المقالات

امن العراق في استراتيجية منع الانشقاقات في سوريا..ضخ الاموال واستهداف نفط الخليج

643 14:25:00 2012-08-13

الشيخ حسن الراشد

يتحدث المراقبون عن اهمية سوريا استراتيجيا لاستقرار المنطقة ودورها في منع الانهيار الامني الشامل والواسع والذي لو تحقق ما يريده المتطرفون والدول الداعمة للارهاب فان لهيب هذا الانهيار لن يسلم منه احد وسوف تحل كارثة بالمنطقة والعالم وان اول المتضررين هم حكام الخليج ..

التقارير المتداولة سرا وعلنا تفيد ان دول الخليج قد رصدت الملياراد من الدولارات من اجل شراء الذمم واحداث ما يسمونه بالانشقاقات في سوريا للتسريع في عملية اسقاط نظام بشار الاسد وتسليم الحكم للمتطرفين والارهابيين وان هذا الامر هو السلاح الاخير الذي في جعبتهم كي ينالوا من ليس فقط سوريا وانما من كل من وقف ضد استبداد حكام الخليج ويسعى من اجل الاصلاح والديمقراطية والعدالة وان هؤلاء الحكام هدفهم الوحيد هو البقاء على عرش الطغيان والاستئثار بالسلطة ‘ وفي هذا الصدد نقلت وكالة فرانس برس عن ديبلوماسي عربي رفض الكشف عن اسمه ان ثلاث دول خليجية اتخذت قرارا منذ ايار بتخصيص ملياراد الدولارات لتمويل عملية انشقاق شخصيات سورية وذلك سعيا الى اسقاط النظام من الداخل بحلول نهاية العام 2012 .. من الوضح ان سياسة شراء الذمم التي يسمونها بعملية تمويل الانشقاق هي سياسة ليست جديدة فقد سبقهم في ذلك حكام جبابرة وطغاة كانوا يحكمون هذه المنطقة وقد استخدموا هذه الاساليب غير الاخلاقية والمنحطة لاحداث فتن ولوقف الاصلاحات والتغييرات التي كانت الشعوب تنشدها ولعل حكام بني امية كانوا ابرز هؤلاء الطغاة الذين اتبعوا مثل هذه السياسة لتثبيت عروشهم ولمواجهة الاصلاحيين الذين كانوا ينشدون العدالة وتقسيم الاموال بالتساوي على افراد الامة ومنع استعباد العباد وجعل اموال المسلمين دولا ..

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا : هل يتأثر العراق بمثل هذه السياسات التي وصفها بعض المراقبين بانها الاسوء في تاريخ الامم خاصة وان الاطراف الاتي تنفذها هي اعضاء في الامم المتحدة ويتمتعون بـ(( الشرعية الدولية )) ‘ التأثير على امن العراق واستقراره وبالتالي امن المنطقة وايران التي تعتبربعد العراق احدى الدول المستهدفة في الازمة السورية وفي تدخل دول بترودولارات في عملية اسقاط النظام في سوريا واحلال بديل همجي وظلامي سلفي بربري محله ؟وما هي استراتيجية العراق وايران لاجهاض هذه المخطط الخبيث الذي للاسف يحظى بدعم الولايات المتحدة التي تدعي الديمقراطية وتبشر بنشرها فيما الواقع يثبت ان مشاهد الذبح والقتل والاعدامات الجماعية ومحاكمات ميدانية ضد الابرياء وضد كل من لا يواليهم هي معالم الحكم الجديد القادم في سورياوالذي يتصدى لاقامته اليوم المتطرفون والسلفيون الارهابيين ؟

العراق اليوم معني باستقرار سوريا وقد تحدث السيد المالكي عن ها الامر وخذر منه ولكن هل هذا التحذير واطلاق المواقف الكلامية كافيان لمنعالانهيار الامني في المنطقة ووقف مد الارهاب والتطرف والقتل الممنهج والمستمر والذي يحدث في العراق وعلى حدود العراق ؟؟ في الحقيقة ان الكلام والحديث الناعم لا ينفع مع عدو يحمل بيد النفط وبيد اخر السلاح وادوات القتل والارهاب وان هذا العدوا قد كشف عن كلاوراقه ويدعوا علنا الى نشر الفتن والفساد وعدم الاستقرار ونشر قانون الغاب وان السلاح الوحيد الذي يمكن به اجهاض مؤامرات الخصم وخططه التدميرية هو العمل بالمثل حيث لايفل الحديد الا الحديد وكما جاء في الاحاديث ونقلا عن البيت النبوي الشريف "ردوا الحجر من حيث جاء فان الشر لا يرده الا الشر" ..

استراتيجية العمل بالمثل هي عملية مشروعة و سوف تكون ناجحة فيما لو احسنا تنفيذها واتبعنا الطرق المختلفة لتطبيقها ولمواجهة هؤلاء المجرمين والارهابيين والمتطرفين والداعمين لهم ..

اولا: لابد من تطبيق المبدأ القراَني في شراء الذمم وليس مبدأ العمالة والارتزاق الذي يتبعه حكام الفتن والجور في الخليج حيث مبدا "ابن السبيل وفي الرقاب" امر محبذ خاصة وان الخصم يستخدم سياسة شراء الذمم لاهداف رخيصة ولضرب قيم الحضارة الانسانية ونشر الارهاب والفساد والتطرف .

ثانيا : لابد من استهداف السلاح الذي بيد العدو وتجريده منه وضرب المرتكزات التي يتكأ عليها في تنفيذ مخططاته الجهنمية ‘ وبالتأكيد ان النفط هو السلاح وهو الممول الاساسي لاعمال الارهاب والقتل وشراء الذمم وان استهدافه عبر ضرب منصات نقله واستهداف انابيبه امر يساعد كثيرا على منع العدوا من تحقيق اهدافه دون المساس طبعا بالبنى التحتية اي المنابع النفطية والتي هي ملك للشعوب بل استهداف منصات الحمل والانابيب وباستمرار وضرب بعض المرتكزات الاقتصادية التي يعتمد عليها هؤلاء الحكام في تمويل الارهابيين والقتلة ونشر الفوضى .هناك الكثير من الاحرار والثوار في المنطقة والعراق وهم على استعدد للتضحية ويمكن الاتكال عليهم لمثل هذه المهمات الصعبة ولا يتطلب ذلك اي شيئ سوى وضع اليات سليمة ودقيقة وتزويدهم بالوسائل اللازمة لقطع شرايين النفط ومنع تمويل الارهابيين وبالتالي تجريد العدوا من اهم الاسلحة التي بيده .

يخطأ من يعتقد ان الحديث الناعم ينفع مع من كشر انيابه ومخالبه للاعتداء علينا وذبحنا والتهديد بابادتنا هؤلاء القتلة والمجرمون لا ينفع معهم الا سياسة العمل بالمثل ولي اعناقهم واستهداف تلك المرتكزات التي يعتمدون عليها لتمويل اعمالهم الاجرامية والاستمرارية فيها ..

نحن نعلم ان العراق وايران الدولتان المستهدفتان من هذا التدخل الخليجي السافل في الشأن السوري وتهديد استقراره ولمسنا وشاهدنا كيف ان الارهاب قد استهدف العراقيون عبر خطفهم وقتلهم ونهب ممتلكاتهم وتهديدهم بنقل المعركة الى الكوفة بعد اسقاط نظام بشار ورأينا كيف ان هؤلاء المجرمين يستهدفون الزوار ويختطفون الابرياء من رعايا العراق وايران بدوافع طائفية بغيضة .

فهل العراق وايران على مستوى المسؤلية للتسريع في تطبيق مبدأ العمل بالمثل.. ؟

الشيخ حسن الراشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك