أستجمع قوته تحت أجواء ساخنة يسودها مخاطر التقسيم والتجزئة ونشوب الحرب ألأهلية , هذه ألأجواء شارك في أفتعالها بعض من هم في قبة البرلمان الذي بدأ مشروع التقسيم هو بمثابة الحلم لديهم , أما السلطة التنفيذية فأثبتت عجزها عن معالجة الخروقات ألأمنية والتصدي لمشروع التقسيم الذي تندد به ألأقلية في المناطق الغربية.بعد أن حصدت التفجيرات أرواح العراقيين ألأبرياء , أخذ من يتحمل المسؤولية على عاتقه التصريحات بوجود خروقات أمنية , وأخيراً جاء الحل لمعالجة الخرق ألامني ! , كان من ضمن هذه الحلول هو تغيير بعض القادة العسكريين كخطوة للتخلص من أختراق ألاجهزة ألامنية , فأذا كان التغيير في القادة ناتج عن تقصيرهم في ألأداء ألأمني فألأرجح هنالك محكمة تستجوبهم لمعرفة أسباب التقصير ومحاسبتهم , واذا كان هذا التغيير ينصب في السيطرة على الوضع ألأمني فالخروقات مستمرة والتفجيرات في كل مناطق العراق وهنالك العشرات من المواطنين يتساقطون بسبب ألأنفجارات التي تحصل هنا وهناك حتى بعد تغيير القادة العسكريين . أن خطر التقسيم والتداعيات بألأقاليم تزداد أضطراباً , وهنالك أسباب وعوامل ساهمت بشكل كبير على تفاقم هذا الخطر , فمطالبة ألأقلية في المناطق الغربية بألأقليم بعد أن كانت هذه المناطق هي من حاضنات ألأرهاب , وكذلك ما يشهده الصعيد ألاقليمي في سوريا من صراعات دولية جعلت من بعض الدول المجاورة أن تغير سياستها أتجاه العراق بدعم المظاهر المسلحة والمشبوهة من أجل تحقيق مكاسبها , أضافة الى ذلك أن من أهداف القاعدة والبعثيين من خلال التفجيرات ألأخيرة هو زرع حالة اليأس في المواطن العراقي ومن ثم أضعاف مبدأ التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي , وبالتالي الضغط عليه من أجل تشكيل ألأقاليم لكي تستحوذ القاعدة على مساحات تنطلق من خلالها لتحقيق أهدافها كما هو الحال في المناطق الغربية من العراق , كما ان تورط بعض البرلمانين في دعم مخطط التقسيم وألألتفاف حول ما تصدره بعض الدول من مشاريع تهدف الى التجزئة جعل السلطة التشريعة في حالة تنازع وصراعات داخلية تؤثر سلباً على المشهد السياسي نحو القبول بألأقاليم كوسيلة لأستقرار الوضع الداخلي ! , كل هذه العوامل أصبحت واضحة لدى الجميع ومن يدفع الثمن هو المواطن العراقي البسيط وما على الفقراء ألأبرياء ألأ أن يرفعوا أيديهم الى السماء سائلين الله (عز وجل) أن يرفع عنهم هذا البلاء , فسفك الدماء يبدو لذةً عند الظالمين , كما جاء في محكم كتابه المجيد "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ " .ما لا يغيب عن عقلية المواطن العراقي هو أن هنالك أقلية تريد أن تفرض نفسها على أغلبية , هذه ألأقلية توجد ضمن مساحتها أغلبية صامتة تحت ضغط مجاميع القاعدة والبعث , ربما هنالك تساؤلات تطرح نفسها , فمن المستفيد من تشكيل ألاقليم هل ألأغلبية الصامتة أم ألاقلية المتمثلة بالقاعدة والبعثيين ؟ كما أن مجاميع القاعدة طردت من المناطق الغربية على يد أبنائها فلماذا عادت ؟ وما غايتها من التنديد بتشكيل ألأقليم ؟ لا شك أن ألأجابات واضحة و بعيدة عن التكهنات , قبل أن نخوض يجب أن ندرس وعندما ندرس يجب أن نتمعن جيداً .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-05-30
عاشت الوحدة التي تحصد الابرياء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك