المقالات

إخراج الخدمات من نفق السياسة.! ...بقلم:عيسى السيد جعفر

579 22:09:00 2013-05-06

 

الجمع بين التجارب المتعارضة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تخلي كل تجربة، بحكم مقتضيات التواصل الإنساني، عن بعض مما يخصصها ويفصلها عن التجارب الأخرى، بإزاحة التنافر وباستحضار ما يوحد ويجمع لتتحول إلى صيغة تفيد الجميع، وحينها فقط، نكون قد خرجنا نهائيا من دائرة التجربة المخصوصة (المحدودة في الزمان وفي المكان )، لنلج عالم الإرث الوطني والاجتماعي المشترك الذي يبيح لنا الحديث عن الهوية والوجدان والطبيعة الخاصة بهذا الشعب.

 لكن ومع الأسف فإن الأمر ليس هكذا، إذ أنه وعوضا عن توفير الإمكانات المادية والبشرية والسياسية وتوظيفها لتطوير منظومة العمل الوطني ، وجدت هذه المنظومة نفسها أسيرة في قبضة الساسة المستندة لأهدافهم السياسية لا إلى مرجعية الشعب الكلية..ولذلك تجدنا نسير بخطى حثيثة نحو اللا وطني..ويوما بعد يوم تتكشف لنا حقائق من أن بيننا ليس بوارد الوطن، بل هو في وارد فئته وطائفته وحزبه وفي أكثر الأحيان لا يحضر أمامه غير شخصه..

لقد أضحت حركة المنظومة الوطنية ضمن مقتضيات الصراع السياسي الغامض والملتبس والمرتبك فقط، وبدلا من أن يسعى الساسة لاكتشاف مواطن ضعفها وخللها ، تجدهم يسعون وبلا كلل لإضعافها وتقويض أسسها .. وكمثال على ذلك هو أن الساسة وللدوافع التي أشرت إليها، أخرجوا منظومة الخدمات من حيزها المهني والمؤسساتي، وأدخلوها في مسارات التوظيف السياسي والفئوي والحزبي والشخصي، ولذلك فشلت مجالس المحافظات ..

 لقد تداخلت معالم الخدمات في معالم السياسة، ووظفت الدولة وميزانيتها من قبل (قبضة السياسي) لخدمة مستقبله لا مستقبل الشعب، ومجالس المحافظات التي انتهت ولايتها أول أمس،وعلى الرغم من صلاحيتها الدستورية والتشريعية والتنفيذية الواسعة، إلا أنها كانت تلعب لعبة (الحية والدرج) تلك اللعبة التي قلما يربح لاعبها مهمة المجالس الجديدة ستكون عسيرة ومعقدة، فألى جانب واجبها الذي أنتخبت من أجله وهو بناء حكومات محلية خادمة، فإن عليها إخراج الخدمات من نفق السياسة المظلم..

45/5/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك