المقالات

الحل بين المرجعية وليلة الهرير /

515 15:46:00 2013-01-14

حافظ آل بشارة

لم يعد أحد يتذكر لماذا ثارت ثائرة الانبار والموصل وسامراء ، فقد نسي الناس قصة اعتقال افراد حماية الوزير رافع العيساوي ، فالأزمة الكبيرة تزيح الأزمة الصغيرة والقصة التي تجري الآن مختلفة تماما عن القصة الأصلية ، فتحت التظاهرات ملفات اخطر ، اتضح ان الحكومة بيتها من زجاج وتضرب الناس بالحجارة ، او تسكن في صريفة وتلوح بالمشعل ، الأزمة بدأت بفتق صغير لتنتهي بشق يصعب رتقه ، تحدث هذه الحالات عندما يكون الطرف البادئ بالهجوم بلا سيناريو مستقبلي ، وبلا خندق احتياطي محصن ، وبلا جواب عن سؤال : ماهي الخطوة التالية ؟ اي دولة عندما تكون غارقة في بحر من التلكؤ والفساد والتراجع والفوضى لا يمكنها معالجة اي ملف ، سترتكب اخطاء ستراتيجية أخطرها الخطأ في ترتيب الأولويات ، اعتقال أفراد حماية وزير متهمين بالارهاب قرار صحيح ولكنه لا يصلح ان يكون اولوية حاليا ، ربما هناك عدة وزراء يشملهم هذا القرار الحساس وقد يشكلون جبهة للهجوم الاستباقي ، ما حدث لحد الآن يشكل درسا جيدا في الادارة والسياسة ، ويكشف هشاشة البنية السياسية للدولة وقرارها ، الحكومة اعتقلت عشرة افراد وهي تنفذ قرارا قضائيا مخطئة في التوقيت والأسلوب ، لكنه خطأ جسيم ومكلف ومن اجل اصلاحه ستضطر الى اطلاق سراح آلاف السجناء والسجينات ربما بينهم مجرمون خطرون وتضع الدستور وعددا من قوانين الدولة تحت طائلة التغيير والتشكيك ، كما تحفز الأزمة تأسيس الاقليم السني عمليا ، بدل ان تعيد الحكومة قيمومتها الدستورية على اقليم كردستان فأنها الآن فقدت السيطرة على محافظات أخرى تحت مسمى المحافظات السنية ، جعلت ملامح الاقليم السني تتشكل ولا شرط ان يكون اقليما علنيا ، المهم ان مقومات نشوءه تطفو على السطح ، ومنها : قدرة الشخصيات والاحزاب المحلية على تعبئة الشارع ضد المركز ، سهولة الشطب على الدستور والقوانين العراقية ، سهولة العودة الى تمجيد البعث المنحل وصدام ، احياء التخندق الطائفي ، غربة قوات المركز في الغرب وميل جميع الاطراف الى نشر قوات محلية ، الحصول على دعم اجنبي على خلفية سياسية وليس انسانية . درس آخر للأزمة ان الحكومة اذا تحرشت بمكون ما ستدفع الثمن مضاعفا ، درس آخر للأزمة : ان الأمم المتحدة بالمرصاد ومندوبها مارتن كوبلر زار المرجعية وخرج بتوصيات تهدئة ، وهو تلويح بامكانية تدويل الأزمة اذا فشل الحل الوطني كما في سورية وبكل ما يعنيه التدويل من مخاطر ، المرجعية استقبلت كوبلر ولم تستقبل وفد الحكومة ! لكنها أرسلت الى ركاب المروحية حلا من خمس نقاط انطلقت كخمس مفخخات لتربك اروقة المنطقة الخضراء ، عادت المرجعية لاطفاء النيران ورجال السلطة يطرقون ابوابها وهم يتلفتون قلقا ، بين هذا وذاك هناك من يتمنى تفريق صفوف المعتصمين بسيف البرد ، دعاء وصلاة استبراد ، بأن تمر عليهم ليال كليلة الهرير في صفين ، كان المقاتلون من الشام والعراق في تلك الليلة (يهرون) من البرد تحت ضرب السيوف وطعن الرماح ، و(الهرير) صوت ارتجاف مع همهمة ، والفرق ان جيوش صفين لا تمتلك كل هذه التدفئة الحديثة والبطانيات الخليجية والتركية الناعمة . وللأجانب درسهم المحزن في هذه الأزمة ، فقد فشلوا في شراء الضمائر بالدولار و(المفطح) ، كان صوت العقلاء مدويا ... دروس مختلفة في الشكل واحدة في المحتوى ، هكذا تبدو الأزمة وكأنها سائرة باتجاه الحل ولكن بأثمان مضاعفة ، فمن لم يرض بجزة سيرضى بجزة وخروف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء الأسدي
2013-01-14
قبل ان ترى هذه الحكومة النور وبعد الانتخابات وازمة اختيار الرئاسات الثلاثة ، قلتها في شبكة انصار الحسين بما أن أساس هذه الحكومة ( باطل ) كل ما سيأتي ويحدث فهو باطل ، وهذه نتيجة طبيعية لمثل هذه الحكومة المهزوزة من أساسها وليأكلها الشعب المسكين الذي اختار رئيس هذه الحكومة وأسقط من وقف بوجه الفساد والمفسدين !! نحن منذ الانتخابات الى يومنا هذا من أزمة الى أزمة وحتى تنتهي مدة هذه الحكومة سيبقى الحال على ما هو عليه اذا لم ينتفض الشعب ويسقط المجرمين والفاسدين ، ولكن المصيبة انه مايزال هناك متمسكون بهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك