المقالات

زمن المراهقة السياسية

355 10:38:00 2013-05-27

حيدر حسين الاسدي

تختلف مفاهيم القيادة ومتطلبات الحكم بين السياسيين الذين يتعامل بلعبة الديمقراطية والحكم بنظام مؤسساتي متخصص ، وبين ما ينتهجه السياسيون في الأنظمة الجديدة العهد بالديمقراطية أو التي لا تريد لنفسها التطور من خلال بقائها متقوقعة وانعزالية تعاني ترسبات وأزمات الأنظمة الشمولية التي سبقتها.لذا فالفرق بين الاثنين يبدو واضحاً وجلياً لكل متابع للإحداث والتطورات التي تمر بها هذه الدول ، فكل أزمة او تصعيد او تراشق سياسي معلن او خفي في الدول الديمقراطية ينتهي ويتلاشى عندما ينبري حكماء القوم وعقلاء السياسة ليقدموا مجموعة من الحلول والمخارج للازمة التي ان استمرت تدخل البلاد والعباد في دوامة لا يمكن التنبؤ بعواقبها فتجد طاولة الحوار المستديرة مكاناً مثالياً لطرح المشكلة وإيجاد مساحات الحل لها، كون هؤلاء القوم يؤمنون إن مهمة من يتصدى للمسؤولية تتجلى في الحفاظ على مصلحة بلده العليا وشعبه وأمته من أي سوء وتعقيد ، ليواصل البلد مسيرته مستفيداً من دروس الماضي ومتعاهداً ان لا يتكرر ما حصل لقناعته إن اللعبة السياسية مهما حققت من مصالح ومنافع لا يمكن ان تتجاوز وتمس مصلحة الوطن ومواطنيه .اما في بلدان المراهقة السياسية فالصورة متناقضة تماماً والصراع على أشده فتصبح مصلحة الحزب والفئة تسموا فوق مصلحة الوطن وأبناءه ، ليتحول كل من يتولى المسؤولية والقيادة الى عراب وراعي لفكر التهميش والإقصاء ليضرب مصالح الأخر ، متغافل النتائج والإضرار ، مهملاً لدوره ومسؤوليته وحقيقة التزامه أمام شعبه.ولعل الأيام الماضية ، وبعد مبادرة السيد الحكيم في عقد جلسة للفرقاء السياسيين ، حملت شيء من الأمل لأبناء الشعب ان قياداتهم السياسية ترفض الإرهاب وتنبذ العنف وما زالت قادرة على الاجتماع في مكان واحد والتحاور لتناول هموم أبناء شعبهم على طاولة واحدة وحلها والخروج من عنق الزجاجة التي وضعوا أنفسهم بها .هذه المبادرة التي ما زالت تعيش حالة الترحيب والثناء دون وجود خطوات فعلية للذهاب لها ، ليس من جانب سماحة السيد عمار الحكيم الذي يبذل قصار جهده لتحقيق هذا اللقاء ، إنما الجهات والأحزاب التي تواصل الاعتراض ووضع الشروط لعقد هذا اللقاء كونها تريد استمرار الأزمة وتصعيد الموقف التي تضمن بأستمراريتها حصد الأصوات والنجاح الانتخابي وكسب المناصب على حساب استقرار البلد وتقدم وضعه والارتقاء بواقعه.ان تولي المسؤولية والتزام القيادة والقبول بخدمة الشعب يوجب على السياسيين الحنكة ومعرفة مواضع التنازل أحياناً وإتقان فن حصد المكاسب أحيان أخرى ، وعدم التعامل بفوقية وتعالي مع الخصوم حين يتطلب الوضع الجلوس والحوار ، فواقع العراق ووضعه الراهن لا يتحمل أزمات جديدة والتصعيد الأمني والسياسي الذي نعيشه اليوم ينبأ بوصولنا الى حافة الهاوية المهلكة ، لذا ندعوكم يا شرفاء السياسيين وانتم أمام محك اختبار النوايا والقابلية الحقيقية للنزول من بروجكم العاجية الى ساحة اللقاء الوطنية في بيت "ال الحكيم" الذي لا ينتظر مدحاً او إطراء لموقفه ومبادرته بل يريد معكم الخروج بحل لواقع صعب لبلدكم المثقل بالجراحوينتظر ان يرى شعبه المتعب في افضل حال بعد ان خاب رجاءه لعشر سنوات من انتظار الحل من عقول تجمدت على نظريات المؤامرة وسياسة الاتهام ودوامة المشاكل التي لم تتقدم بحال العراق وشعبة خطوة واحدة الى الإمام .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك