المقالات

الأبواب الموصدة والباب المفتوح .!

583 12:26:00 2013-05-29

صادق العباسي

في تلاطم امواج الصراعات والازمات المستمرة في بلادي, اسير في رحلتي هذه باحث عن براقة امل, علي اجد ذلك الباب الذي يخرجني من هذه الدوامة, اليوم سأكون ناطقا بإسم ابناء شعبي, الذين ما ان يخرجون من دوامة حتى يدخلون بأخرى اكثر تعقيد.مرة سرتُ في طريق ليس لدي فيه وسائل الوصول الى نقطة هدفي, سوى ادوات ذاتية محدودة القدرات, لكنني امتلك بعضا من الطموح المتبقي فيَ من رواسب ايمان لم يغادرني, رحلت صوب امل لم افقده بأن ثمة ضوء في نهاية النفق, وحالي حالكم لدي كم هائل من المشكلات, ويتعين عليَ ان اجد حلاً لها, امامي مبنى عالي الاسوار متعدد الابواب..توجهت نحو الباب الاول فحاولت فتحه بيدين عاريتين, واستخدمت كل ما لدي من قوة ولكنه لم ينفتح, إذ كان عصي الفتح. استخدمت المطرقة والازميل, و تمكنت بعد جهد جهيد من فتحه, وراعني ما وجدت, فخلفه جدار كبير قد بني بأحجار الكراهية وتأريخ طويل من الشحن الطائفي, والتحريف الدين الحنيف بل ولكتاب الله ايضا!.. استخدمت كل ما امتلك من قوة كي أنل من هذا الجدار لكني فشلت فشلا ذريعا.دفعني فشلي لترك هذا الباب, فتوجهت الى اخر على امل ان ادخل عبره, حاولت فتحه فلم ينفتح هو الآخر, فاستخدمت عضلاتي, اذ ان فيَ بقية من شباب, تعينني على فتحه فتمكنت من ذلك, ولكنني فوجئت كما في المرة الاولى بجدار آخر, ولكنه كان مختلفا بعض الشيء, عن ذلك الذي واجهته خلف الباب الاول, فقد بني هذا الجدار بمواقف متشنجة وتحزب واقصاء وتهميش, تدعمه الأنانية والشخصنة, كان هذا الجدار اشد صلابة من جدار الكراهية والطائفية, اعيتني كل السبل ولم أفلح في ولوجهِ, فتركته يأسا وتوجهت الى باب آخر.وقفت امام الثالث وقد ملئتُ يأسا وقنوطا, لان تعب فتح البابين الذين سبقاه اخذ مني جهدا كبيرا, فأضطررت للأستعانة بمجموعة من الرجال الذين يحملون نفس همي وقضيتي لفتحه, ففتحناه والغريب اننا وجدنا جدارا اخرا, قد بني بأموال خارجية شيدته ليكون بمثل هذه الصلادة, دول عدة انفقت تلك الاموال ودعمته وسائل إعلامية قذرة, كم ذكرني هذا الباب بباب خيبر, وللأسف لم يكن قالع ذلك الباب حاضرا ليقتلعهُ, كم كنا حزينين وبدأت احلامنا بالتبدد ويضمحل املنا.لم يتبق سوى باب واحد, توجهنا صوبه وقد انهكتنا تلك الابواب المشؤومة, ولم نعد نمتلك الا الدعاء والتضرع الى الله جل في علاه, وهذه المرة تقبل الله دعائنا, فأنفتح الباب بكل يسر, اذ وبمجرد وقوفنا ازائه انفتح وكانه كان ينتظر من يفتحه!..لم نفرح كثيرا, خوفا من الجدار الذي اصبح شبحا يطارد احلامنا, إذ لسهولة فتح الباب كنا نتوقع ان نجد جدارا كونكريتيا اشد بأسا.. هذه المرة لم نجد جدارا بل طاولة تحيطها مقاعد فارغة, وقد وضعت على الطاولة باقة ورد على شكل خارطة العراق, توجهت الى الباقة واحتضنتها, وعندما شممتها شممت رائحة دم شهداء العراق فانهمر الدمع من عيني, فقد كان عطر الدماء زكيا يملأ الجنبات, من هنا ادركت ان باب الحوار وحده يستطيع ان يلغي كل الابواب, ولكن عندما تجلس كل الاطراف خلف الطاولة ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك